مبنى إم آي 6 الحديث

صدر الثلاثاء كتاب جديد يعرض فترة الأعوام الأربعين الأولى من تاريخ وكالة الاستخبارات البريطانية الخارجية MI6 quot;إم آي 6quot;.

يتناول كتاب، ألفه البروفيسير كيث جيفري، فترة الأعوام الأربعين الأولى منذ تأسيس الاستخبارات البريطانية الخارجية MI6 quot;إم آي 6quot; في العام 1909 وحتى 1949. ويقول المؤلف إنه تلقى إذنا بالاطلاع على سائر ملفات الجهاز في تلك الفترة، وإن الشرط الوحيد الذي وضع أمامه هو ألا يذكر أسماء بعض الخونة من عملائه.

وكان بين الملفات المثيرة للجدل التي اطلع عليها ذلك المتعلق ببرواية عملاء الجهاز عن تخريبهم سفناً كان مقررا لها أن تنقل لاجئين يهودا الى فلسطين عندما كانت محمية بريطانية في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

ويحكي الكتاب عن هذه الواقعة، المسماة quot;عملية الإحراجquot; باعتبارها إحدى أكثر عمليات إم آي 6 إثار للجدل. ويتضح أن جهاز الاستخبارات سعى فيها لتفجير السفن وهي تتهيأ في المرفأ لنقل اللاجئين اليهود الى فلسطين. وتأتى هذا بناء على أوامر من ساسة لندن للجهاز بوقف تدفق اولئك اللاجئين.

ولم يتوسع البروفيسير جيفري، وهو من جامعة كوينز في بلفاست، آيرلندا الشمالية، في سرد التفاصيل وهو يتحدث لفضائية quot;بي بي سي نيوزquot; الإخبارية. وقال إن بحوثه لكتابه المعنون quot;إم آي 6: تاريخ خدمة الاستخبارات السريةquot; كشفت إخفاقات الجهاز مثلما كشفت نجاحاته.

وقال: quot;إم آي 6 مني ببداية سيئة في الحرب - مثل كل المؤسسات البريطانية الأخرى عدا سلاح الجو ربما. لكنه، أيضا مثل جهود الحرب البريطانية الأخرى، بدأ يتعلم من تلك الإخفاقات ويمضي من نجاح لآخر عبر أوروبا المحتلة وحيثما وجدت القوات الألمانية عبر العالم متفوقا على أجهزة استخبارات النازيquot;.

وقال البروفيسير جيفري، وهو أول مؤرخ يسمح له بالاطلاع على أرشيف إم آي 6، إن وجوده أمام تلك الملفات السرّية جعلته يشعر quot;كطفل في متجر للحلوىquot;، أو quot;لص في مغارة علاء الدينquot;. وأقر البروفيسير بأن الملفات لا تشكل مسلسلات متكاملة الحلقات لأن العديد من الوثائق دمر أو ضاع عبر السنين.

لكنه قال إن العديد الباقي من تلك الملفات يروي حكايات مدهشة عن أحداث وأناس quot;تحلوا بقدر لا يصدق من الشجاعةquot;. ومضى يقول إن الحقيقة، تبعا لتلك الملفات، يمكن أن تكون أغرب من الخيال فعلا، لأنك تقرأ عن أحداث حقيقية وأناس حقيقيين وليس مجرد روايات خيالية. ويقول البروفيسير إنه اضطر للتوقف عند تاريخ 1949 لأن كتابه بلغ عندها 800 صفحة والحرب الباردة بدأت تندلع بعد ذلك بتفاصيل تكفي لمجلدات عديدة.