اعتقلت الشرطة البريطانية شخصين من عصابة أحرقت نسخة من القرآن وعرضت فعلتها على يوتيوب.

صلاح أحمد من لندن: أعلنت الشرطة في شمال شرق انكلترا الخميس أنها اعتقلت في 15 من الشهر الحالي اثنين من عصابة من ستة رجال، تعتقد أنهم صوروا أنفسهم، وهم يقومون بإحراق نسخة من المصحف الشريف في 11 سبتمبر/أيلول الأخير، وعرضوا الفيديو على موقع laquo;يوتيوبraquo;. واعتقلت الباقين في وقت لاحق. لكنها أطلقت سراحهم بكفالات.

ويظهر في الشريط الرجال الستة ملثمين بما بدا أنها محارم المائدة، وهم يحملون نسخة من المصحف، عرضوها أمام الكاميرا في الفناء الخلفي لحانة تسمى laquo;باغلraquo; في مدينة غيتسهيد الشمالية الشرقية قبل شروعهم في إحراقها. وكان هؤلاء يرتدون بذلات laquo;أديداسraquo; الرياضية، ويلفون رؤوسهم لإخفاء وجوههم. وشوهد أحدهم وهو يأتي بإيماءات بذيئة أمام المصحف المشتعل.

وبينما كانت النار تعمل لهبها في المصحف راح أفراد العصابة يصرخون laquo;هذا للجنود في أفغانستان. 9/11.. اليوم الدولي لإحراق المصحف، لكل قتلى 9/11. هذه هي الكيفية التي نفعل بها الأشياء في مدينة غيتسهيدraquo;. وحاول أحدهم إضافة مزيد من الوقود للهب، لكن أشعل قنينته البلاستيكية من حيث لا يقصد. ثم راح يركل المصحف يمنة ويسرة، مشتتًا لهبه الذي قبض على بعض الأشياء فقام بإطفائه سريعًا.

وبعد عرض الفيديو على موقع يوتيوب، زار رجال الشرطة الحانة التي أحرق المصحف في فنائها، وألقت القبض على شخصين بتهمة التحريض على الكراهية الدينية والعرقية، ثم أطلقت سراحهما بكفالة. ويوم الأربعاء اعتقلت أربعة آخرين قبل الإفراج عنهما بضمانة أيضًا. يذكر أن حوالي 30 شخصًا تجمعوا أمام مركز الشرطة احتجاجًا على اعتقال المتهمين الأولين بإحراق المصحف.

وقال أحد أولئك الذين اعتقلوا، وهو عامل في الحانة، لصحيفة laquo;ديلي ميلraquo; إنه لم يشارك في إحراق المصحف، لكن الشرطة أغلقت الحانة عددًا من الساعات وصادرت هاتفه الجوال، إضافة الى أقراص مدمجة ومحارم المائدة. وأضاف أنه أخذ إلى مركز الشرطة، حيث خضع لتحقيق مطول بغرض معرفة هويات الذين أحرقوا المصحف. ويعتقد أن الشرطة استهدفت هذه الحانة تحديدًا لأنها إحدى الأماكن المفضلة لأعضاء laquo;عصبة الدفاع الانكليزيةraquo; اليمينية التي تقول إنها تتصدى لما تسميه laquo;التطرف الإسلاميraquo;.

وقد أصدر مجلس غيتسهيد البلدي وشرطة مقاطعة نورثامبريا التي تقع فيها المدينة بيانًا مشتركًا أدانا فيه الحادثة، ومما جاء فيه laquo;إن نوع التصرف الذي شاهدناه في الفيديو لا يعكس آراء هذا المجتمع على الإطلاق. مجتمعنا هنا يقوم على الاحترام المتبادل والعمل المشترك بين سائر ممثلي فئاته من أجل الحفاظ على العلاقت الإنسانية الطيبة بيننا جميعًاraquo;.

تأتي هذه الحادثة في أعقاب الزوبعة التي أثارها تيري جونز، قسيس كنيسة laquo;دوف ويرلد آوتريتشraquo; الأميركية الصغيرة ، بإعلانه في مطلع الشهر الحالي عزمه على إحراق مئات النسخ من المصحف في فناء كنيسته في ذكرى الهجوم الإرهابي الكبير على الولايات المتحدة.

وقال جونز وقتها إنه يحتج أيضًا على مشروع بناء مركز إسلامي يضم مسجدًا على مرمى حجر من موقع مركز التجارة العالمي الذي استهدفه الهجوم الرئيس. ورأى أنه laquo;علينا تقديم رسالة واضحة إلى العناصر الراديكالية الإسلامية. ولن نسمح بعد الآن بأن تهيمن علينا مخاوفها وتهديدتها. آن الأوان لأن تعود أميركا إلى كونها أميركيةraquo;. لكنه عدل عن هذا العمل بعد ردود الفعل المحلية والدولية الغاضبة والواسعة النطاق.