جوبا: بدأ مراقبون دوليون تابعون لمركز كارتر الوصول إلى جنوب السودان استعدادًا للاستفتاء حول تقرير المصير في هذه المنطقة، المقرر في بداية كانون الثاني/يناير 2011، على ما أعلن الثلاثاء المركز.

في سياقمتصل، حذررئيس الفرع السوداني للكنيسة الأنغليكانية قبل توجهه إلى لندن وواشنطن، من أن السودان يحتاج مساعدة دولية كبيرة، للحيلولة دون أن يؤدي الاستفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان إلى اندلاع حرب أهلية جديدة.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الأسقف دانيال دينغ quot;نشعر بقلق عميق لأن مخاطر اندلاع حرب كبيرةquot;. ويترأس دينغ وفدًا من رجال الدين البروتستانت والكاثوليك، الذين سيلتقون هذا الأسبوع مسؤولين بريطانيين وأميركيين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأضاف quot;نطلب الدعم، لأن من الضروري ألا ندع أنفسنا نعود إلى الحربquot;.

والاستفتاء هو البند الأساسي في اتفاق السلام الشامل، الذي أنهى في 2005 حربًا أهلية استمرت 20 عامًا بين شمال السودان وجنوبه.

وقال دينغ quot;نريد أن نوصل هذه الرسالة إلى الأمم المتحدة وإلى الحكومتين الأميركية والبريطانية بصفتهما ضامنتين لاتفاق السلام الشامل، أن عليهما ألا تنتظرا حتى نعود إلى الحرب مجددًاquot;. وقد تأخرت كثيرًا التحضيرات للاستفتاء المقرر في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011. فقبل أكثر من 100 يوم بقليل من موعد إجراء الاستفتاء، لم يبدأ التسجيل بعد.

ويتخوف عدد كبير من الدبلوماسيين من أن يعلن جنوب السودان استقلاله من جانب واحد، إذا تأخر إجراء الاستفتاء، ما يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية جديدة.

ونشر مركز كارتر، الذي أسسه الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، هذا الأسبوع 16 مراقبًا، أتوا من 12 بلدًا، بهدف البدء بتقويم التحضيرات للتصويت.

ومن المقرر أن يصوّت سكان جنوب السودان في 9 كانون الثاني/يناير لتقرير مصيرهم. ويتوقع كثير من المراقبين أن يؤدي الاستفتاء إلى تقسيم السودان بين شمال تقطنه غالبية من المسلمين، وجنوب غالبيته من المسيحيين والأرواحيين. ويشكل الاستفتاء أحد البنود الرئيسة في اتفاق السلام الشامل، الذي أنهى في 2005 حربًا أهلية استمرت عقدين، وخلفت مليوني قتيل.

وسيعمل قسم من المراقبين في منطقة أبيي المتنازع عليها، والواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب، والتي سيتعين على سكانها في تصويت منفصل مقرر في كانون الثاني/يناير أيضًا، تقرير إلى أي منطقة سيتبعون. وسجلت التحضيرات للاستفتاء تأخيرًا، ويخشى دبلوماسيون أن يعلن جنوب السودان استقلاله من جانب واحد، في حال تأجل الاستفتاء، ما قد يؤدي إلى نشوب نزاع جديد.

بيد أن مركز كارتر أشار إلى quot;تقدم مشجعquot;، خصوصًا بشأن مستلزمات التسجيل الانتخابي وتعيين أعضاء اللجان الوطنية المكلفة تنظيم التصويت. غير أنه لاحظ أنه لا تزال هناك quot;خطوات مهمةquot; تحتاج إنجازًا، وخصوصًا رصد أموال لتنظيم الانتخابات، ونشر برنامج زمني مفصل لها.

وكلف المراقبون الإشراف على كل مراحل العملية، وخصوصًا تسجيل الناخبين وفترة الحملة الانتخابية والتصويت وفرز الأصوات وفضّ الخلافات.