البابا شنودة الثالث بطريرك الأرثوذكس

أثارت رحلة البابا شنودة إلى الولايات المتحدة علامات استفهام حول توقيتها وأهدافها حيث أنها جاءت بعد أيام من حادث تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية. quot;إيلافquot; استصرحت مصادر مقربة من البابا والتي أكدت أن رحلته علاجيّة ومقررة منذ مدة ولا أهداف سياسية لها.


بعد إقامة قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، غادر البابا شنودة الثالث بطريرك الأرثوذكس مصر متوجِّهًا إلى الولايات المتحدة، لإجراء فحوصات طبية. وأثار بعضهم العديد من علامات الإستفهام حول توقيت وأهداف الرحلة التي جاءت في أعقاب حادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في الدقائق الأولى من العام الجديد، الذي أودى بحياة 23 قتيلاً و 79 مصابًا.

الحادث الذي قوبل برفض رسمي شعبي، خرجت مظاهرات عدة لاستنكاره في مختلف المدن المصرية شارك فيها الالاف من المسلمين والمسيحيين وتم رفع القرآن مع الإنجيل أو الصليب خلالها كدليل على الوحدة ونبذ الطائفية.

ونفت مصادر مقربة من البابا أن تكون لزيارته إلى أميركا أي أهداف سياسية أو علاقة بالحادث، وقال الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ورئيس اللجنة الإعلامية بالمجمع المقدس لـ quot;إيلافquot; إن البابا غادر مصر بعد إقامة قداس عيد الميلاد بيوم واحد، نظرًا لأن موعد إجراء الفحوصات كان مقررًا منذ ثلاثة أسابيع.

وأضاف quot;البابا لم يتصل بالكنيسة حتى الآن (مساء أمس الإثنين)، لكن الأخبار الواردة من مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية التي تتابع حالته وتجري الفحوصات الدورية له منذ 20 عامًا، تؤكد أن صحته جيدة، وأنه بخير والشكر للربquot;.

ونفى مرقس أن تكون لزيارة البابا لأميركا أية أهداف أخرى غير إجراء فحوصات دورية يقوم بها كل ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن ردود الفعل الرسمية والشعبية الرافضة لحادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية أثناء صلاة عيد الميلاد، والمتضامنة مع الأقباط لاقت ارتياح البابا وجميع المسيحيين.

ونوه بأن البطريرك سوف يتابع أحوال الكنيسة من الخارج من خلال الإتصالات الهاتفية، وأوضح أن هناك من رافق البابا في رحلته هم: الأنبا أرميا، الأنبا يؤانس، الأنبا بطرس، و الأنبا رويس الأسقف العام، إضافة إلى طبيبه الخاص.

وحول مشروع القانون الموحد لبناء دور العبادة الذي يتوقع خروجه إلى النور قريبًا، قال مرقس quot;نتمنى أن يصدر قانون خاص ببناء الكنائس، لأنه لا مشاكل في بناء المساجد، لأن الدستور المصري يكفل حرية العبادة للجميع، وبالتالي يجب أن يكون للأقباط الحق في بناء كنائسهم وممارسة صلواتهم بحريةquot;.

وفي ما يخص مشروع القانون الموحد للأحوال الشخصية للمسيحيين، الذي تسبب عدم إقراره في صدور أحكام متعددة ضد الكنيسة تلزمها بالسماح بالزواج الثاني للأقباط، ورفضت تنفيذها، نظرًا لتعارضها مع تعاليم الإنجيل، قال مرقس quot;إنتهينا من مشروع القانون، وهو الآن لدي مجلس الشعب، ونتمنى إقراره في القريب العاجلquot;.

وفي السياق ذاته، قال المستشار نجيب جبرائيل محامي الكنيسة لـ quot;إيلافquot; إن زيارة البابا لأميركا لا علاقة لها بحادث كنيسة القديسين، مؤكدًا أن الغرض منها إجراء فحوصات طبيبة موعدها محدد مسبقًا منذ شهر ونصف الشهر.

وأشار جبرائيل إلى أن البابا لم يتصل بهم، نظرًا لفرق التوقيت بين مصر والولايات المتحدة، وتوقع أن يتصل بالكنيسة اليوم الثلائاء، لأنه من عادته في رحلات العلاج الإتصال بمكتبه بصفة يومية، لمتابعة تصريف أمور الكنيسة، ومتابعة أحوال الأقباط.

ومن جانبه، اتفق جمال حنا الخبير في الشأن القبطي مع الكلام السابق، وقال لـ quot;إيلافquot; إن البابا يجري فحوصات طبيبة في مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأميركية، منذ أكثر من 20 عامًا، و يبدو أنه يعاني من آلام استدعت السفر في الموعد المحدد مسبقًا وعدم التأجيل.

وأكد حنا أن البابا يعاني من مشاكل صحية في الكلى والقلب والساق. ونفى أن تكون هناك أي أغراض سياسية وراء رحلته، ودلل على ذلك بالقول إن البابا عندما يغضب أو تتعثر مشكلة ما للأقباط، يلجأ للإعتكاف والصلاة في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وليس للسفر للخارج.

يذكر أن البابا شنودة قال في تصريحات له قبيل الصعود للطائرة التي تقله إلى أوهايو مباشرة والمملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، إنه سافر بعد تأكده من هدوء الأمور، وقال quot;نشكر ربنا أن سارت الأمور بشكل طيب وأنصح بالالتزام الشعب المصري بالكياسة لأن الأمور طيبةquot;.