سودانيون يحملون علم جنوب البلاد وصور لسلفا كير وسياسي جنوب سوداني بعد التصويت

في وقت لا يشيع فيه نشوء دول جديدة نتيجة لحدوث تقسيمات أو تغيرات حدودية، بدأت تثار الكثير من التساؤلات في الأفق الأفريقي حول إمكانية تكرار السيناريو الخاص في جنوب السودان، واحتمالية انفصاله عن الشمال، في مناطق أخرى في القارة السمراء.


طرحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تساؤلاً، قالت فيه: هل سيؤدي الحكم الذاتي الجزئي في جمهورية أرض الصومال إلى حدوث انفصال كالذي قدم جنوب السودان مثالاً عليه ؟

ثم انتقلت لتلفت إلى ساحة النقاش التي فتحتها هيئة الإذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، بشأن التأثيرات المحتملة لانفصال جنوب السودان على التكوينات السياسية في إفريقيا.

وتمحور النقاش حول فرص حدوث انقسامات مشابهة في دول أفريقية أخرى، إذا ما حصل جنوب السودان على الاستقلال. وهي الاحتمالية التي رأى البعض أنها قد تتحقق، في الوقت الذي ما زال يتوجه فيه السكان في جنوب السودان إلى مراكز الاقتراع لتحديد مصيرهم.

وبينما تساءلت quot;بي بي سيquot; عن احتمالية حدوث انفصال في دول من بينها نيجيريا وساحل العاج والكونغو وأنغولا، وصف الزعيم الليبي معمر القذافي انقسام السودان بأنه quot;بداية الصدع في خريطة أفريقياquot; - وهو التصريح الذي جعل الصحيفة تتساءل عما إن كان ذلك بالأمر الجيد أم السيئ بالنسبة إلى القارة ؟

ومضت الصحيفة بعد ذلك تشير إلى صعوبة حدوث تغييرات حدودية أو انقسام للدول. وقالت إن ذلك السيناريو لم يتحقق في أفريقيا منذ أن حصلت إريتريا على الاستقلال من إثيوبيا في بداية عقِد التسعينات من القرن المنصرم. وهو ما جعلها أن انفصال جنوب السودان ربما يبعث الأمل لدى انفصاليين في أماكن أخرى.

وفي الإطار ذاته، قالت الصحيفة إن هناك منطقة واحدة أخرى في أفريقيا تبدو أنها قريبة من أن تصبح أمة مستقلة: هي جمهورية أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها منذ عام 1991. وتحظى الجمهورية بحكومتها الخاصة وتتمتع بدرجة أكبر من الاستقرار عن مناطق أخرى في الصومال.

ونجحت الجمهورية مؤخراً في نقل السلطة من قائد تم انتخابه بصورة ديمقراطية إلى قائد آخر، معززةً بذلك أوراق اعتمادها كدولة ديمقراطية بصورة تفوق ما يحدث في كثير من الدول الأفريقية المستقلة.

ومع تواصل الأزمة في جنوب ووسط الصومال، بدأت تُظهِر الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى استعدادهم بشكل أكبر للنظر في إمكانية الاعتراف بجمهورية أرض الصومال أو على الأقل معاملتها، بحكم الأمر الواقع، على أنها أمة معترف بها.

وفي ختام حديثها، لفتت كريستيان ساينس مونيتور إلى التصريح المهم الذي أدلى به أحمد محمد سيلانيو، الرئيس الجديد لجمهورية أرض الصومال، في مقابلة مع مجلة quot;الإيكونوميستquot; البريطانية، بعد سؤاله عن تداعيات الاستفتاء المقام حالياً في جنوب السودان على مساعي أرض الصومال لأن يتم الاعتراف بها كدولة مستقلة، حيث قال quot; إذا تقبل المجتمع الدولي استقلال جنوب السودان، فإن هذا سيفتح الباب لنا أيضاً.

كما سيعني ذلك تغير المبدأ الخاص بضرورة بقاء الحدود الإفريقية كما كانت وقت الاستقلال. وإن تمكن جنوب السودان من المضي قدماً في طريقه كدولة مستقلة، فهذا يجب أن يفتح الباب أمام استقلال أرض الصومال أيضاًquot;.