تحاول فرنسا إيجاد موطيء قدم لها في تونس، بعد أن تراجعت عن دعم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.


قبل هروب الرئيس التونسي السابق بن علي من تونس وسط اندلاع الانتفاضة الشعبية قدمت فرنسا دعمها للديكتاتور المحاصر. لكن فرنسا الآن تسعى بقوة كي تجد لها موطئ قدم في مستعمرتها السابقة.

وجلب تأييد فرنسا لزين الدين بن علي وصمتها تجاه أعمال القتل التي جرت مدة أسبوع من عمر الانتفاضة أثار موجة من الإدانات في باريس ضد الحكومة الفرنسية. مما جعل الاخير تعترف بأنها كانت بعيدة عن الرأي العام التونسي وهذا ما دفعها لمنع بن علي من القدوم إلى فرنسا وتجميد ثروات الرئيس المخلوع.

وقال شيخ روحو أحد وجوه المعارضة التي تقيم في المنفى منذ عام 2000 لمراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن فرنسا ما زالت قادرة أن تبدأ من جديد في إحياء quot;الاتحاد المتوسطيquot; بطريقة جادة. وفكرة الاتحاد قد اقترحها الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي عام 2008، وجاءت كمحاولة لتحسين الأواصر الفرنسية والأوروبية مع دول شمال أفريقيا حسب رأي شيخ روحو.

ومع بدء تونس الاستعداد لانتخابات نزيهة وعادلة والبدء بإعادة كتابة دستورها وإنهاء الحكم المستبد والفساد الذي تدور حلقات شبيهة بالمافيا فإنه من سابق الأوان الجزم بما سيكون عليه الوضع في المستقبل القريب.

وقبل هروب بن علي من تونس يوم 14 يناير(كانون الثاني) أصدرت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليوت ماري بيانا حول quot;مهارة قوات الأمن الفرنسية في حل أوضاع من هذا النوعquot;. وفي هذا الاسبوع طالبت البرلمانيون الاشتراكيون باستقالتها.
وقال أحد المحللين السياسيين إن بن علي كان قادرا دائما على تصوير نفسه للغرب باعتبار أن الأخير أمامه واحدا من خيارين إما بن علي أو أسامة بن لادن.

من جانبه تخوف الاستاذ الجامعي شيخ روحو من أن الخطاب الفرنسي بعد الثورة التونسية الأخيرة سيكون محكوما بفكرة quot;العرب والمسلمين والإسلام والفروق الاثنيةquot;.

لكن شيخ روحو أضاف أن الثورة التونسية ستكون فرصة لفرنسا لأن الأخيرة بحاجة إلى عمال أكثر لكنها لا تريدهم أن يأتوا من تونس. وإذا كان الأمر كذلك فلا بأس من وضع برنامج تبادل تجاري بين البلدين. ففي تونس هناك الكثير من المتعلمين وهم بحاجة إلى جعلهم مفيدين.