رسم بياني يظهر نتيجة الاستفتاء

كثيرون اصطلحوا على تسميتها بـquot;ثورة الياسمينquot;، تلك الانتفاضة التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وكثر أيضا من يريدون تكرار هذه الثورة لتصبح ثورات تمتد إلى أكثر من بلد عربي، غير آبهين بكل التسميات، وهمهم الأول هو التغيير، فليس مهما بالنسبة لهم إن كانت quot;ثورة الياسمينquot; أوquot;الريحانquot; أو النرجس، أو غيرها، المهم ثورة شعبية تغير الواقع المؤلم الذي تشهده بلدان عربية عدة.


سيتذكر العالم مصطلح "ثورة الياسمين"، لسنوات مقبلة، بعد أن بعث الأمل في نفوس من تملكهم اليأس في العالم العربي، وأعاد الروح لمقولة quot;إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدرquot;، لكن البعض يرى أن التغيير احياناً يكون سلبياً، ولهذا يخشاه الكثيرون، ولا يقدمون عليه إلا بعد أن quot;يصل السيل الزبىquot;، ففي تونس نجح الشعب في خلع بن علي بعد تجبره وعائلته في الناس، ولم ينجح في فهم مواطنيه إلا بعدما ثاروا عليه، كما اعترف في خطابه الشهير قبل الفرار من البلاد عندما قال بعد 23 عاما في الحكم مخاطبا شعبه quot;فهمتكم.. فهمتكمquot;.

والسؤال الذي ينضج على نار هادئة هذه الأيام، هل يتكرر النموذج التونسي في العالم العربي، وما انعكاساته القريبة وبعيدة المدى؟ الدلائل المتوجة بإحراق بعض الشباب لأجسادهم في بعض مصر والجزائر والمغرب، تعطي مؤشرات كثيرة على ضيق العيش في هذه الدول، لكن ذلك كله يبقى مجرد كلام إذا لم يسند بأرقام وإحصائيات، ولهذا الغرض، خصصت quot;ايلافquot; استطلاعها الأسبوعي لقياس الرأي العام واستيضاح آراء القراء من ثورة الياسمين.

بنتيجة quot;متوقعةquot; أو quot;غير متوقعةquot; في نسبتها، تمنى 86.23% من قراء quot;إيلافquot; المشاركين في الاستفتاء الأسبوعي وعددهم 13680 أن تمتد شرارة الثورة التونسية لتصل إلى دول عربية أخرى، فيما لم يرغب 13.77% أن تشهد أي من الدول ثورات وتغيرات في نظام حكمها، وقد طرحت ايلاف في استطلاعها السؤال التالي: quot;بعد نجاح الشارع التونسي في خلع بن علي، هل تتمنى امتداد شرارة التغيير إلى دول عربية أخرى؟

وتعكس نتيجة استفتاء quot;إيلافquot; حالة الاستياء لدى الشارع العربي والرغبة في التغيير على أمل الحصول على واقع أفضل إذا ما تبدلت ظروف الحكم، في وقت تشهد فيه بعض البلدان العربية تظاهرات متقطعة بين الحين والآخر ومنتظمة في أحيان أخرى، يأمل منظموها في أن تكون البداية لمزيد من التظاهرات التي تغير الواقع.

كما أن نموذج quot;محمد البوعزيزيquot; الذي أشعل النار في نفسه، بعد أن تلقى صفعة على وجهه من إحدى الشرطيات، وكان هو الشرارة التي أثارت التونسيين ضدّ نظامهم، وبات هذا المشهد يتكرر في بعض الأحيان في أكثر من بلد عربي، لعل أكثرها تكرر في مصر ومحاولات أخرى في الجزائر والمغرب، وغيرها من الدول العربية

وفي مصر باتت السلطات تسعى إلى محاصرة ظاهرة إقدام مواطنين على حرق أنفسهم، من خلال توجيه تهم قاسية لكل من يحاول القيام بمثل هذا الفعل، بعد تكرار هذه الأحداث الفردية والتي لم تحدث الكثير من ردّات الفعل لدى الجمهور في بلدهم.

وبدأت الشرطة المصرية تحيل من يقبض عليه الى النيابة اثناء محاولة إحراق نفسه بتهمة تعكير الأمن العام. وقد لقي شاب مصري حتفه الخميس الماضي بعد ان شنق نفسه بسبب تراكم الديون عليه، بينما ألقت الشرطة القبض على آخر قبل ان يشعل النار في نفسه في القاهرة.

وكانت الشرطة كثفت تواجدها أمام مبنى البرلمان ومنشآت حكومية اخرى وأماكن التجمع العامة لوقف محاولات الانتحار والتي تكررت خلال الايام الاخيرة منذ الانتفاضة التونسية. وكان شاب مصري قد توفي الثلاثاء الماضي بعد إشعال النار في نفسه في مدينة الاسكندرية بعد يوم واحد من إضرام رجل آخر النار في نفسه امام البرلمان في القاهرة.

وتشهد اليمن كذلك تظاهرات تحاول الحكومة قمعها بشتى السبل، وتوعدت وزارة الداخلية اليمنية المتظاهرين برد حاسم اذا تسببوا بأعمال شغب، وقد دعت أكثر من تظاهرة إلى خلع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.

كما تشهد الجزائر والأردن والمغرب وغيرها من الدول العربية، أيضا تظاهرات تطالب بإصلاح الأوضاع الاقتصادية المتردية، وزيادة الدخل للأفراد، فيما تسعى الحكومات إلى امتصاص الغضب الشعبي من خلال إقرار تسهيلات اقتصادية جديدة تتعلق بالسلع وأسعارها وغيرها من المحاولات الحكومية لتهدئة الشارع.

ويبقى السؤال مطروحا، هل ستكون تونس حالة فريدة في الشرق الأوسط، أم ستنضم إليها لاحقا المزيد من الدول التي تشهد التغير بقيادة الشعب؟.