عين الرئيس المصري حسني مبارك اليوم رئيس جهاز المخابرات اللواء عمر سليمان نائبا له، فيما كلف الفريق أحمد شفيق وزير الطيران السابق بتشكيل الحكومة الجديدة، في خطوة تشير إلى أن العسكر هم من يحكمون مصر الآن.


اصدر الرئيس المصري حسني مبارك السبت قرارا بتعيين الفريق احمد شفيق الذي كان يشغل حتى الان منصب وزير الطيران رئيسا للوزراء خلفا لاحمد نظيف، حسب ما نقل التلفزيون المصري الرسمي. ويحظى احمد شفيق وهو ضابط سابق بالتقدير بشكل عام في اوساط النخبة المصرية بما في ذلك في اوساط المعارضة.

وكان العديد من المحللين يرشحونه خلال الشهور الاخيرة لخلافة مبارك في حالة حصول فراغ في رئاسة الجمهورية.

وتخرج شفيق من الكلية الجوية عام 1961 عمل طيارا بالقوات الجوية المصرية.

وحاصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحربrlm; العليا للأسلحة المشتركة بباريس ودكتوراه الفلسفة في الإستراتيجية القومية للفضاء الخارجي.

وعمل ملحقا حربيا بإيطاليا من عام 1984 إلى عام 1986 ثم تولى رئاسة أركان القوات الجوية عام 1991 إلى أن عين قائدا للقوات الجوية في أبريل 1996. تولى قيادة وزارة الطيران يوم أن أنهى عمله كقائد للقوات الجوية والتي استمرت ست سنوات وهي الفترة الأطول لأى قائد للقوات الجوية.

ورشحته صحيفة وول ستريت جورنال ليكون خلفاً للرئيس مبارك في حكم مصر.
من جهة ثانية قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان أدى اليمين الدستورية كنائب للرئيس.

يشار إلى أن منصب رئيس الجمهورية شاغر منذ تولي الرئيس المصري حسني مبارك الحكم قبل ثلاثين عاما، ويبلغ سليمان من العمر نحو 75 عاما.
وعمر سليمان هو رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية منذ 22 يناير 1993.

عمر سليمان: الرجل الذي يدير الملفات الحساسة للسياسة الخارجية المصرية

و يعد اللواء عمر سليمان الرجل الذي يدير منذ سنوات الملفات الحساسة للسياسة الخارجية المصرية وعلى رأسها الملف الفلسطيني-الاسرائيلي.
ويعرف رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان الذي يفضل البقاء في الظل، كيف يحاور ويناور مع اسرائيل وحركة حماس الفلسطينية نظرا لسعة اطلاعه على هذا الملف.

ورعى سليمان العديد من الاتفاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الاعوام 2001 و2002 و2005، كما لعب دورا هاما في وقف اطلاق النار بين الدولة العبرية وحركة حماس اثر حرب غزة في العام 2008.

ويقول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات في بلد اوروبي كبير غالبا ما يلتقي سليمان لفرانس برس quot;ان سليمان واضح ومنظم ويتمتع بالذكاء والمصداقية في جميع الامور. وبالتالي فانه يحظى باحترام الجميعquot;.

ويضيف quot;لا يمكن ترشيح سليمان لنيل جائزة نوبل للسلام لكنه يستحق فعلا تسجيل اسمه في كتاب غينيس للارقام القياسيةquot; نظرا لاتفاقات التهدئة العديدة التي حققها بين الفلسطينيين واسرائيل منذ الانتفاضة الثانية.

من الصعب تحديد موقع اللواء سليمان بشكل واضح لكن الاكيد انه ضمن quot;الحلقة الاقربquot; الى الرئيس حسني مبارك.

وبتابع quot;زميلهquot; الاوروبي الذي يعرف دواخل العالم العربي جيدا ان سليمان quot;المنتمي الى طبقة العسكر يشكل عيون وآذان الرئيسquot;.

وراجت شائعات في مصر قبل اشهر مفادها ان سليمان قد يكون احد المرشحين لخلافة مبارك في حال غياب فرضية ترشيح جمال النجل الاصغر للرئيس.

ولد اللواء سليمان المتوسط القامة والاصلع مع شاربين العام 1934 وسط عائلة ميسورة في قنا، صعيد مصر. وهو يرتدي عادة الزي المدني وليس الزي العسكري.

وتولى سليمان رئاسة جهاز المخابرات العامة عام 1991.

وقد انقذ حياة الرئيس مبارك عندما نصحه بان يستقل سيارة مصفحة ياخذها معه الى اديس ابابا حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 22 حزيران/يونيو 1995 اثناء قمة للدول الافريقية.

فقد حاول ارهابيون اسلاميون نصبوا مكمنا في العاصمة الاثيوبية قتل مبارك وسليمان اللذين استطاعا النجاة بفضل السيارة المصفحة، لكن السائق قتل في الهجوم.

وبعد محاولة الاغتيال، تعرضت الحركات الاسلامية المتطرفة، مثل الجماعة الاسلامية والجهاد، المسؤولين عن هجمات دامية في مصر، لحملات قمع شديدة في التسعينات.

ولا ينظر اللواء سليمان الى الامور من منظار الكسب الدائم، وخير دليل على ذلك ما حدث في غزة في حزيران/يونيو 2007 عندما طردت حماس حركة فتح من القطاع الذي كان سليمان اوفد اليه عددا من العاملين معه.