بيروت: بعد انتشار معلومات عن لقاءات سرية مع العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، برزت تساؤلات عديدة في اليومين الأخيرين عن الصفقات المشبوهة التي شارك فيها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مع رجل الأعمال الروسي الثري اوليغ ديريباسكا.

رجل الأعمال الروسي الثري اوليغ ديريباسكا

في هذا السياق تناولت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; البريطانية اللقاءات السرية، التي لم يعلن عنها بلير، بشأن زيارته القذافي عامي 2008 و2009، وتحديداً فى الأشهر القليلة التى سبقت إطلاق سراح عبد الباسط المقرحي المتهم بتفجير طائرة لوكربي، بعد أن هددت ليبيا بقطع علاقاتها الإقتصادية مع بريطانيا.

وأضافت الصحيفة أن بلير زار ليبيا ثلاث مرات كانت آخرها فى العام الماضي، للتوسط في عروض مصرفية وإبرام صفقات مع بنك الاستثمار الأميركي جي بي مورغان، حيث يعمل مستشاراً مالياً، كما أنه توجه في مناسبتين على الأقل، إلى طرابلس على متن طائرة خاصة مقدمة من قبل النظام الليبي.

من بين الاجتماعات الجديدة التي كشفت عنها الصحيفة، زيارة بلير للقذافي في يناير 2009، عندما كان مصرف جي بي مورغان (المصرف الاستثماري الأميركي الذي يدفع لبلير 2000000 pound; سنوياً كمستشار مالي) يحاول التفاوض على صفقة تقدر بمليارات الدولارات بين هيئة الاستثمار الليبية، وشركة روسال أكبر منتج في العالم للألومنيوم التي يديرها الروسي اوليغ ديريباسكا.

ويعد اوليغ ديريباسكا واحداً من أغنى رجال الاعمال في روسيا، وقد أنفق 300،000 pound; للمشاركة في تمويل مشروع يديره بلير من أجل الحصول على دعم الحكومات بشأن تغير المناخ.

ويأتي دعم ديريباسكا لمشروع بلير قبل بضعة أشهر من المفاوضات التي خاضتها شركته مع هيئة الاستثمار الليبية حول تمويل صفقة بقيمة 3 مليارات جنيه استرليني، بوساطة مصرف جيه بي مورغان الاستثماري.

وكُشف تورط جي بي مورغان في الصفقة عبر رسالة بالبريد الالكتروني أُرسلت الى شركة روسال للألمنيوم بواسطة نائب رئيس البنك، اللورد رينويك، في ديسمبر 2008، الذي سعى إلى quot;وضع اللمسات الأخيرة على شروط الشركة قبل زيارة بلير الى طرابلسquot;.

لكن بعد أن نشرت الرسالة الالكترونية في الصحف، سارع جي بي مورغان لنفي تورط بلير بالأمر، وقال متحدث باسم المصرف إن: quot;جي بي مورغان رفض المشاركة في مثل هذه الصفقة، وبالتالي لم يشارك السيد بلير بها، ولم تناقش معه أبداًquot;.

وقال مصدر متابع للصفقة إن المصرف انسحب من الصفقة quot;لأنه من الصعب التعامل مع الليبيين في مجال التجارةquot;، على الرغم من أن هيئة الاستثمار الليبية اشترت في وقت لاحق حوالي 300 مليون دولار من الأسهم في شركة روسال للالمنيوم التي يملكها ديريباسكا.

وقد أصر كل من جي بي مورغان وبلير ان رئيس الوزراء السابق لم يكن على علم بالمفاوضات، مع العلم أن ديريباسكا هو شخصية مثيرة للجدل وكان ممنوعاً من دخول أميركا بسبب تورطه في جرائم منظمة، الأمر الذي ينفيه الروسي الثري.

ووتأسست quot;مجموعة المناخquot; عام 2004 بدعم من بلير حين كان لا يزال رئيساً للوزراء. في حين بدأت منظمة quot;كسر الجمود حول المناخquot; عملها في ديسمبر 2007 ، أي بعد ستة أشهر من مغادرة بلير منصبه في داونينغ ستريت. ويعتبر ديريباسكا أحد الممولين الثلاثة الرئيسيين في المؤسستين، وفقاً لما ينشر على المواقع الالكترونية التابعة لهذه المنظمات.

وقال متحدث باسم مجموعة المناخ الأسبوع الماضي إن quot;السيد ديريباسكا كان واحداً من المساهمين في quot;كسر الجمود حول المناخquot;، ودارت مفاوضات مباشرة بين المؤسسات الاستثمارية التابعة لديريباسكا وبدأ التمويل في أوائل عام 2008 بمبلغ 300،000 pound;.quot;

غير أن شركة روسال مرت في صعوبات مالية في العامين 2008 و 2009 ، وغرقت في محاولاتها لإعادة هيكلة نحو 4.5 مليار جنيه استرليني لتسديد الديون المستحقة للمصارف الأجنبية.

وبعيداً عن الأزمة المالية التي عصفت بالمستثمر الروسي، تعرض رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لانتقادات على نطاق واسع بسبب عدم وضوح الحدود الفاصلة بين عمله الرسمي ومختلف المشاريع الخيرية.

واتهم بلير باستخدام نفوذه لاستثمار علاقاته في داونينغ ستريت بهدف زيادة ثروته التجارية التي تتراوح بين 20 و 60 مليار جنيه استرليني.

وقال متحدث باسم بلير إن التلميحات التي تشير إلى أي صلة بين محاولة جي بي مورغان للحصول على اتفاق بين ليبيا وروسال، وتمويل مؤسسة كسر الجمود حول المناخ، هي quot;ادعاءات كاذبة''، نافياً الأقاويل عن أي علاقة تجارية أواستشارية تجمع بلير مع ديريباسكا أو أي من شركاته.