رام الله: قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن رئيس السلطة محمود عباس سيستقبل اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير على ان يلتقي المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل يوم غد الاربعاء.

واشار عريقات الى ان الرئيس عباس تلقى مساء امس اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون جرى خلاله بحث التطورات السياسية، من دون اعطاء مزيد من المعلومات.

ولكن مصادر فلسطينية مطلعة اشارت لوكالة quot;آكيquot; الايطالية للانباء الى ان وزيرة الخارجية الاميركية اعادت التأكيد على موقف الولايات المتحدة الاميركية المتمسك بضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية باعتبارها quot;الطريق الوحيدquot; لتطبيق حل الدولتين.

وكما نوهت المصادر بأن كلينتون طلبت من الرئيس عباس الاستماع الى ما سيطرحه المبعوث الاميركي هيل. وبحسب المصادر فان quot;الرئيس عباس اعاد التأكيد على ان المفاوضات هي خياره الاول والثاني والثالث وان السبب بقرار التوجه الى الامم المتحدة هو وصول جهود استئناف المفاوضات الى طريق مسدود بسبب رفض الحكومة الاسرائيلية وقف الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية ورفض ان تكون حدود 1967 هي المرجعية للمفاوضات لتطبيق حل الدولتينquot;.

وكان عباس قال خلال لقاءه الاثنين رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوترم في مقر المقاطعة برام الله، إنه quot;مهما كانت النتيجة التي سيحصل عليها الجانب الفلسطيني في الأمم المتحدة، فلا بد من العودة إلى المفاوضات، ولكن على أسس الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تحدد مرجعيات عملية السلامquot; بين الطرفين.

وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار عقب لقاء مع رئيس الوزراء البلجيكي إلى أن quot;نتنياهو يعلق أهمية عليا منذ توليه منصبه على إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين ولأسفه الشديد اختارت القيادة الفلسطينية الامتناع عن الحوار المباشر وفضّلت عليه التوجه الى الأمم المتحدة ndash; وهذا الحراك يؤدي الى طريق مسدودquot;، وفق بيان.

ومن المقرر ان يصل الى اسرائيل اليوم المبعوث ديفيد هيل رفقة مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي دنيس روس، وقالت الاذاعة الاسرائيلية quot;سيجري المبعوثان الأميركيان محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لعرض صيغة تتيح استئناف المفاوضات المباشرة بدلاً من التوجه إلى الأمم المتحدةquot; لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

واضافت الإذاعة في الدولة العبرية quot;من المتوقع أن يستند المبعوثان الأميركيان إلى المبادئ التي طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال خطابه، وفي مقدمتها التوصل إلى تسوية على أساس خطوط 67 مع بعض التعديلات الميدانية والاعتراف بكون إسرائيل دولة يهوديةquot;.

عبد ربه: علينا ضغوط ولكن مصممون على التوجه لمجلس الامن

وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الثلاثاء quot;نحن ذاهبون الى الامم المتحدة بكل الاحوال ومهما كانت نوعية الاعتراضات والضغوط التي قد نواجههاquot;

وقال عبد ربه quot;سنطرح قضيتين اساسيتينquot;، الاولى quot;ذات مضمون سياسي لا تقل اهمية عن موضوع الاعتراف وهي الاصرار بحدود 1967 كحدود للدولة وان اي تعديلات حدودية ان تكون متبادلة وفي اطار محدود للغاية وان يكون متفق عليهاquot;، واضاف quot;اما القضية الثانية، فهي الاعتراف بعضوية دولة فلسطين في مجلس الامن وفي الجمعية العامةquot; في الامم المتحدة.

ونوه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بأنه quot;يمكن ان نواجه في مجلس الامن خطر استخدام الفيتو لاحباط هذه العملية، ولذلك بكل جهد سنحاول استخدام كل ما هو متاح من وسائل قانونية وسياسية مشروعة حتى لا نمكن من تعطيل العملية عبر استخدام الفيتو وهذا متروك للخطوات التكتيكية والسياسية التي سوف نلجأ اليهاquot;.

وشدد عبد ربه في لقاء مع عدد من الصحفيين في مكتبه في رام الله على ان quot;الطلب الى مجلس الامن بقبول عضوية فلسطين سيقدم ،هذا امر اساسي ، وفق المرجعيات الدولية المعروفة ابتداءا من القرار 181 والذي هو قرار رخصة انشاء دولة اسرائيلquot;. وقالquot;هذان الامران هم الاساس الذي يمكن ان نبني عليه سواء تقديم الطلب الى مجلس الامن او مشروع القرار الذي سنطلبه من الجمعية العامةquot; للامم المتحدة.

ولفت الى انه quot;في الجمعية العامة من الممكن ان يكون المجال اوسع، ففي مجلس الامن فإن القضية محصورة بتقديم طلب عضوية فلسطين على اساس قرار 181 ووفق ما حددته قرارات الشرعية الدولية بمعنى حدود الرابع من حزيران، اما في الجمعية العامة فمن الممكن ان يكون في الاطار السياسي بمعنى ليس فقط حدود الدولة، فمن الممكن ان تضيف ايضا موقف قاطع من الاستيطان بشكل واضح وعدم شرعية الاستيطان وليس فقط المطالبة بوقف النشاطات الاستيطانيةquot; الإسرائيلية.

وقال عبد ربه quot;مضاف الى ذلك الطلب من المجموعة الدولية بأن اي مفاوضات قادمة يجب ان تستند الى الاسس المحددة في في مشروع قرار الجمعية العامة بمعنى حدود 1967 وعدم شرعية الاستيطان، وفي نفس الوقت ان تكون هذه المفاوضات ضمن اطار زمني محدد، بمعنى بضعة اشهر تجري خلالها المفاوضات حول جميع قضايا الحل النهائي التي تشمل بطبيعة الحال القدس واللاجئينquot;.

وكشف عبد ربه عن ان quot;هناك اقتراحات بعضها اوروبي، وبعضها دولي بأن نطلب من الجمعية العامة ان ترفع من مستوى تمثل فلسطين الى دولة ذات وضع مراقبquot;، غير انه اكد انه quot;لم نعط قبولا بهذا الاقتراح حتى هذه اللحظة quot;. ولفت إلى أن quot;هناك فرق هائل ونوعي بين دولة ذات وضع مراقب وبين منظمة ذات وضع مراقبquot;.

وأشار امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الى ان هناك خشية اسرائيلية من ان يفسح ذلك المجال امام انضمام فلسطين الى محكمة الجنايات الدولية، quot;لأنه سيحق لنا ان نوقع على اتفاق روما لمحكمة الجنايات الدولية وان نطلب من المحكمة ما نريد ان نطلبه، علما بأنه لا يحق لنا الآن ان نطلب الا عبر دولة اخرىquot;.

واشار الى ان هناك اتصالات مستمرة مع الاوروبيين، وقال quot;المجموعة الاوروبية تحتل موقع اساسي في هذه العملية لأن المجموعة الاوروبية هي التي يمكن ان تعطي لأي قرار وزنه المعنوي الدوليquot;. واضاف عبد ربه quot;سنواصل التنسيق مع الاوروبيين حتى الساعات الاخيرة من اجل اخراج مشروع القرار الذي يمكن ان يقدمquot;.

وجدد quot;علينا ضغوط حتى لا نتوجه الى مجلس الامن بأي حال من الاحوال ونحن لم نقبل هذه الضغوط ومصممون على ان نقدم طلب العضوية الى مجلس الامنquot; الدولي.