عواصم غربية تحذر دمسق من ترهيب النشطاء على أراضيها
النظام السوري يشكل سلسلة مضايقات ضد معارضين في الخارج

بيروت: دعت السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيلي السلطات اللبنانية الى حماية المعارضين السوريين الموجودين على ارضها، بحسب ما جاء في بيان صادر من السفارة. واتت الدعوة خلال اجتماع ضم كونيلي ووزير الدفاع اللبناني فايز غصن.

جاء في البيان ان كونيلي quot;شددت على الاهمية التي توليها الولايات المتحدة لدور الجيش اللبناني في حماية الاعضاء المنتسبين الى المعارضة السورية المقيمين في لبنان، باعتبار هذا الدور أحد التزامات لبنان القانونية الدوليةquot;.

ولجأ عدد من المعارضين السوريين الى لبنان منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف آذار/مارس. كما فرّ اليه جنود سوريون منشقون أعاد الجيش اللبناني تسليم عدد منهم إلى سوريا.

وافاد بعض اللاجئين السوريين، رافضين الكشف عن هويتهم، ان المعارضين السوريين يعيشون غالبًا متخفين في لبنان، وفي خوف مستمر من أن يتم استهدافهم من مجموعات لبنانية موالية للنظام السوري، او من اجهزة لبنانية معينة.

كما افاد احد وجهاء منطقة وادي خالد، التي لجأ اليها آلاف السوريين منذ بدء الاحداث الدموية في بلادهم، فرانس برس، ان اهالي المنطقة الواقعة على الحدود الشمالية مع سوريا quot;يخشون المجاهرة بتقديم المساعدة الى اللاجئين السوريين خشية تعرضهم لمضايقات من السلطات اللبنانيةquot;.

واضاف ان quot;الجيش السوري اقفل منذ منتصف تموز/يوليو الحدود كليًا بين لبنان وسوريا، بعدما تكررت حركة هروب جنود منشقين نحو لبنانquot;. ويبلغ عدد النازحين السوريين الى لبنان المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة اكثر من اربعة الاف، بحسب آخر احصاء صادر الثلاثاء.

يذكر أن منظمة العفو الدولية قالت أمس الثلاثاء إن مسؤولي السفارات السورية يعملون بشكل منتظم على مضايقة المعارضين في الخارج في مسعى إلى إسكات الاحتجاجات ضد القمع الدامي للتظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد داخل البلاد.

وقالت المنظمة، التي تتخذ من لندن مقرًا لها، إنها وثقت حالات تشمل اكثر من 30 ناشطًا في ثماني بلدان، هي بريطانيا وكندا وتشيلي وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والسويد والولايات المتحدة.

وحثت المنظمة البلدان المضيفة على اتخاذ quot;تدابير أقوى ضد السفارات السورية المتهمة بتنسيق هذا النوع من المضايقات والترهيبquot;، ودعت الدول المعنية الى حماية الحق في حرية التجمع والتعبير.

وقال نيل ساموندز باحث منظمة العفو الدولية للشؤون السورية إن quot;المهاجرين السوريين قد دأبوا من خلال الاحتجاج السلمي على تسليط الضوء على الانتهاكات التي نرى انها ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية، وهذا يمثل تهديدًا للنظام السوريquot;. وتابع quot;وفي رده على ذلك، يبدو أن النظام قد شنّ حملة منظمة وعنيفة أحيانًا لترهيب السوريين في الخارج وإسكاتهمquot;.

وقالت العفو الدولية إنه في الكثير من الأحيان تم تصوير المحتجين خارج السفارات السورية من قبل موظفين في السفارة، ثم تعرضوا لمضايقات من انواع مختلفة، بما في ذلك تلقي مكالمات هاتفية ورسائل في البريد الالكتروني وعلى فايسبوك تحذرهم وتطالبهم بالتوقف عن الاحتجاج.

وقال بعض النشطاء للعفو الدولية ان موظفين في السفارة هدّدوهم بشكل مباشر. وذكرت نعيمة درويش، التي أنشأت صفحة على فايسبوك للدعوة الى احتجاجات خارج السفارة السورية في العاصمة التشيلية سانتياغو، ان موظفا كبيرا اتصل بها وطلب مقابلتها شخصيًا.

وأبلغت العفو الدولية quot;قال لي إنني ينبغي أن لا أفعل مثل هذه الأشياء. وقال انني سوف أفقد حقي في العودة الى سوريا اذا ما واصلت ذلكquot;. وقال عدد من السوريين ان اسرهم في الداخل تعرضت لاستهداف من جانب قوات الامن لردعهم عن مواصلة انشطتهم في الخارج.