بهية مارديني، أ.ف.ب.:بعد سيل الانتقادات التي استهدفتها لاستخدامها الفيتو ضد مسودة قرار تدين القمع في سوريا، تجد روسيا نفسها مرغمة على التاكيد بانها لا تدافع عن نظام دمشق بموازاة سعيها لمراعاة مصالحها في المنطقة.
ونددت الدول الغربية التي قدمت الثلاثاء مسودة قرار يدعو الى quot;اجراءات محددة الاهدافquot; ضد سوريا، وفي طليعتها الولايات المتحدة وفرنسا، باستخدام موسكو وبكين حق النقض ضد النص. وكان هذا اول فيتو روسي وصيني منذ ان عرقل البلدان اقرار عقوبات في الامم المتحدة ضد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي عام 2008.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ان الهدف من الفيتو quot;دعم الرئيس السوري بشار الاسد في مشروعه العسكري والفاشيquot;. وفي دمشق رحبت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان بالفيتو quot;التاريخيquot; وتوجهت بالشكر الى موسكو وبكين على دعمهما.
الا ان موسكو سارعت الى التاكيد بانها لا تدافع ابدا عن نظام دمشق. وصرحت وزارة الخارجية في بيان quot;لسنا محامين ندافع عن نظام بشار الاسدquot;، ونددت بـ quot;قمع التظاهرات السلميةquot;. واسفرت عمليات القمع بحسب الامم المتحدة عن 2700 قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في اواسط اذار/مارس.
واكدت روسيا التي تمد حليفتها سوريا بالاسلحة انها تعترض مشاريع القرارات الغربية انطلاقا من مبدا رفض التدخل الخارجي وتفاديا لتكرار ما حصل في ليبيا. وصرح يفغيني ستانوفسكي رئيس معهد الشرق الاوسط في موسكو quot;لم تستخلص روسيا درسا ايجابيا من الازمة الليبية التي افسحت فيها المجال امام فرض العقوبات مما ادى الى التدخل العسكريquot;.
واضاف ستانوفسكي quot;ادركت روسيا بعد سقوط النظام في ليبيا ان ايا من مصالحها الخاصة لن يؤخذ في الاعتبارquot;. وبعد ان اتاحت روسيا بامتناعها عن التصويت في مجلس الامن، بدء الغارات الجوية على ليبيا، وجهت انتقادات شديدة اللهجة الى الحلف الاطلسي واتهمته بتجاوز صلاحياته بموجب الامم المتحدة عند محاولته قلب النظام الليبي.
واعلنت روسيا في الوقت نفسه الاربعاء انها ستستضيف في تشرين الاول/اكتوبر وفدين من المعارضة السورية كما فعلت في السابق، دون تحقيق اي نتائج. وتجد روسيا نفسها مضطرة للتعاون مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة التي تريد ان تقيم معها شراكة متساوية.
ناشطون سوريون: لا نستغرب الموقف الروسي في مجلس الأمن
وقال المهندس أيمن عبد النور رئيس تحرير quot;كلنا شركاءquot; لـquot;ايلافquot; إنه quot;ليس مستغربا موقف روسيا والذي يأتي نتيجة اعتبارات كثيرة سواء منها داخلي بسبب وجود كثير من الجنرالات المؤثرين في القرار الروسي والذين ينتمون لحقبة الاتحاد السوفييتي وبسبب التخوف من انتشار حكم اسلامي في الدول العربية التي قامت بها ثورات مما قد يؤثر على اثارة مشاكل داخلية في بعض الاقاليم الروسية اضافة للرغبة باتخاذ موقف متميز عن الولايات المتحدة.quot;
وأضاف quot;لكن هذا الموقف ووفقا لكثير من المحللين الروس سوف يكلف روسيا تواجدها في كامل المنطقة العربية حيث ستخسرها سياسيا واقتصاديا quot;.
من جانبه قال الناشط السوري هيثم بدرخان لـquot;ايلافquot; موضوع الموقف الروسي في الأمم المتحدة اتجاه سوريا يجب علينا تحليله جيدا quot; فهو ليس فقط من اجل القاعدة العسكرية في سورية وليس من اجل تصدير الأسلحة فقط، بل مرتبط باشياء اخرىquot;.
وأوضح quot;أن الغرب بعد حرب العراق وافغانستان اصبح منهكا اقتصاديا ويصعب عليه فرض شروطه على روسيا. بل روسيا هي القادرة ان تطلب اكثر من الغرب. وكذلك امن اسرائيل والذي ظهر ان الجبهة السورية الإسرائيلية خالية من القوات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن الأهم هو العنصر التركي الذي يظهر على الحدود الروسية كدولة قوية وتاريخ سيء في العلاقات بين الدولتين وهناك الفرصة الرائعة لتصعيد المواجهة بين ايران وتركيا وانهاكهما من اجل النفوذ في سورية وتحطيم المفاعل النووي الإيراني بأيادٍ تركية وانهاك تركيا ذات الإقتصاد الصاعد وبناء بوشهر جديد واضعاف تركيا لكي لاتشكل خطرا على منطقة القفقاس. وتكون اتفقت مع اميركا في حماية اسرائيل ودمرت البرنامج النووي الإيراني والذي يتمناه الغربquot;.
وكانت تقدمت كل من بريطانيا وفرنسا والبرتغال وألمانيا وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية، بمشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يدين العنف في سوريا، ولكن روسيا والصين أسقطتا القرار باستخدام حق النقض quot;الفيتوquot;.
وكانت مسودة القرار quot;المخففquot; لمجلس الامن تتضمن إدانة quot;قمعquot; النظام السوري للاحتجاجات، وتدعو المسودة quot;لاجراءات هادفةquot; ضد نظام السوري، والمقصود بذلك فرض عقوبات أممية اذا لم ينصاع في غضون 30 يوما للمطالب بانهاء العنف وادخال اصلاحات.
وكانت دول غربية انتقدت الموقف الروسي والصيني، وقالت إنها ستستمر في تحركها حتى يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته تجاه الوضع في سوريا حيث قتل نحو ثلاثة آلاف شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية منتصف آذار الماضي.
وكانت موسكو حظرت في اواخر 2010 تسليم صواريخ quot;اس-300quot; مثيرة للجدل الى ايران، تطبيقا لقرار صادر عن الامم المتحدة. وفي العام نفسه سمحت كوسكو بمرور مدرعات الى افغانستان بعد ان وقعت اتفاق تعاون جديد مع الحلف الاطلسي حول عملياته العسكرية ضد حركة طالبان.
التعليقات