القاهرة:حذّرت هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي، بعد الاعتداء على أعضائها أمام جامعة الدول العربية، من انتقال سوريا من نظام قمعي إلى آخر استبدادي.واتهمت أطرافا في المعارضة السورية، دون تسميتها، بالقيام والتحريض لهذا الاعتداء.

التعرض لأعضاء هيئة التنسيق أمام جامعة الدول العربية

قالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي quot;أنه بدعوة من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ذهب وفد من أعضاء هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي الممثلة لأحزاب المعارضة في الداخل السوري إلى القاهرة للقاء وفد الجامعة العربية، وأثناء وصولهم تعرضوا لهجوم وتعرض عدد من الأعضاء لإيذاء جسديquot;.

وهذا الاعتداء اعتبره مراقبون يصب في خانة quot;تشبيح quot;المعارضة، ويقف في مصلحة النظام اضافة إلى أنه يظهر عمق الاختلاف بين أطياف المعارضة السورية، وينقل هذا الاختلاف الحاد إلى شاشات الفضائيات التي وضعته أغلبها خبرا أول قبل مظاهرات سوريا واستشهاد أبناءها، كما أنه يعتم على مايحدث على الأرض من اجرام وقتل يقوم به النظام السوري .

وسادت نقاشات حادة بعد هذا الاعتداء على صفحات الفايسبوك وبين السوريين عبر ايميلاتهم وخاصة أن المعتدى عليهم معارضين بارزين قضوا سنوات في السجون السورية .

واعتبرت الهيئة في بيان، تلقت quot; ايلاف quot;نسخة منه، quot;ان هذا الأسلوب الهمجي اللاخلاقي لا ينم إلا عن مواقف تم شحنها وتوظيفها لإقصاء الآخر. وهذا ما دأب عليه بعض فئات المعارضة منذ فترة ضد هيئة التنسيق الوطنية، وليس هذا ما نريد لسوريا المستقبل، بأن نستبدل قمع واستبداد نظام سابق بنظام يقوم على الإستبداد والقمع وإقصاء الآخر ومن حتى ابسط الحقوق. وهذا هو منطق النظام الذي نناضل للخلاص منهquot;.

وأشارت إلى quot;إن هذا التصرف يؤدي للإنزلاق إلى ما يسعى اليه النظام من ضرب المعارضة الوطنية وضرب الثورة وضرب وحدتها. وهذا يتعارض مع ما قامت به هيئة التنسيق منذ بدايتها ودعت اليه وعملت عليه، فمنذ مؤتمر الدوحة حيث كانت هيئة التنسيق المبادئة والمبادرة لوحدة المعارضة ولكن تم اهدار ذلك والإنجرار إلى اجندات اقليمية ودولية لها مصالحها الخاصةquot;.

وأكد البيانquot; إن هيئة التنسيق الوطنية ذهبت لتطالب الجامعة العربية بإستمرار العمل في إجبار النظام على الإيقاف الفوري للقتل اليومي وحماية المدنيين السوريين وأن لا تتخلى عن دورها بحماية الشعب السوريquot;.

واعتبرت quot;إن ما حصل يدل على صدق مواقف هيئة التنسيق والتي تريد لشعب سوريا وثورتها ان تنتصر ليتم إسقاط النظام القمعي بكافة مرتكزاته واركانه وإقامة نظام ديمقراطي يبني سوريا المستقبل التي تتسع للجميع وليس فيها اي استبداد بالرأي أو اقصاء للآخر، فكلنا سوريون ولنا نفس الحقوق بأن نعيش بكرامة في بلدنا سورياquot;.

ووعدت هيئـة التنسيق quot;ببقائها وفية لشعبها وثورتها ومبادئها التي قامت عليها، برفض العنف ورفض الطائفية ورفض التدخل العسكري الخارجي. كما ستبقى وفية لدماء شهداء الثورة السورية وتضحيات الشعب السوري.

وطالبت quot;جميع قوى الثورة وتنسيقاتها وكل اطراف المعارضة التي تنتمي اليها، بإدانة هذا العمل الهمجي البربري وأن تترفع عن خلافاتها وان نضع اهداف الثورة ومبادئها فوق المصالح الشخصية والحزبية، وتوحد جهودها من أجل نصرة الثورة وتطويريها لتشمل كافة ربوع الوطن وكل قطاعات المجتمع، لإقتلاع هذا النظام القمعي الإستبدادي وصولا إلى الدولة المدنية الديمقراطية المنشودةquot;.

وقال المحامي حسن عبد العظيم المنسق العام للهيئة والذي التقى العربي quot;نحن معارضة وطنية تريد إنتاج نظام وطني ديمقراطي يضم كل طوائف المجتمع السوري، ونرفض الإقصاء، والبعض يريد إقصائنا لأننا نرفض التدخل الأجنبيquot;.

تياربناء الدولة يصدر بياناً توضيحياً
وفي خلاف آخر في المعارضة السورية داخل البلاد، أصدر تيار بناء الدولة بيانا توضيحيا حول ما جرى مع وفد من المعارضة السورية قال فيه quot;سعى تيار بناء الدولة السورية دوما إلى التوافق مع جميع قوى المعارضة السورية بغض النظر عن قدمها أو جدتها، بل إنه يعمل دوما على تشجيع جميع الشبان على التشكل والانتظام بنشاطات جماعية سياسية أو مدنية. ولم يوفر جهدا بالتواصل مع الجميع ممن تكون أهدافهم خدمة الوطن السوري الواحد وسلامة جميع السوريين من دون أي نزوع حزبويةquot;.

وأشار إلى أنه quot;ضمن مسعاه هذا استجاب بحماس لدعوة وجهت له لينضم إلى وفد تم تشكيله من بعض قوى وشخصيات معارضة ليجتمعوا بنبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ليوصلوا له رسالة واضحة قبل اجتماع الوزراء العرب يوم السبت القادم بضرورة الضغط على السلطة السورية بشكل فعال لتنفذ الاتفاق الذي وقعته مع اللجنة الوزراية العربية حتى تتسبب السلطة بدفع البلاد إلى حالة من التدول قد تتطور إلى تدخل عسكري خارجيquot;.

وأكد البيان أنه quot;عشية الاجتماع لم يتمكن أعضاء الوفد المشترك من الاتفاق على عدد من الأمور، فنتج عن ذلك إصرار قيادة هيئة التنسيق الوطني أن تذهب إلى الاجتماع لوحدها معتبرة أنها لا يمكنها أن تتشارك مع الآخرين! كذلك اعتبرت أن الاجتماع مع الأمين العام للجامعة جاء بدعوة منه شخصياً موجهة تحديدا لهيئة التنسيق، وهذا عكس الواقعquot;.

وأوضح التيار أن quot; وفد الهيئة ذهب لوحده بعد أن انسحب منه سمير عيطة و منذر حلوم، لعدم قبولهما بمواقف قيادة الهيئة. كذلك لم يذهب الأعضاء المستقلون مثل ميشيل كيلو وحازم نهار و ناشطين آخرين مع الوفدquot;.

وأكد أن هذه التجربة ستزيد التيار إصرارا على تحفيز الشباب على التشكل بقوى وتيارات سياسية جديدة كفيلة بإغناء الحياة السياسية السورية لتكون هذه القوى بديلا عن النظام الحاكم و القوى السياسية التقليدية.

وشجب تيار بناء الدولة السورية التصرف الذي قام به بعض مناصري المجلس الوطني تجاه وفد هيئة التنسيق عند دخولهم مبنى الجامعة العربية. فيما أثنى التيار على موقف برهان غليون تجاه الإعتداء.
وكان الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني أصدر بيانا باسمه دان ماجرى من اعتداء على أعضاء هيئة التنسيق معلناً quot;تضامني الكامل مع أخوتنا في هيئة التنسيق الذين تعرضوا للاساءة، وأغلبهم من المناضلين التاريخيين الذين قضوا سنوات طويلة في السجون وتعرضوا لشتى أنواع القهر والإهانة من النظام القائمquot;. ودعا جميع أخواته وإخوانه في الثورة والمعارضة quot;إلى التركيز على ما يجمعنا لا على ما يفرقنا وإلى التسليم بأن الاختلاف في الرأي والموقف السياسي أمر طبيعي وحله الوحيد هو في الحوار والنقاش والاحتكام للرأي العام، لا بالعنف ولا بالاقصاء ولا بالإساءة أو بالتخوين وتشويه صورة الآخرquot; .

في غضون ذلك انسحب المعارض السوري الشاب محمد العبد الله من المجلس الوطني السوري مبيناً أنه سيعمل في المعارضة السورية ولخدمة الثورة السورية بشكل منفرد موضحا على صفحته على الفايسبوك المصاعب التي اعترضت عمله في الفترة السابقة ضمن المجلس الذي تشكل قبل أكثر من شهر في اسطنبول.

من جانب اخر حذّر اللاجئون السوريون في تركيا في اتصالات مع quot;ايلافquot; من تفاقم مشاكلهم الانسانية مع قدوم الشتاء، مطالبين وسائل الاعلام بتسليط الضوء عليهم، وقالوا quot;إن الامراض بدأت تنتشر في مخيمات اللاجين في تركيا وأشاروا أنهم يريدون حرية وديمقراطية ولكن لا احد يلتفت الينا وهم مشردون quot;.

وأكدواquot; أن هناك اطفالا وعائلات تعاني ويوجد نقص بالمواد الغذائية ويسمعون عن مساعدات مالية إلا انها لاتصلquot; .

و لفتوا إلى quot;ان المساعدات المالية التي وصلت اللاجئين السوريين في تركيا متواضعة جدا في مخيم يلدا 1 ويلدا 2 وأتت على ثلاث مراحل مابين ليرتين ونصف تركي لكل شخص(دولار ونصف) و20 ليرة في عيد الفطر لكل شخصquot;.

وأوضحوا quot;ان مخيمات يلدا 1 ويلدا 2 ذات طبيعة قاسية وحال اللاجئين السوريين لا يسر ابداquot; .