المعارضة : يجب إسقاط حكومة ميقاتي بعد موقف لبنان الرسمي الأخير
سحب السفراء في سوريا يتم أو لا في بيروت... تلك هي المسـألة

بيروت: وصلت تداعيات الموقف اللبناني في الجامعة العربية حول العقوبات على سوريا إلى تلقيه تنبيهاً دولياً وتحذيراً من quot;خطر العزلة بدورهquot; بسبب تصويته ضد العقوبات. وفي الداخل اللبناني أكد وزراء من كتلة النائب وليد جنبلاط إنهم quot;لم يطلعوا على هذا التصويت إلا عبر وسائل الإعلامquot;. وأعلنوا أنهم كانوا يفضلون quot;موقفا أكثر توازناquot;.

ولفت وزير الشؤون الإجتماعية وائل أبو فاعور أنَّ quot;عدداً كبيراً من الوزراء لم يكونوا على علمٍ بما جرى في إجتماع ومداولات قرار quot;جامعة الدول العربيةquot; الذي سمعناه عبر وسائل الإعلامquot;، نافياً علم وزراء quot;جبهة النضال الوطنيquot; بمن إتخذ هذا القرار.

وقال أبو فاعور quot;لم نكن على اطلاع بموقف لبنان في quot;جامعة الدول العربيةquot; وسنسأل الحكومة بشأنه في جلسة مجلس الوزراء المقبلة نهار الأربعاء (المقبل)quot;. وختم بالقول أن quot;الأجدى والأفضل كان أن يستمر لبنان بموقف الحيادquot;.

من جانبه، انتقد النائب في كتلة المستقبل نهاد المشنوق quot;التصويت بدم بارد ضد الدم الحار المراق في شوارع سورياquot;، محذرا من أن هذا التصويت quot;يؤسس لتناقض خطير في مستقبل العلاقة بين سوريا ولبنان ساعة يصح الصحيح، ويضع لبنان في مواجهة إجماع عربي قل نظيره، لا سيما أنه إجماع لاقى، لمرة شبه نادرة، وجدان الشعوب العربية وتطلعها نحو غد الحرية والعدالة الاجتماعية والسياسيةquot;.

وقال المشنوق إن quot;تصويت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بشخص وزير خارجيته عدنان منصور ضد تجميد مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية إلى حين وقف العنف جاء ترجمة للخضوع التام لهذه الحكومة للنظام السوري الذي أصبح (نظاما) سابقاquot;.

مشادة لبنانية على خلفية الأزمة السورية

هذا ووقعت مشادة تحولت إلى تراشق باكواب المياه مساء الاثنين في برنامج تلفزيوني بين قيادي في المعارضة اللبنانية المناهضة للنظام السوري ومسؤول حزبي لبناني مقرب من دمشق، على خلفية الانقسام اللبناني حول الاحداث الجارية في سوريا.

ووقعت المشادة بين النائب السابق مصطفى علوش القيادي في تيار المستقبل احد ابرز قوى 14 اذار المعارضة، ورئيس حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر الموالي لدمشق، خلال برنامج حواري سياسي على قناة quot;ام تي فيquot; اللبنانية.

وبدأت المشادة عندما قال علوش انه لا يصدق الرئيس السوري بشار الاسد، فرد شكر quot;من انت حتى لا تصدقه؟ عيب عليكquot;، واضاف علوش quot;لا اصدقه لانه كذابquot; فاجابه شكر quot;انت كذاب ومعلمك كذابquot;.

وتخلل المشادة استخدام الفاظ نابية بين كل من علوش وشكر اللذين تراشقا باكواب المياه وكادا يتضاربان وحمل شكر كرسيا حاول ضرب علوش به، وحال دونه مقدم البرنامج وبعض الفنيين العاملين في المحطة. وقطعت المحطة البث من الاستوديو لتعود بعد فاصل وتتابع ما تبقى من البرنامج بحضور الضيفين.

الحريري: مشكلة الأسد نظامه

من جانبه، أّيّد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري طلب ملك الأردن عبدالله الثاني من الرئيس السوري بشّار الأسد التنحي عن منصبه، وقال عبر موقع quot;تويترquot; للتواصل الإجتماعي: quot;لو كنت مكانه لتنحّيت قبل وقت طويل من دون إراقة الدماءquot;، معتبراً أن quot;أي شخص يتمتع بعقل سليم يجب أن يستقيل في هذه الظروفquot;.

ورداً على سؤال عن سبب عدم تطبيق الأسد لمبادرة جامعة الدول العربية، قال الحريري: quot;لأنه إذا فعل سينتهي، إن مشكلته هي النظام نفسهquot;. كما علّق على قول وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحافي اليوم (الإثنين) بان دمشق تمتلك quot;أوراق بديلةquot; بالقول: quot;أعتقد إن المعلم يفوته أنَّ المبادرة العربية باكملها تتمحور حول إنقاذ الشعب السوري لا النظام الذي يقود نفسه إلى النهاية عبر أفعالهquot;.

وينقسم اللبنانيون اجمالا بين معارضين للنظام السوري ومعظمهم من قوى 14 اذار وابرز اركانها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وموالين لدمشق ومعظمهم من قوى الثامن من اذار وابرز اركانها حزب الله.

سلامة: القطاع المصرفي اللبناني غير مستهدف

وعلى صعيد متصل، أكّد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن quot;القطاع المصرفي اللبناني غير مستهدف ولا يوجد خطر فرض عقوبات دولية وخارجية عليهquot;، مشيراً إلى أن quot;هذه الرؤية تم التوصل إليها نتيجة للإتصالات التي يقوم بها المصرف ومن بينها زيارة مساعدة وزير المالية الأميركي دانيال غليزيرquot;.

ورداً على سؤال حول ما أشيع عن تهريب الأموال من سوريا إلى أو عبر لبنان بالقول: quot;لم يتكلم معنا أحد عن هذا الأمر لأنّه من المعروف أن هذه الإشاعات لا أساس لهاquot;. وأضاف: quot;لقد تكلمت مجلة محترمة عن هذا الموضوع وقالت إن هناك 20 مليار دولار تم تهريبهم من سوريا إلى لبنان إلا أن هذا المبلغ لم يظهر في القطاع المصرفي اللبناني ولا في ميزان المدفوعات ولا يوجد أصلاً 20 مليار دولار في المصارف السورية الخاصة في سوريا ليحولوها او يهربوها عبر لبنانquot;.