غياب حل سريع للأزمة ينذر بثورة عامة مسلحة ضد الأسد

يرى دبلوماسي فرنسي أن المتظاهرين المطالبين باسقاط بشار الأسد لا طالبون بسقوط العلويين إنما بسقوط النظام، ويعتبر أن الحرب الأهلية المحتملة قد لا تكون طائفية، بل ستأخذ شكل ثورة عامة مسلحة ضد نظام متمسك بالبقاء.

بيروت: يرى محللون أن شبح الحرب الاهلية بدأ يلوح في سوريا في ضوء تصاعد عمليات العنف نتيجة الهجمات التي يشنها عسكريون منشقون على قوات النظام وغياب الحل السريع للازمة المستمرة منذ اكثر من ثمانية اشهر.

ويقول مدير مركز quot;بروكينغزquot; للدراسات في الدوحة سلمان شيخ quot;كلما راوح المجتمع الدولي مكانه وتأخرت جامعة الدول العربية في اجبار سوريا على التحرك (لوقف العنف) كلما اتجهنا الى مثل هذا السيناريوquot; (الحرب الاهلية).

ويضيف quot;في مواجهة تشدد بعض الدول مثل روسيا التي ترفض كل اجراء عقابي ضد نظام بشار الاسد، سنصل الى مرحلة يرفض فيها الجميع (في سوريا) اي كلام في السياسة. سيبدأون بالتقاتلquot;.

ويتزايد اللجوء الى السلاح من جانب الانتفاضة الشعبية المستمرة في سوريا منذ ثمانية اشهر مع تصاعد وتيرة العمليات التي يقوم بها الجيش السوري الحر الذي يضم الاف العناصر المنشقين عن الجيش النظامي بقيادة العقيد رياض الاسعد الموجود في تركيا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس ان مجموعة من المنشقين هاجمت بقواذف ار بي جي مقر رابطة شبيبة الثورة (الحكومي) الذي يتجمع فيه عناصر الامن السوري في معرة النعمان في ريف ادلب (شمال غرب). واعقب ذلك اشتباك مع عناصر الامن المتمركزين حول المقر.

وجاء هذا التطور غداة هجوم هو الاول من نوعه قامت به قوات من الجيش الحر على مقر للمخابرات الجوية في ريف دمشق. وازاء ذلك، اعتبرت واشنطن ان اعمال العنف من جانب المعارضة تخدم مصلحة نظام بشار الاسد. ووصفت موسكو من جهتها ما حصل بانه اشبه بquot;حرب اهليةquot;.

وحذر وزير الخارجية الروسي الخميس من ان quot;اساليب المعارضة السورية يمكن ان تؤدي الى حرب اهلية شاملةquot; في سوريا. كما تخوفت الامم المتحدة من حصول نزاع داخلي في سوريا حيث تسببت اعمال العنف حتى الآن بمقتل اكثر من 3500 شخص.

وتقول الاستاذة في جامعة اوكسفورد في بريطانيا مروة داوودي ان quot;هناك خطرا حقيقيا بحصول حرب اهلية، ولو اننا لم نصل الى هذه المرحلة بعدquot;. ويرى دبلوماسي فرنسي سابق عمل في المنطقة لسنوات طويلة ان quot;لا حرب اهلية في المدى المنظور، لان السوريين لا يزالون يأملون بتحقيق اهدافهم والتخلص من النظام بالوسائل السلميةquot;.

ويؤكد الدبلوماسي الذي لم يكشف عن هويته ان النظام السوري العلوي الذي يجد نفسه مطوقا من كل الجهات، يحاول ان يلعب ورقة الطائفية في بلد ذي غالبية سنية. ويقول quot;لقد قام النظام بامور بغيضة لدرجة ان خطر الانفجار قائم في اي لحظةquot;.

ويضيف ان quot;النظام يمكنه ان يقول للعلويين اذا لم تقفوا الى جانبنا، يمكنهم (السنة) ان ينقلبوا ويقضوا عليكمquot;.

الا ان الدبلوماسي الفرنسي، كما محللين آخرين، يرى ان الحرب الاهلية المحتملة قد لا تكون طائفية، بل ستأخذ شكل ثورة عامة مسلحة ضد نظام متمسك بالبقاء. ويشير المحللون الى ان المعارضة تبدو واعية quot;للفخquot; الذي ينصبه لها النظام.

ويقول الدبلوماسي ان المطالبين quot;برحيل بشار الاسد لا يطالبون بسقوط العلويين، انما بسقوط بشار مع اصدقائه من العلويين والمسيحيين والسنة والدروزquot;.

وكتب رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون في بيان صدر الخميس quot;نحن على مفترق طرق، احد هذه الطرق يؤدي بنا الى الحرية والكرامة وآخر يؤدي بنا الى الهاوية والانجراف نحو حرب اهلية لم يكف النظام عن محاولة اشعالها ليجهض ثورتناquot;.

واشار الى حصول quot;عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين ابناء الشعب الواحدquot; بدأت منذ اسابيع. وتفيد التقارير ان مثل هذه العمليات تتركز خصوصا في محافظة حمص (وسط).

أما بالنسبة الى داوودي، ان مثل هذه العمليات ليست الا quot;انزلاقات تنتج عن اي انتفاضة شعبية، لكنها ليست معممةquot;. وتضيف quot;هناك وعي استثنائي من جانب الحركات الشعبية في مقاومة الانزلاق الى الطائفية. البعد الطائفي موجود، لكنه ليس غالباquot;.

في الاطار نفسه، يرى سلمان شيخ ان المعارضة تريد ان تلعب دورا موحدا، لا سيما في المستقبل. ويقول quot;لا يريدون سيناريو على الطريقة العراقية حيث استيقظ السنة ذات يوم ليكتشفوا انهم خسروا كل شيءquot;، مضيفا ان quot;كل شيء يؤشر حتى الآن الى انهم يرغبون بتحالف يضم كل الاقليات حتى في المرحة الانتقاليةquot;.