متظاهر مصري في ميدان التحرير

قتل ثلاثة أشخاص صباح الاربعاء إثر تجدد المواجهات في ميدان التحرير في وسط القاهرة بين الشرطة والمتظاهرين. واصل الآلاف من المصريين إعتصامهم على الرغم من عرض المجلس العسكري تسريع إجراءات تسليم السلطة إلى المدنيين.


القاهرة: قتل ثلاثة أشخاص صباح الاربعاء إثر تجدد المواجهات في ميدان التحرير في وسط القاهرة بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون المجلس العسكري الحاكم بتسليم السلطة الى حكومة مدنية، كما افاد طبيب في مستشفى ميداني.

وقال الطبيب شادي النجار الذي يعمل في مستشفى ميداني اقيم داخل مسجد عمر مكرم المطل على ميدان التحرير إن quot;ثلاثة اشخاص قتلوا الاربعاءquot;. واضاف quot;يبدو انهم اصيبوا بطلقات نارية ولكن لم تتح لي الفرصة للتحقق من ذلك قبل نقلهم الى المشرحة، وكانت جمجمة احدهم مهشمةquot;.

وفي مستشفى ميداني اخر اقيم داخل كنيسة قصر الدوبارة الواقعة في جوار ميدان التحرير، قال قس إن طفلا اصيب بطلق ناري في رأسه صباح الاربعاء. واكد القس فوزي عبد الوهيب لوكالة الأنباء الفرنسية ان quot;طفلا في العاشرة من العمر وصل مصابا بطلق ناري في رأسه ونقلناه على الفور الى مستشفى القصر العينيquot; لخطورة اصابته.

ومازال عشرات الالاف من المتظاهرين محتشدين في ميدان التحرير يهتفون quot;الشعب يريد إسقاط المشيرquot; رغم إلقاء الاخير بياناً تعهد فيه إتمام نقل الحكم إلى سلطة مدنية قبل نهاية حزيران/يونيو المقبل.

إقرأ أيضاً
الثورة المصرية تتجدد لإسقاط إرث مبارك
اسرائيل تأمل ان يتجنب طنطاوي quot;الفوضىquot; في مصر
تساؤلات حول نجاح الثورة التونسية وتعثر نظيرتها في مصر
شارع محمد محمود... ساحة المعركة بين الأمن والمحتجين في مصر
إلقاء جثث المتظاهرين في القمامة يشعل الثورة المصرية الثانية
النظام العسكري في مصر يواجه تهمة quot;خنقquot; الثورة
مأزق أميركي بشأن التعامل مع مصر وتخوف من انعدام الاستقرار
ملف مصور: المصريون يطالبون باسقاط حكم العسكر
ليلة ساخنة جداً وسط المحتجين ضد حكم quot;العسكرquot; في ميدان التحرير
ميدان التحرير يتحوّل إلى ساحة حرب وسقوط 11 قتيلا

واضطر رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي إلى توجيه خطاب إلى الشعب لأول مرة لمواجهة أعنف أزمة سياسية تشهدها البلاد منذ إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي عقب ثورة شعبية استمرت 18 يوما.

وأدت المواجهات الى سقوط 31 قتيلا من بينهم 28 في القاهرة وواحد في الاسكندرية وآخر في الاسماعيلية، بحسب آخر حصيلة رسمية أصدرتها وزارة الصحة صباح الاربعاء قبل تجدد الاشتباكات. وسقط مئات من الجرحى اصيب العديد منهم في عيونهم برصاص quot;خرطوشquot; أطلقته قوات الامن من بنادق صيد.

ووقعت مصادمات جديدة بين قوات الامن المصرية والمحتجين في ليل الثلاثاء الاربعاء، وأظهرت صور تلفزيونية سيارات الإسعاف وهي تصل لالتقاط الجرحى قرب الميدان.

واكد أسامة حمزة الطبيب في المستشفى الميداني أن قوات الأمن المصرية تستخدم قنابل غاز مختلفة عن الغازات التي استخدمت في مواجهات سابقة. كما اتهم بعض المحتجين قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي ضدهم.

وكان المشير طنطاوي قد أكد في كلمة متلفزة أن الانتخابات البرلمانية ستجري في موعدها المقرر الاثنين المقبل وفق الجدول الزمني المحدد. وأعلن قبول المجلس استقالة حكومة عصام شرف وتكليفها بتسيير الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وعرض اجراء استفتاء شعبي اذا اصر المتظاهرون على مطلبهم بتسليم المجلس العسكري للحكم فورا الى سلطة مدنية.

وشدد على حياد الجيش ووقوفه على مسافة واحدة من جميع القوى، مضيفا أن من وصفها بقوى تعمل فى الخفاء تحاول quot;الوقيعة بين الشعب والجيش بهدف إسقاط الدولة المصريةquot;. وأصدر طنطاوي مساء الثلاثاء كذلك قرارا بإحالة ملف التحقيقات مع المتهمين في احداث ماسبيرو من القضاء العسكري الى النيابة العامة.

وكان 25 شخصا، غالبيتهم من الاقباط، قتلوا خلال مواجهات مع الجيش في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي اثناء تظاهرة احتجاج على هجوم استهدف كنيسة قبطية في صعيد مصر. ولكن المتظاهرين في ميدان التحرير اعتبروا ان هذه القرارات غير كافية.

كما شهدت عدة محافظات أخرى تظاهرات من بينها خصوصا الاسكندرية والسويس وبور سعيد والاسماعيلية وحتى شرم الشيخ.

ففي مدينة الاسماعيلية تجددت الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة العسكرية بعد مقتل شاب يدعى ابراهيم سليمان محمد يبلغ من العمر 21 عاما في اشتباكات يوم الاثنين في محيط قسم أول الأسماعيلية بعد أن حاول بعض المتظاهرين اقتحام القسم.

وازدادت حدة المواجهات بعد ان قامت قوات الجيش بغلق الطرق المؤدية إلى وسط المدينة بينما تجمع المتظاهرون وهم يهتفون بسقوط المشير وتسليم السلطة الى حكومة إنقاذ وطني.

حكومة إنقاذ وطني

وكان رئيس اركان الجيش المصري الفريق سامي عنان التقى قبيل ظهر الثلاثاء عددا من ممثلي القوى السياسية، من بينهم رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق من الاخوان المسلمين محمد مرسي وبعض ممثلي الاحزاب الاخرى اضافة الى اثنين من مرشحي الرئاسة هما القيادي الاسلامي سليم العوا والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.

وقال مصدر عسكري إن الاجتماع الذي دعا اليه المجلس العسكري على عجل مساء الاثنين لبحث quot;الازمة المتفاقمةquot; في البلاد، quot;ناقش موضوع استقالة حكومة عصام شرف التي لم يتم البت فيها حتى الان، كما طرح البعض تشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد البرادعي أو عبد المنعم أبو الفتوح، على أن تضم في تشكيلها ممثلين لكل التيارات السياسيةquot;.

ويحظى البرادعي، الذي سبق ان اعلن منذ بضعة اشهر عن استعداده للتخلي عن الترشح لرئاسة الجمهورية من اجل ان يساهم في العبور بالبلاد من المرحلة الانتقالية القلقة التي تعيشها، بشعبية كبيرة في اوساط الناشطين الشباب المعارضين لاستمرار المجلس العسكري في السلطة.

وندد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما اعتبره quot;مجزرةquot; ارتكبت في ميدان التحرير في القاهرة. وقال مساء الثلاثاء في رسالة نشرها على موقع تويتر ان quot;قنابل غاز ورصاصا حيا استعملت ضد المدنيين في ميدان التحرير، انها مجزرةquot;.

ويتهم الناشطون الشباب خصوصا المجلس الاعلى للقوات المسلحة بانه ابقى على سياسات نظام مبارك القمعية وينتقدون بشده احالته المدنيين على محاكمات عسكرية.

ولخصت صفحة خالد سعيد، التي لعبت دورا محوريا في الدعوة الى تظاهرات كانون الثاني/يناير ضد مبارك، الثلاثاء موقف الناشطين الشباب، وقالت ان quot;إصرار المجلس العسكري على احتكار كل السلطات وتأجيل انتخاب رئيس حتى 2013 اسمه انقلاب على وعوده بعدما استلم السلطة وانقلاب على الثورةquot;.