منذ اندلاع ما يسمّى بـlaquo;الثورة الجنسيةraquo; في الستينات، والمراقبون يتوجّسون خيفة من تلاشٍ تدريجي لمؤسسة الزواج في ظل التسامح الاجتماعي الذي أتى به هذا التطور. واليوم تقول الإحصاءات إن أكثر من نصف البالغين البريطانيين يعيشون بدون روابط زوجية.. وإن بريطانيا، مع ذلك، هي الأفضل حالاً في أوروبا.


صلاح أحمد: أظهر مسح أن الرجال والنساء، الذين يعيشون تحت رباط الزوجية، يشكلون أقل من نصف عدد الأسر في بريطانيا. ويقول الخبراء إن هذا الوضع أتى تراكمًا لأكثر من 35 عامًا شهدت تناقص مساحة الحياة الزوجية لمصلحة laquo;الشراكاتraquo;، التي يعيش فيها رجل وامرأة بدون عقد قران شرعي دينيًا كان أو حكوميًا - اجتماعيًا. بل إن المسح الأخير يوضح بجلاء أن العيش خارج رباط الزوجية laquo;صار هو الوضع العاديraquo; بدلاً من العكس.

ويقول الخبراء أيضًا إن المسألة بلغت حد أن الحكومات المتعاقبة صارت - بالنظر إلى هذه الحقيقة الجديدة - تحجب التسهيلات الضرائبية والمعيشية الأخرى، التي كان يتمتع بها الأزواج في ما مضى، عندما كانت كلمة laquo;الأسرةraquo; تعني رجلاً وزوجته على الأقل.

المسح أجراه laquo;مكتب الإحصاء القوميraquo;، وجاء فيه أن 21.6 مليون شخصًا (من إجمالي 44.9 مليون من البالغين في انكلترا وويلز) يعيشون في رباط الزوجية، بينما يعيش الآخرون خارجه. وهذا يجعل نسبة المتزوجين 48.4 %، أي أقل من نصف العدد الكامل.

يظهر المسح أيضًا أن عدد الذين يرفضون الزواج كمؤسسة تقليدية تضاعف منذ عقد السبعينات الماضي. ونقلت الصحف البريطانية التي تداولت النبأ عن محللين قولهم إن هذا يعود جزئيًا إلى تنامي ما يسمونه laquo;الذكر الحر والأنثى الحرةraquo;. ويشيرون في هذا الصدد إلى حقيقة أن واحدة من كل ثلاث نساء (قرابة ثمانية ملايين امرأة) تختار العيش عازبة، أو إنها تفضل القيام بعلاقة خارج إطار الزواج.

ويقول مكتب الإحصاء القومي إن جلّ النساء المشار إليهن هنا ينتمين إلى الفئة العمرية من العشرينات إلى الثلاثينات، وتتميز هؤلاء بأنهن نلن مستوى من التعليم والحياة المهنية يكفل لهن الاعتماد على أنفسهن، ويتيح لهن بالتالي القدرة على اختيار العيش في إطار الأسرة التقليدية أو خارجها كما شئن.

لكن مكتب الإحصاء يسارع إلى القول إن المسح ليس مرآة حقيقية، تعكس الوضع بالكامل. ويشير إلى أنه لم يأخذ في الحسبان البريطانيين العديدين، الذين يعيشون خارج بلادهم، والعدد الكبير من الأزواج بينهم.

ويقول المكتب أيضًا إن الوضع داخل بريطانيا نفسها laquo;أفضل مقارنة بجهات أوروبية أخرىraquo;، وإن معدل انحسار العيش في رباط الزوجية داخل انكلترا وويلز laquo;ربما كان الأفضل في عموم القارةraquo;. لكنه لا ينكر أن مؤسسة الزواج laquo;ربما صارت مهددة بالانكماش كثيرًا في حال استمر الوضع الحالي على ما هو عليهraquo;.