قاسم السليماني أكبر قادة الأمن في إيران

الشباب الايرانيون الذين اقتحموا مبنى السفارة البريطانية الأسبوع الماضي، ينظرون إلى الجنرال قاسم السليماني كبطل وقدوة لهم، فهذا الرجل هو أحد أخطر الرجال في ايران.


بيروت:قاسم السليماني أحد أقوى كبار قادة الامن في ايران والذي تتناول العديد من الاوساط الغربية اسمه باعتباره أحد أخطر مسؤولي الامن في البلاد. واعتبر سليماني المسؤول عن الهجوم الذي تعرضت لها السفارة البريطانية في العاصمة الايرانية طهران قبل ايام قليلة حيث كان المهاجمون يحملون صورته.

في هذا السياق، وصفت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; سليماني بأنه أخطر إرهابي في العالم وله وزن كبير في ايران حيث يقود فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، ويضم حوالي15000من العناصر المدربين الذين قاموا باقتحام السفارة البريطانية.

أثناء عملية الإقتحام، واجه السفير البريطاني في طهران واعضاء طاقم السفارة لحظات عصيبة حيث سادت مخاوف قوية من تكرار تجربة احتجاز طاقم السفارة الاميركية في طهران، الذي حدث في أعقاب الثورة الايرانية عام 1979 واستمر 444 يوماً.

ونقلت الصحيفة عن السفير البريطاني إلى ايران دومينيك تشيلكوت إن السلطات في طهران كانت وراء اقتحام متظاهرين ايرانيين لمجمَعَين دبلوماسيين بريطانيين في العاصمة الإيرانية، مشيراً إلى أن الشرطة الإيرانية كانت تقف موقف المتفرج عندما اقتحم المتظاهرون مبنى السفارة البريطانية ومجمعا سكنياً آخر تابع للسفارة.

وقال إن مسؤولي أمن السفارة قاموا باخلاء الموظفين البيرطانيين إلى الطوابق العليا من السفارة وحاول المهاجمون الصعود، مضيفاً أن المتظاهرين الايرانيين تمكنوا من الدخول إلى القسم القنصلي وإشعال النيران داخله، فأجبر الموظفون على الخروج بسبب انتشار الدخان والنار.

واعتبرت الصحيفة أن الهجوم يدل على صراع داخل أروقة السلطة الإيرانية بين المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي، وبين الرئيس محمود احمدي نجاد الذي لا يرغب في مزيد من التوتر مع الدول الغربية في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطات كبيرة بسبب برنامج بلاده النووي.

أصبح سليماني محط اهتمام الدوائر الغربية بعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 وتصاعد العمليات العسكرية ضد القوات الاميركية من قبل المسلحين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وعمدت سرايا القدس، بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلى دعم وتجهيز الميليشيات الشيعية في الحرب ضد القوات الأميركية والبريطانية. وفي ذروة التمرد، كانت سرايا القدس تدعم نحو 30 ألف عراقي مسلح وتقدم لهم المال والتجهيزات.

وتدعم سرايا القدس العديد من الجماعات الاسلامية المتشددة في جميع أنحاء الشرق الأوسط والتي ينص ميثاقها على تدمير اسرائيل، كما أن سليماني هو الرجل المسؤول عن السياسة الايرانية في افغانستان والعراق وغزة ولبنان و سوريا، وفقاً للصحيفة.

وحددت وكالات الاستخبارات الغربية أيضاً مجال نشاط هذه القوة في دول أخرى، إذ اعتقل مسؤولو الامن في نيجيريا مؤخراً اثنين من ضباط القدس بعد مصادرة شحنة أسلحة غير مشروعة في لاغوس، كما سافر عناصر من سرايا القدس إلى ليبيا في سبتمبر/ ايلول بعد الاطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي وقاموا بتهريب المئات من الصواريخ من طراز أرض ndash; جو، إضافة إلى أسلحة أخرى.

وبرز سليماني كشخصية إرهابية دولية كبرى، بعد اتهامه بتدبير مؤامرة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن مؤخراً، أثناء تناوله الطعام في إحدى المقاهي في العاصمة الأميركية.

وردت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على المؤامرة الفاشلة التي قام بها سليماني بإدراج اسمه على قائمتها المخصصة للإرهابيين العالميين، ورد سليماني بالقول إنه لا يخشى التهديدات الاميركية بالاغتيال، وانه مستعد للاستشهادquot;.

وفيما تستعد القوى الغربية لجولة أخرى من المواجهة الدبلوماسية مع آيات الله، يبدو أن سليماني سيلعب دوراً محورياً في الاشهر الصعبة الآتية.