مجمع القصور الرئاسية في البصرة |
أعلنت حكومة البصرة العراقية رفضها قرار الحكومة المركزية في بغداد تخصيص قصور الرئيس السابق صدام حسين في المحافظة لضيافة وسكن كبار المسؤولين وقررت استخدامها لأغراض سياحية.. بينما أبلغ التحالف الحاكم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي معارضته العقوبات على سوريا ودعا رئيس البرلمان العراقي الى حل أزمتها بالطرق الدبلوماسية في وقت رفض المرجع الشيعي الاعلى السيستاني استقباله.
وأكدت حكومة البصرة المحلية (550 كم جنوب بغداد) إثر اجتماع لمجلس المحافظة رفضها رسميا قرار الحكومة المركزية بتحويل القصور الرئاسية للرئيس السابق صدام حسين في المحافظة الى دور لضيافة وسكن كبار المسؤولين وقررت استغلالها منتجعا سياحيا لسكان البصرة.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة احمد السليطي ان quot;مجلس محافظة البصرة أصدر قرارا يقضي برفض التوصيات التي أصدرتها اللجنة المشكلة من الامانة العامة لمجلس الوزراء لتحويل القصور الرئاسية السابقة في البصرة الى دور لضيافة وسكن كبار مسؤولي الدولة.
واشار الى ان القرار حظي بتصويت الغالبية المطلقة من اعضاء مجلس المحافظة على اعتبار ان هذه القصور تقع ضمن صلاحيات الحكومة المحلية في البصرة كما قال في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;ايلافquot; اليوم. وأضاف ان quot;مجلس محافظة البصرة طالب بتحويل مجمع القصور الرئاسية الى مواقع ترفيهية وسياحية عامة عن طريق الاستثمار من خلال تكليف محافظ البصرة باتخاذ الاجراء المناسب لتنفيذ قرار المجلس.
واعتبر السليطي توظيف مجمع القصور الرئاسية لصالح شخصيات حكومية خيانة بحق الشعب.. وقال نرفض تلك المطالبات التي تريد ان تجعل من ثروات البصرة وسيلة لترفيه وراحة بعض المسؤولين أو الموظفين تحت أي مبرر كان مشددا على ضرورة تحويل هذه القصور إلى منتج سياحيّ يتلاءم مع موقع المحافظة الاستراتيجي والسياحي يسهم في سدّ حاجاتها في هذا القطاع.
ومن جهته، اكد رئيس هيئة استثمار البصرة خلف البدران ضرورة استثمار مجمع القصور بما يتناسب مع احتياجات القطاع السياحي. وقال ان quot;توجهاتنا الاستثمارية والاقتصادية تحتّم علينا رفض محاولات تحويل القصور الرئاسية الى دور ضيافة للمسؤولين في الحكومتين المركزية في بغداد والمحلية في المحافظة وسكن لكبار موظفي البصرةquot;.
ويقع مجمع القصور الرئاسية بالقرب من مركز مدينة البصرة ويضم أربعة قصور إضافة إلى بحيرات صناعية وحدائق وتم تشييده خلال زمن النظام السابق ضمن سلسلة قصور رئيس النظام صدام حسين في محافظات العراق المختلفة. وقد اتخذت القوات البريطانية من المجمع قاعدة عسكرية بعد اجتياح العراق عام 2003 ثم سلمته عام 2007 إلى الحكومة العراقية التي سمحت بدورها خلال العامين الماضيين لعدد من المسؤولين السياسيين بالإقامة في قصوره بشكل موقت.
وكان القرار الأخير للأمانة العامة لمجلس الوزراء القاضي بتحويل هذه القصور الى دور لضيافة المسؤولين قد أثار حفيظة المواطنين والمسؤولين الحكوميين في المحافظة، الامر الذي دفع مجلسها الى رفض التوصيات التي أصدرتها اللجنة المشكلة من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بصدد تحويل القصور الرئاسية في البصرة إلى دور لضيافة كبار مسؤولي الدولة.
وينتظر أن يثير قرار مجلس محافظة البصرة مشكلة مع حكومة بغداد التي قررت إرسال مسؤولين في الأمانة العامة لرئاسة الوزراء الى البصرة لتنفيذ قرارها القاضي باستخدام القصور الرئاسية دورا لسكن وضيافة كبار المسؤولين.
ومن جانبها، اشارت رئيسة لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة البصرة زهرة البجاري الى ان توجهات مجلس محافظة البصرة تدفع باتجاه استغلال القصور الرئاسية في القطاع السياحي باعتبارها أبرز معالم البصرة الحديثة.
وشددت في تصريحات صحافية على رفض مجلس المحافظة استغلال هذا المجمع لصالح كبار الشخصيات السياسية والرسمية باعتباره ملكا لسكان البصرة اضافة الى ان المجلس قرر مؤخرا تحويل قصر البحيرة الذي يعد من القصور الكبيرة والمهمة في مجمع القصور الرئاسية إلى متحف للآثار والتحف التاريخية البصرية المهمة. وأشارت إلى أنه تمت إضافة بعض التعديلات على قاعات القصر من قبل الحكومة البريطانية التي أجرت عليه بعض الدراسات بهدف مقارنته بالمتاحف العالمية كالمتحف البريطاني ومتحف برلين عن طريق التعاون مع دائرة المتاحف العراقية.
النجيفي والجعفري بحثا الازمة السورية مع العربي والسيستاني يعتذر عن استقباله
فيما اعلن في مدينة النجف العراقية عن اعتذار المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني عن استقبال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي quot;لكثرة ارتباطاتهquot; فقد ابلغ رئيس التحالف الوطني الشيعي الحاكم ابراهيم الجعفري الامين العام رفض العقوبات التي فرضتها الجامعة على سوريا بينما دعا رئيس البرلمان اسامة النجيفي الى حل الأزمة هناك بالطرق الدبلوماسية.
فقد اعتذر المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني عن استقبال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارته بغداد التي اختتمت الليلة الماضية بسبب كثرة ارتباطاته كما قالت فضائية العراقية الرسمية من دون تفاصيل أخرى.
وخلال اجتماع مع العربي اعتبر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي عقد القمة العربية المقبلة في موعدها في بغداد إنجازاً تاريخياً سيساهم في استعادة العراق دوره المؤثر في المنطقة. ودعا إلى حل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية بعيداً من التدخلات الخارجية.
وبحث النجيفي مع العربي سبل تعزيز العلاقات بين العراق والجامعة العربية والاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية في بغداد في آذار المقبل حيث اشار رئيس البرلمان الى ان انعقاد القمة في موعدها يمثل إنجازاً تاريخياً يساهم في عودة العراق إلى أداء دوره المؤثر في المنطقة.
وشدد النجيفي على quot;أهمية استضافة بغداد القمة العربية لما تحمله من رسالة مهمة لتوثيق العلاقات بين العراق ومحيطه العربي فضلاً عن أهمية تنشيط وتفعيل عمل الجامعة العربية في معالجة مختلف القضايا للحد من التأثير الخارجي على الملفات العربية المختلفةquot;. كما تم بحث دور الجامعة في دعم الجهود المبذولة لخروج العراق من تحت طائلة الفصل السابع بالإضافة إلى تداول التطورات الجارية في بعض الدول العربية وفي مقدمتها الأزمة السورية وسبل حلها حيث دعا النجيفي الى اهمية حل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية والحوار بين مختلف الأطراف بعيداً من التدخلات الخارجية.
ومن جهته، اشار العربي الى أن العلاقات بين العراق والدول العربية شهدت انتقالا نوعيا موضحاً أن قرار عقد القمة العربية المقبلة في بغداد يسير وفق ما خطط له. وكشف العربي عن زيارة قريبة سيقوم بها وفد من الجامعة العربية إلى بغداد لترتيب الإجراءات الفنية واللوجستية والسياسية لعقد القمة في موعدها حتى يستعيد العراق دوره الفعال في المنطقة.
وعلى الصعيد نفسه بحث رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري مع العربي التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في بغداد اواخر اذار (مارس) المقبل اضافة الى مناقشة الوضع السوري والدور الذي يمكن أن يلعبه العراق في هذا الاطار من خلال توظيف علاقاته مع دمشق لحل الأزمة.
واكد الجعفري ضرورة أن تلعب جامعة الدول العربية دوراً حيادياً ومفصلياً تجاه القضايا المطروحة على الساحة العربية من خلال رص الصف العربي والتزامها بمصالح الشعوب العربية. وبخصوص القضية السورية دعا الجعفري لان يكون للجامعة العربية قراءة واقعية للوضع السوري وناشدها تقديم مشروع حل من خلال وعي المطالب المشروعة وفتح باب الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة من دون اللجوء إلى فرض عقوبات اقتصادية وسياسية لأنها ستؤثرفي المنطقة بصورة عامة. وحذر الجعفري من الازدواجية في التعاطي مع الثورات العربية وعلى وجه الخصوص ثورة البحرين والصمت العربي حيال ذلك لأنها ستقلل من ثقتها ومصداقيتها.
من جانبه، أكد العربي حرص الجامعة العربية على أن يأخذ العراق موقعه الطبيعي فيها وأن يشارك بقوة لطرح آرائه وتوظيف علاقاته مع الدول الأخرى لإيجاد الحلول الناجعة داخل البيت العربي.
وفي الاطار نفسه ونيابة عن الرئيس العراقي جلال طالباني الموجود في مدينة السليمانية الشمالية مقر حزبه فقد اجتمع نائباه طارق الهاشمي وخضير الخزاعي مع العربي حيث جرى في مستهل اللقاء إتصال هاتفي بينه وبين طالباني الذي اكد quot;حرص العراق التام على التعاون مع جامعة الدول العربية ومساعدتها في كل ما من شأنه إنجاح عملها ومهماتها في هذا الظرف التاريخي الحساس.. فيما اشار العربي الى أهمية هذه في المساعدة من أجل عمل عربي مشتركquot; كما قال بيان رئاسي عراقي.
وقد اكد نائبا الرئيس العراقي للعربي خلال الاجتماع إستعداد العراق وحرصه على انعقاد القمة العربية المقبلة في موعدها المحدد في بغداد وهو ما أكده أيضاً أمين عام الجامعة الذي عبر عن أهمية إنعقاد القمة في موعدها وفي بغداد. وجرى في الاجتماع حديث موسع عن العلاقات بين العراق والجامعة العربية وضرورة توسيع آفاق التعاون والعمل في القضايا المهمة التي تواجه الدول العربية وجامعتها وأهمية الإستفادة من الخبرات العراقية في هذا المجال. كما جرى الحديث عن التطورات في عدد من البلدان العربية والخصوصيات التي تمثل ظرف كل دولة ودور جامعة الدول العربية في ذلك.
وكان العربي اجرى مباحثات خلال زيارته بغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكي الذي شدد على ان بلاده مستعدة لاستضافة القمة العربية المقبلة داعيا الى تحقيق اهداف الشعوب من دون عنف او حروب في اشارة الى الاوضاع السورية فيما اكد الامين العام تصميم الجامعة على عقد القمة العربية المقبلة في بغداد.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اشار العربي الى ان زيارته هدفت الى التشاور مع المسؤولين العراقيين حول ما يحدث في الوطن العربي الذي تشهد بعض دوله نهضة تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية معبرا عن الامل في استجابة الحكومات لهذه المطالب. وأكد ان القمة العربية ستعقد في بغداد اواخر اذار المقبل واشار الى انه اتفق مع المسؤولين العراقيين على آليات من شأنها إنجاح القمة.
واوضح ان مباحثاته حول سوريا تنطلق من قدرة العراق على اقناع الحكومة السورية للقبول بالمبادرة العربية وارسال مبعوثين عراقيين الى دمشق لهذا الغرض. وقال انه استلم ردا جديدا من سوريا تقترح فيه توقيع بروتوكول المبادرة في مكان ثالث غير دمشق والقاهرة مقر الجامعة وقبول مراقبين عرب موضحا ان هذا الامر سيعرض على اجتماع قريب لوزراء الخارجية العرب الذين وافقوا على قرار العقوبات ضد سوريا.
وعبر العربي عن اعتقاده ان ما يحدث في سوريا لم يصل الى مرحلة الحرب الاهلية وقال لذلك فان الجامعة تريد ارسال مراقبين لمعرفة حقيقة الوضع على الارض والسعي لوقف العنف. واكد ان الجامعة لم تتصرف بانتقائية تجاه مايحدث في البحرين واليمن وسوريا موضحا ان الجامعة عبرت عن قلقها لما يحدث في البحرين حيث قبلت حكومتها بقيام لجنة عليا بالتحقيق في ما يجري هناك واصدرت تقريرا يؤكد وجود انتهاكات لحقوق الانسان اعلنت البحرين التزامها بتجاوزها وإجراء اصلاحات.
اما بالنسبة لليمن فاوضح ان الجامعة العربية لم تتدخل في موضوعها بطلب من مجلس التعاون الخليجي نظرا لانه طرح مباردة للحل وقد نجحت هذه في تشكيل حكومة وفاق وطني.. اما بالنسبة لسوريا فإن وزراء الخارجية العرب طالبوها بوقف العنف واطلاق سراح المعتقلين لكنها لم تنفذ ذلك فتم اتخاذ قرار العقوبات منوها بأن هذه سترفع متى ما وقعت السلطات السورية على المبادرة العربية ونفذتها.
التعليقات