وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا |
يصل اليوم إلى بغداد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين حول مرحلة ما بعد الانسحاب. وانطلقت دعوات في العراق لتكثيف دور الأمم المتحدة بدلاً من زيادة التمثيل الأميركي، لأن ذلك سيفسح المجال أمام التدخلات الخارجية.
لندن: فيما ينتظر أن يصل إلى بغداد اليوم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا لاجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين حول مرحلة ما بعد الانسحاب والمشاركة في مغادرة آخر القوات الأميركية للبلاد فقد انطلقت دعوات عراقية للإستعاضة من زيادة التمثيل الأميركي بتكثيف دور الأمم المتحدة في العراق على اعتبار ان تلك الزيادة ستسمح لجهات خارجية بالابقاء على تدخلها في العراق تحت ذريعة هذا الوجود الأميركي الواسع كما ستجعل الحكومة رهينة الرغبات الأميركية .
وفي تصريح لـquot;ايلافquot; أكد مستشار القائمة العراقية هاني عاشور أن تكثيف وزيادة دور الأمم المتحدة في العراق عبر برامجها المختلفة يمكن ان يكون افضل بكثير من رفع نسبة التمثيل الأميركي في العراق تحت مختلف العناوين في إشارة إلى إمكانية بقاء 3 الآف مدرب اميركي وزيادة حماية السفارة والخبراء الأميركيين إلى 15 الف عسكري اميركي.
واضاف ان العراق ما زال يحتاج إلى خبرة برامج الأمم المتحدة في مجالات الاقتصاد والصحة والبيئة والزراعة والتربية والاعمار وحقوق الانسان بما يضمن إعادة إعمار العراق بشكل أفضل ويضمن استقرار العراق بدل زيادة التواجد الأميركي تحت يافطات مختلفة .
وقال عاشور الناطق باسم القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ان تجربة السنوات الثماني الماضية أثبتت أن دور الأمم المتحدة في العراق كان أفضل بكثير من الدور الأميركي منذ بدء وضع مستشارين اميركيين في الوزارات بعد عام 2003 حتى انسحاب القوات الأميركية مشيراً إلى ان تطوير اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية لن يأتي بالكثير من الخدمات للعراقيين على عكس توسيع برامج الأمم المتحدة .
واضاف ان زيادة عدد الأميركيين في العراق سيسمح لجهات خارجية ان تبقي على تدخلها في العراق تحت ذريعة هذا الوجود الأميركي الواسع كما ستجعل الحكومة رهينة الرغبات والارادات الأميركية دون تقديم ما ينفع الشعب العراقي بشكل ملحوظ . واوضح ان زيادة عدد العاملين الأميركيين في العراق من خلالالتمثيل الدبلوماسي والمدربين العسكريين اضافة إلى ان بقاء شركات امنية عديدة سيجعل من فكرة الانسحاب الأميركي غير مجدية وليس من تغيير واضح سوى تبديل الملابس والعناوين ما يسمح لقوى خارجية ان تمارس نفوذا ودورا اكبر في العراق بذرائع مختلفة .
يذكر ان هناك 16 منظمة وبرنامجا ووكالة تابعة للامم المتحدة تعمل حاليا في محافظات العراق الثماني عشرة في المجالات الانسانية المتعلقة باللاجئين والمرأة والسكن والطفولة والتعليم والصحة والصناعة والغذاء والخدمات العامة.
ومن المنتظر ان تستكمل القوات الأميركية خلال ايام قليلة انسحابها من العراق حيث سيتسلم العراق منها غدا الخميس احد آخر معسكرين تبقّيا في جنوب البلاد. وتسلمت الحكومة العراقية حتى الآن 502 من القواعد الأميركية في البلاد وتبقى موقعان وآخر صغير في مدينة البصرة الجنوبية سيجري تسليمهم قبل نهاية الشهر الحالي.
وكانت الحكومة العراقية قد تسلمت الأحد الماضي من القوات الأميركية قاعدة كالسو في منطقة تابعة لناحية الإسكندرية (50 كلم جنوب بغداد). وقال احمد الشيحاني عضو اللجنة الحكومية لاستلام المواقع العسكرية من القوات الأميركية quot;سيكون يوم الخميس المقبل موعد استلام قاعدة الإمام علي العسكرية في محافظة ذي قار في جنوب بغدادquot;. وتعمل القوات الأميركية حاليا على استكمال انسحابها العسكري الكامل من العراق بحلول نهاية الشهر الحالي وفقا لاتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن اواخر عام 2008.
واضاف الشيحاني quot;بعد عملية تسليم قاعدة الإمام علي في ذي قار تصبح المحافظات الجنوبية خالية من القوات الأميركية ماعدا محافظة البصرة .
واكد أن القوات الأميركية ستخرج نهائيا في 20 من الشهر الحالي وسيعلن العراق بعد ذلك خلوه من أي تواجد عسكري أميركي.
وزير الدفاع الأميركي في بغداد لحضور مغادرة آخر قوات بلاده
من المنتظر ان يصل إلى بغداد اليوم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين تتعلق باستكمال انسحاب قواته من البلاد والمشاركة غدا في احتفالية بمناسبة اكمال الانسحاب الأميركي.
وتتزامن زيارة بانيتا لبغداد مع زيارة يقوم بها حالياً إلى الولايات المتحدة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي التقى الرئيس باراك اوباما وبحث معه مستقبل العلاقات بين البلدين بعد الانسحاب العسكري والانتقال بها من علاقات التعاون العسكري إلى التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتكنولوجية.
وعلى صعيد العلاقات العراقية الأميركية فقد حث المالكي الشركات الأميركية على المساعدة في إعادة إعمار بلاده التي دمرتها الحرب والتي تواجه تحديا جديدا مع انسحاب القوات الأميركية نهاية هذا العام.
وقال المالكي في كلمة ألقاها في الغرفة التجارية الأميركية وتسلمت quot;ايلافquot; نسخة منها إن العراق ملتزم بتطوير القطاع الخاص بقدر التزامه بهزيمة الإرهاب. وأضاف أن الشركات وقادة الأعمال هم من سيكونون في طليعة هذه المرحلة وليس الجنرالات.
وقال المالكي إن العراق لديه الفرصة للعمل مع شركات من كل أنحاء العالم لإعادة إعمار البلاد بعد ثلاثة عقود من الحرب. لكنه أضاف أن العراق يرى أن الولايات المتحدة لديها quot;أفضل الشركاتquot; التي تستطيع مساعدته لتنويع اقتصاده بعيدا عن النفط. واشار إلى إنه ليس راضيا عن عدد الشركات الأميركية في العراق ويطمح إلى زيادة العدد.
وكان الرئيس اوباما قد اكد الاثنين الماضي اثر مباحثات مع المالكي ان بلاده والعراق يتجهان لبناء تحالف عسكري متين واشار إلى وقوفها إلى جانب هذا البلد في مواجهة اي تدخل لدولة اجنبية.
واضاف ان العراق يجب ان يعرف انه لن يقف وحده فالولايات المتحدة قريبة ومساندة له في منع تدخل اي دولة خارجية في شؤونه والقوات العراقية والأميركية ستبقيان متحالفتين في المستقبل.
واشار إلى ان الولايات المتحدة ستساعد العراق على بناء قوات دفاعية قوية وسياسة عراقية مستقلة وزيادة الانتاج النفطي. وقال ان بلاده ستساعد العراق على مواجهة التحديات التي يتعرض لها والعراق الجديد لايتدخل في شؤون الجوار وبالمقابل فإن سيادة العراق يجب ان تكون محترمة ايضا. وشدد اوباما على ان بلاده ستدعم عراقا ذا سيادة ونبني علاقات قوية جدا معه وقال quot;نحن في لحظة تاريخية ولدينا التزامات لصالح العراقquot;.
ومن جانبه قال المالكي خلال المؤتمر الصحافي ان بلاده اتخذت خطوات واسعة لبناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة موضحا ان هذه العلاقات لن تنتهي بانتهاء الانسحاب، وقال: quot;علينا ان ننجح في الصفحة الثانية من العلاقات وننتقل بها من التعاون العسكري إلى التعاون السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافيquot;.
واكد ان العراق مازال بحاجة إلى التعاون مع الولايات المتحدة في التدريب والتسليح والتجهيز ومكافحة الارهاب وحماية السيادة الوطنية. واشار إلى ان العراق يمتلك من الثروات الكثير وهو يحتاج إلى مساعدة الشركات الأميركية لاستغلالها واعرب عن امله في ان يكون لهذه الشركات الدور الاكبر في مجال استثمار النفط والغاز وغيرها من المجالات. واضاف انه بحث مع اوباما شؤون تدريب القوات العراقية وتسليحها وقال quot;نحن بصدد شراء اسلحة اميركية جديدة، واتفقنا على آليات لتعاون عسكري فكل منا يحتاج للاخر في تحقيق امنه ومقارعة الارهاب وتحقيق هزيمة القاعدةquot;.
وكان اوباما اعلن في 21 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي انتهاء حرب العراق وسحب كل القوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي2011 بعد تسع سنوات تقريبا على الغزو الأميركي للعراق والذي ادى إلى مقتل اكثر من 4400 جندي اميركي. وقال اوباما في البيت الابيض quot;بوسعي ان اعلن اليوم، كما وعدت، بان البقية من قواتنا في العراق ستعود إلى الوطن في نهاية السنة بعد قرابة تسع سنوات ستنتهي الحرب الأميركية في العراقquot;.
ووقع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش والمالكي في بغداد في التاسع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 208 اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين البلدين والتي وضعت أسسا للانتقال بعلاقات البلدين من العسكرية إلى التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية والدفاعية والأمنية والثقافية والاقتصادية والطاقوية والصحية والبيئية، إضافة إلى التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والقانون والقضاء.
وشكل البلدان لجنة تنسيق عليا لمراقبة التنفيذ العام لهذه الاتفاقية وتطوير الأهداف المتفق عليها على ان تجتمع بصفة دورية بمشاركة ممثلين عن الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة.
ومن المقرر ان يسلم الجيش الأميركي المسؤولية الأمنية بحلول نهاية الشهر الحالي لقوات الأمن العراقية البالغ عديدها حوالى 900 الف عنصر عليهم مواجهة تحديات داخلية وايضا الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه الاقليمية للعراق وذلك تنفيذا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين اواخر عام 2008.
وستبقي الولايات المتحدة مع ذلك 157 عسكريا و763 متعاقدا مدنيا على ارض العراق سيدربون القوات العراقية برعاية السفارة الأميركية.
وعلىالرغم من جاهزية القوات العراقية على صعيد الأمن الداخلي الا ان هذا الامر لا يعني انها باتت قادرة على منع كل الهجمات التي لا تزال تستهدف بشكل شبه يومي مناطق متفرقة في البلاد. ويبلغ عدد افراد القوات الأمنية العراقية حاليا حوالى 930 الفا بينهم 650 الف عنصر شرطة و280 الف جندي علما ان عدد عناصر القوة الجوية والبحرية يبلغ حوالى 10 آلاف مقاتل بحسب ارقام حكومية.
وكان رئيس هيئة اركان الجيش العراقي الفريق بابكير زيباري اعلن في وقت سابق ان القوات العراقية تحتاج إلى سنوات قبل ان تصبح جاهزة بشكل كامل للتعامل مع مسائل الدفاع الخارجي وانها لن تكون قادرة على تنفيذ كل مهام الدفاع الخارجي حتى ما بين عامي 2020 و2024 .
وأكد ان quot;العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن اجوائه حتى العام 2020 على اقل تقديرquot; مشيرا إلى أن quot;جيشا من دون تغطية جوية يتحول إلى جيش مكشوفquot;.
وفي وقت سابق تقدم العراق بطلب للحصول على 18 طائرة مقاتلة اميركية من طراز quot;اف-16quot; الا انه لا يزال يحتاج إلى سنوات لتسلمها ووضعها في الخدمة. وفشلت مفاوضات بين بغداد وواشنطن بشأن بقاء مجموعة صغيرة من المدربين الأميركيين في العراق بعد عام 2011 بعدما رفض العراق منح الجنود الأميركيين حصانة قانونية وهو ما يصر عليه الجيش الأميركي.
وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد اوستن اعلن الشهر الماضي انه ان كانت القوات الأمنية العراقية أثبتت كفاءتها في ما يتعلق بالأمن الداخلي الا ان الطريق امامها للتعامل مع الدفاع الخارجي لا تزال طويلة. واعتبر ان التركيز على الأمن الداخلي كان له تأثير على الاستعدادات للتعامل مع الدفاع الخارجي.
التعليقات