وصل اليوم إلى بغداد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا للمشاركة في حفل توديع قوات بلاده التي ستغادر العراق نهاية الشهر الحالي، بعد حرب استمرت تسع سنوات.


لندن: فيما يغادر اخر جندي اميركي العراق الاحد المقبل فقد وصل الى بغداد اليوم وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا للمشاركة في حفل لتوديع قوات بلاده الراحلة عن العراق بعد حوالي 9 سنوات من وجودها في هذا البلد .

وقال بانيتا في تصريح صحافي قبيل وصوله العاصمة العراقية ان quot;مهمتنا تقترب من نهايتها بعد ان قدمنا تضحيات كبيرة والكثير من القتلى الا اننا نجحنا في هذه المهمة التي كانت تتركز على تأسيس عراق يستطيع ان يحكم بنفسه وان يوفر الأمن لشعبهquot;. واضاف ان quot;العراق يملك اليوم جيشا يستطيع مواجهة التهديدات. لن يكون من السهل ان تواجه البلاد تحديات مثل الارهاب، والانقسامات الاقتصادية والاجتماعية لكننا وفرنا لهم فرص النجاحquot;.

وعلى الصعيد نفسه فقد قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى عودته الى بغداد اليوم مختتما زيارة الى واشنطن استمرت اربعة ايام quot;اننا نتطلع الى تعزيز العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية عبر اتفاقية الاطار الستراتيجيquot; . وأضاف ان المرحلة المقبلة من العلاقات مع الولايات المتحدة ستكون مختلفة عن السابقة مبينا ان العلاقة في السابق كانت في غالبها ذات طابع عسكري وامني واليوم وبعد ان أوشكت القوات الاميركية على اتمام انسحابها من العراق، رغم تشكيك البعض نجد ان المرحلة الثانية من اتفاقية الإطار الستراتيجي ستنفذ قريبا بعد اكتمال عملية الانسحاب نهاية الشهر الحالي.

واكد ان الهدف من زيارة واشنطن هو للتأكيد على ان العلاقة مع الجانب الاميركي لن تنتهي بانتهاء انسحاب القوات وان المرحلة الثانية ستكون علاقة ذات طابع مدني وتشمل جميع المجالات الثقافية والاقتصادية والتجارية. واضاف ان تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاقية الإطار الاستراتيجي سيدعم الاقتصاد العراقي وسيفتح المجال لتفعيل الجوانب التجارية والثقافية والتعليمية بالاضافة الى الاستفادة من الخبرات الاميركية في مختلف الجوانب.

وأشار الى ان الحكومة تسعى للاستفادة من خبرات الدول المتطورة مثل اليابان والصين وكوريا والولايات المتحدة في المجالات العمرانية والخدماتية، مضيفا ان من بين المشاريع التي ستنفذ خلال الموازنة الاتحادية هي مشاريع وزارة النقل لكونها مشاريع استراتيجية عملاقة ومن ابرز تلك المشاريع ميناء الفاو وشبكة السكك الحديدية والمطارات وغيرها.

وقال سيادته انه تم تخصيص مبالغ من موازنة عام ٢٠١٢ لبناء كاسر الأمواج وبقية الميناء ستبنى اما على نفقة العراق او عبر الاستثمار ، مضيفا ان الحاجة الان ليس في بناء الميناء فحسب بل في اقامة شبكة سكك حديدية عملاقة لأننا نريد ان يكون العراق ممرا تجاريا للتواصل مع بقية الدول.

وتغلق القوات الاميركية مركزها الرئيسي في بغداد اليوم الخميس لتسدل بذلك الستار على تسعة اعوام من حرب لم تتوقف منذ اجتياح البلاد عام 2003 لاسقاط نظام صدام حسين.

وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الاربعاء ان حرب العراق تمثل quot;نجاحا باهرا تطلب تسع سنواتquot;، مشيرا في الوقت ذاته الى quot;العمل الشاق والتضحياتquot; التي رأى انها كانت ضرورية لتحقيق ما تحقق. وتابع quot;ندرك جيدا الثمن الباهظ لهذه الحرب. اكثر من 1,5 مليون اميركي خدموا في العراق واكثر من 300 الف جرحوا وهناك آخرون اصيبوا بكدمات لا تراها الأعينquot;، في اشارة الى الجنود الذين عانوا من اضطرابات نفسية لدى عودتهم الى بلادهم.

واعاد الاميركيون بناء الجيش من الصفر وكذلك الشرطة ومؤسسات الدولة واطلقوا من جديد الاقتصاد الذي يقوم على الاستهلاك وذلك من خلال استيراد السيارات والاجهزة المنزلية، مع الفشل في تأمين الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة.

ويغادر الجنود الاميركيون العراق بحلول نهاية العام الحالي تاركين خلفهم 900 الف رجل امن عراقي يبدون جاهزين للتعامل مع التهديدات الداخلية، الا انهم يعجزون عن حماية الحدود البرية والجوية والمائية بحسب ما يقول مسؤولون عسكريون وسياسيون عراقيون واميركيون.

وهناك مخاوف اضافية بان العراق يمكن ان يتأثر بقوى اقليمية مثل ايران عدوة واشنطن.
كما يخشى عدد من المراقبين الاميركيين من عودة اعمال العنف الطائفية ويشككون في قوة الهياكل السياسية في العراق .