آخر تحديث الساعة 15:55 بتوقيت غرينيتش

قدمت روسيا الخميس مشروع قرار الى مجلس الامن يدين اعمال العنف في سوريا من قبل quot;جميع الاطرافquot;، وفي وقت قالت واشنطن إنها مستعدة للعمل مع موسكو على المشروع، اعتبرته فرنسا من جانبها حدثا عظيما.

قوات الأمن السورية تواصل اقتحامها البلدات والمدن التي تشهد احتجاجات ضد النظام


دمشق: يتظاهر المحتجون السوريون ضد الرئيس بشار الاسد في quot;جمعة الجامعة العربية تقتلناquot; لادانة جمود الجامعة العربية بينما اعلنت موسكو عن زيارة لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع من اجل اجراء quot;محادثات جديةquot; حول الازمة السورية.

وجاء اعلان موسكو غداة حديثها المفاجىء عن مشروع قرار تقدمت به في الامم المتحدة يدين اعمال العنف التي ترتكبها quot;جميع الاطرافquot; في سوريا.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من مئتي الف شخص تظاهروا الجمعة في شوارع مدينة حمص وسط البلاد.

وتواصل قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد ما ادى الى مقتل مدنيين اثنين الجمعة. وقدرت الامم المتحدة ان العنف في البلاد ادى الى مقتل اكثر من 5000 شخص منذ منتصف اذار/مارس.

اما روسيا التي عارضت حتى اليوم كل القرارات التي تدين قمع دمشق، فقدمت مشروع قرار في مجلس الامن الخميس.

ويشدد مشروع القرار الروسي على النقاط التي يرفضها الاوروبيون والاميركيون، حيث يدين العنف الذي ترتكبه quot;جميع الاطراف ومن ضمنه الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السوريةquot;، بحسب المحللين.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس ان الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع روسيا حول مشروع القرار الذي قدمته الى مجلس الامن، غير ان الاخير بنصه الحالي quot;يتضمن عناصر لا نستطيع دعمهاquot; بحسب اقوالها.

واشارت خصوصا الى وضع قوات الامن السورية والمعارضة quot;على قدم المساواةquot; من حيث المسؤولية عن العنف.

واليوم، اعلنت وكالات الانباء الروسية نقلا عن مصدر في الكرملين الجمعة ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع سيجري في روسيا مباحثات مع المسؤولين الروس بهدف انهاء الازمة التي تشهدها سوريا.

وقال المصدر الذي لم يكشف عن هويته quot;سيتم استقباله في موسكو لاجراء مباحثات جديةquot;. واضاف quot;هذه مساهمتنا للتوصل الى حل للازمة التي تثير بالطبع قلقناquot;.

ولم يوضح هذا المسؤول متى سيصل نائب الرئيس السوري الى موسكو بينما نفت السلطات الروسية انباء عن وصوله الجمعة الى موسكو.

وقال المعارض السوري بسام جعارة من مقره في لندن quot;لا يسع موسكو ان تواجه الغرب فترة طويلة. فمن خلال دعمها النظام السوري، تبدو موسكو وكأنها تدافع عن القاتلquot;.

ومع دخول الاحتجاجات في البلاد شهرها العاشر سارت تظاهرات في مختلف الانحاء تحت عنوان quot;الجامعة العربية تقتلناquot; ولاسيما قرب دمشق وفي ادلب (شمال غرب) وفي دير الزور (شرق).

ويرى المعارضون ان المهل العربية الممنوحة لسوريا قبل اتخاذ اجراءات ضد القمع quot;تمنح النظام الوقت لقتل المزيد من السوريينquot;.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان والتنسيقيات المحلية التي تقود التظاهرات على الارض عن quot;انتشار امني كثيف في محيط المساجدquot; في دوما وكفر بطنا قرب دمشق وحمص وحماة (شمال) ودير الزور وبانياس واللاذقية (شمال غرب).

كما افاد المرصد عن تعرض منطقة اللجاة في محافظة درعا quot;منذ صباح اليوم الجمعة لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية من قبل الجيش النظامي السوريquot;.

كما اكد مقتل مدني بيد قوى الامن في حي دير بعلبة في حمص التي تشكل مركزا للاحتجاجات ويحاصرها الجيش منذ اسابيع.

وافاد عن وفاة مدني متأثرا بجروح اصيب بها فجرا برصاص الجيش السوري في مدينة الحراك.

في هذه الاثناء يعقد المجلس الوطني السوري الذي يمثل غالبية تيارات المعارضة ضد نظام دمشق، اجتماعا يستمر ثلاثة ايام في تونس ليدير بشكل افضل ويسرع سقوط نظام بشار الاسد الذي يعد حتميا.

وقال رئيس المجلس برهان غليون عشية افتتاح المؤتمر الذي يبدأ مساء الجمعة لوكالة فرانس برس ان quot;الاسد انتهى وسوريا ستصبح ديموقراطية والشعب سيكون حرا ايا كان الثمنquot;.

واكد انه quot;يجب توحيد المعارضة لاعطائها مزيدا من القوة. علينا ان ننجز هذا المؤتمر بتنظيم اكبر وتوجهات اوضح ومزيد من الطاقةquot;، بينما ينتظر وصول حوالى مئتين من اعضاء المجلس الى العاصمة التونسية.

في هذا الوقت، اعلن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي الخميس ان اجتماع اللجنة العربية المكلفة الملف السوري سيعقد السبت في الدوحة بعد ان كان مقررا عقده في القاهرة، في حين تم تاجيل اجتماع لوزراء الخارجية العرب كان مزمعا اجراؤه في اليوم نفسه الى اجل غير مسمى.

واكد بن حلي ان المفاوضات متواصلة لدفع سوريا الى توقيع الخطة العربية لحماية المدنيين والتي تنص على ارسال مراقبين الى سوريا لتقييم الوضع ميدانيا ومحاولة انهاء القمع.

واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس ان الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع روسيا حول مشروع القرار الذي قدمته الى مجلس الامن والذي يدين اعمال العنف في سوريا.

واعتبرت كلينتون ان مشروع القرار بنصه الحالي quot;يتضمن عناصر لا نستطيع دعمهاquot;، مضيفة quot;للاسف يبدو ان الحكومة والمتظاهرين السلميين وضعوا على ما يبدو على قدم المساواةquot; من حيث المسؤولية عن العنف في سوريا.

الا ان وزيرة الخارجية الاميركية اضافت quot;سنقوم بدرس مشروع القرار بدقة، ولا بد من اشراك الجامعة العربية في درسه خصوصا انها تتصدر الرد على ما يحصل في سورياquot;.

وقالت كلينتون ايضا quot;نأمل في أن نتمكن من العمل مع الروس الذين يعترفون اخيرا وللمرة الاولى ان هذه المسألة تحتاج للدرس داخل مجلس الامن.

وفي وقت لاحق، اعرب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الخميس في برازيليا عن امله في ان quot;يتمكن المجتمع الدولي قريبا من انهاء عذاباتquot; الشعب السوري، في وقت قدمت موسكو بصورة مفاجئة مشروع قرار حول سوريا في الامم المتحدة.

وقال فيون عقب لقاء استمر قرابة الساعة مع الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف quot;تطرقنا الى الازمات التي تهدد السلام والامن الدوليين. جددت التعبير للرئيسة روسيف عن الرعب الذي تثيره في نفوسنا يوما بعد يوم المجازر التي يتعرض لها المدنيون في سورياquot;.

واضاف رئيس الوزراء quot;اتمنى ان يتمكن المجتمع الدولي قريبا من إنهاء العذابات التي يقاسيها الشعب السوريquot;، وذلك في تصريحات تزامنت مع تقديم روسيا مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يدين اعمال العنف في سوريا.

ويدين مشروع القرار العنف المرتكب quot;من قبل جميع الاطراف ومن ضمنه الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السوريةquot;.

وسارع السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارنو الى اصدار بيان اشاد فيه بهذا quot;الحدث العظيمquot;.

وقال ارنو في البيان الذي نشر على موقع البعثة الفرنسية لدى الامم المتحدة على الانترنت quot;اعتقد ان الحدث اليوم هو حدث عظيم، لان روسيا قررت اخيرا الخروج عن جمودها وتقديم قرار عن سورياquot;.

وكررت فرنسا الجمعة تحفظاتها على مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا الى مجلس الامن الدولي الخميس معتبرة انه quot;من غير المقبول المساواة بين قمع النظام السوري ومقاومة الشعب السوريquot;.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية quot;نحن في بداية المفاوضاتquot; لكن الامر quot;ملحquot;. واضاف ان quot;مجلس الامن الدولي يجب ان يدين هذه الجرائم ضد الانسانيةquot;.

وتابع ان فرنسا quot;تعتبر قرار روسيا الاعتراف بان التدهور العميق للوضع في سوريا يتطلب قرارا في مجلس الامن تطورا ايجابياquot;.

وتؤكد الامم المتحدة ان اكثر من خمسة الاف شخص قتلوا في سوريا منذ الخامس عشر من اذار/مارس الماضي تاريخ اندلاع الاحتجاجات في سوريا.