أدان مجلس الأمن بعد مفاوضات شاقة الانفجارات في دمشق

أخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى قرار بشأن سوريا، لكن المجلس أدان في بيان له الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق، بينما شكك دبلوماسيون غربيون في أن تسمح دمشق للمراقبين العرببالعمل بفاعلية،فيما اكد بان كي مون ان البعثة يجب ان تتمكن من التحرك quot;من دون معوقاتquot;.


نيويورك: أدان مجلس الامن الدولي الجمعة الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مركزين أمنيين في دمشق لكنه أخفق في التوصل الى توافق بشأن الازمة في سوريا وسط تبادل للانتقادات اللاذعة بين سفيري روسيا والولايات المتحدة.
وحمل سفير روسيا فيتالي تشوركين بعنف على سفيرة الولايات المتحدة سوزان رايس معتبرا انها تستخدم ضده quot;مجرد حشو كلام من قاموس ستانفوردquot;.

وكانت رايس خريجة هذه الجامعة المخصصة للنخبة في كاليفورنيا وصفت دعوة تشوركين الى التحقيق في الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي في ليبيا بانها quot;محاولة رخيصةquot; لتحويل الانتباه عن سوريا.
وقالت ان طلب روسيا هو quot;مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه الحلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبيquot;.

وأدان المجلس في بيان صدر بعد مفاوضات شاقة بين الدول ال15 الاعضاء quot;باشد العبارات الهجومين الارهابيينquot; اللذين اسفرا عن 44 قتيلا على الاقل الجمعة في دمشق، حسب السلطات السورية.
واتهمت السلطات السورية تنظيم القاعدة بتنفيذ هذين الهجومين الانتحاريين لكن المعارضة السورية اتهمت نظام بشار الاسد بشنهما، لذلك عبر مجلس الامن عن تعازيه الى quot;الضحايا واسرهم والشعبquot; السوري متجاهلا الحكومة.

وقال البيان ان اعضاء المجلس quot;يعبرون عن تعازيهم الصادقة لضحايا هذه الاعمال المقيتة ولأسرهم ولشعب سورياquot;. وعادة، يعتمد المجلس صيغة واحدة لادانة الهجمات الارهابية تعبر عن التعاطف مع الحكومة.
وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان بان يشعر quot;بقلق عميقquot; من تصاعد العنف لكنه اكد انه على الاسد تطبيق خطة السلام التي تقدمت بها الجامعة العربية بالكامل لانهاء عشرة اشهر من العنف في البلاد.

وتقول الامم المتحدة ان عدد قتلى هذا العنف بلغ خمسة آلاف شخص.
واضاف نيسيركي ان بان يدعو الى تغيير سياسي quot;يتمتع بالمصداقية وشامل وشرعيquot; في سوريا، مؤكدا انه على السلطات السورية تطبيق خطة السلام العربية quot;بشكل كامل وسريعquot;.

وشكك الدبلوماسيون الغربيون في ان تسمح دمشق للمراقبين بالعمل بفاعلية، بينما اكد بان كي مون ان البعثة يجب ان تتمكن من التحرك quot;بدون معوقاتquot;.
وقدمت روسيا الجمعة مشروع قرار بشأن الازمة رفضته الدول الغربية فورا معتبرة انه ما زال لا يتمتع بالحزم الكافي حيال الاسد.

ودعا المبعوثون الغربيون الى فرض حظر على شحن الاسلحة الى سوريا كما رفضوا اصرار روسيا على المساواة بين المعارضة والقمع الذي تمارسه السلطات السورية.
وقال السفير الالماني لدى المنظمة الدولية بيتر فيتيغ ان الدول الاوروبية تأمل في ان يتضمن المشروع دعما اقوى لقرار الجامعة العربية التي فرضت عقوبات على سوريا.

واضاف انه ينبغي ان يدعو القرار الى quot;الافراج عن السجناء السياسيينquot; وان quot;يعبر بوضوح عن ضرورة احالة مرتكبي انتهاكات حقوق الانسان على القضاءquot;. ورأى ان المقترحات الروسية quot;ليست كافيةquot;.
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار يدين العنف الذي تمارسه السلطات السورية ويهدد بفرض عقوبات.

ورسم تشوركين حدود اي قرار مقبل. وقال في مؤتمر صحافي quot;اذا كان المطلوب هو اسقاط كل اشارة الى العنف الصادر عن المعارضة المتطرفة، فهذا لن يحدثquot;.
واضاف quot;اذا كانوا يتوقعون منا ان نفرض حظرا على الاسلحة، فهذا لن يحدثquot;.

وتابع تشوركين quot;نعلم تماما ماذا يعني حظرا على السلاح. هذا يعني، وقد شهدناه في ليبيا، عدم السماح بتزويد الحكومة بأسلحة، ولكنه (يعني) ان الجميع يستطيعون تقديم اسلحة الى مجموعات معارضةquot;.
ودعا تشوركين هذا الاسبوع الى اجراء تحقيقات في الضربات التي وجهها الحلف الاطلسي الى ليبيا، ما اثار غضب الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت السفيرة الاميركية ان طلب روسيا هو quot;مناورة لصرف الانتباه عن ملفات اخرى وتشويه النجاح الذي حققه حلف الاطلسي وشركاؤه ومجلس الامن في حماية الشعب الليبيquot;.
واضافت ان تصريحات نظيرها الروسي quot;ادعاءات مزيفة وكلام طنانquot; وquot;محاولة رخيصةquot; لتحويل الانتباه عن سوريا.

اما السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو فقال انها quot;خدعةquot;.
واشار السفير الروسي الى تصريحات الرئيس باراك اوباما بشأن رغبته في تحسين العلاقات مع الاسرة الدولية والامم المتحدة.

وقال تشوركين quot;اذا كانت هذه نيتهم فعلا فعليهم استخدام عبارات افضل quot;من حشو الكلمات القادمة من قاموس ستانفوردquot;. واضاف quot;هذه ليست اللغة التي ننوي استخدامها لمناقشة القضايا مع شركائنا في مجلس الامن الدوليquot;.