طالبت قوى لبنانية من حكومة نجيب ميقاتي عدم التخلي عن المحكمة الدولية الناظرة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.


بيروت: حذرت قوى سنية دينية وسياسية لبنانية اليوم الخميس الحكومة المقبلة من quot;التخليquot; عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، معتبرة ان هذا الامر سيشعر quot;غالبية اللبنانيين بالغلبة والاستفزازquot;.

وجاء التحذير في بيان تلاه الوزير السابق عمر مسقاوي عقب اجتماع ديني وسياسي في دار الفتوى في بيروت حضره رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي ورؤساء حكومات سابقين بينهم سعد الحريري ونواب سنة ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ومجلس المفتين.

واوضح البيان quot;ان اي تخل سافر او مضمر في برنامج عمل الحكومة المنوي تشكيلها عن التزامات لبنان تجاه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يشعر اهالي الشهداء والغالبية من اللبنانيين بالغلبة والقهر والتشفي والاستفزاز والتخلي عن حقهم بالعدالةquot;.

ويطالب حزب الله الذي يتوقع ان توجه المحكمة المكلفة النظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الاتهام اليه، بالغاء بروتوكول التعاون مع المحكمة، وسحب القضاة اللبنانيين منها ووقف تمويلها.

وتتهم قوى 14 آذار (سعد الحريري وحلفاؤه) ميقاتي بتقديم تعهدات لحزب الله الشيعي وحلفائه بفك ارتباط لبنان مع المحكمة. وتعتبر هذه القوى ان تكليف ميقاتي الذي حصل على دعم نواب حزب الله وحلفائه، جاء عبر quot;ترهيب النوابquot; وquot;الاستقواء بسلاحهquot;.

وكان سعد الحريري خسر بعد سقوط حكومته في 12 كانون الثاني/يناير اثر استقالة وزراء حزب الله وحلفائه منها، الغالبية داخل البرلمان بعدما غير عدد من النواب مواقعهم السياسية. واثار تكليف ميقاتي حركة احتجاجات واسعة بين مناصري الحريري الذين نددوا بتجاوز زعيمهم، الشخصية الاكثر شعبية في الطائفة السنية، نتيجة ما اعتبروه quot;فرض حزب الله لمرشحهquot;.

وراى البيان الصادر عن اجتماع اليوم ان quot;الظروف المحيطة بالتكليف فيها الكثير من التجاوز والاخلال والتجاهل لارادة الناخبين والتعدي على خياراتهمquot;.

وطالب quot;الرئيس المكلف بالتبصر في مواقفهquot;، منتقدا quot;الاصرار على الترهيب بالسلاح (...) وتجاهل نتائج الانتخابات الوطنية الديموقراطية (...) وتعطيل العدالة والتنكر لدماء الشهداءquot;. وحذر البيان quot;من كل هذا العبث والتلاعب بمصائر الوطن والدولة والمجتمع الذي لا يقبله الحريصون على السلم الاهلي وعلى التوافق الوطني، ولا نظن ان الرئيس المكلف يقبله ايضاquot;.