يستبعد خبراء أن تكون الولايات المتحدة الأميركية مصدر إلهام الثورات في الدول العربية.


رغم تشابه الأجواء التي أطلق من خلالها المصريون مصطلح quot;يوم الغضبquot; على اليوم الذي سعوا من خلاله إلى الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك نهاية الشهر الماضي مع الأجواء التي استخدم من خلالها سكان مدينة شيكاغو الأميركية نفس العبارة للمطالبة بإعادة القوات الأميركية المشاركة في حرب فيتنام، إلا أن ذلك المصطلح يحظى بجذور عربية، وليست أميركية، مع تباين نتائج الاحتجاجات هنا وهناك.

وفي هذا الصدد، قالت اليوم صحيفة quot;لوس أنغلوس تايمزquot; الأميركية إن هذا المصطلح الذي ذاع صيته خلال الآونة الأخيرة بفضل استخدامه من جانب الناشطين المصريين الشبان لإسقاط النظام السابق، قد سبق وأن تم استخدامه من قَبل في حقبة مختلفة، ومن أجل صراع مختلف، من جانب مجموعة من الشبان والفتيات، حيث استمر تظاهرهم في شوارع الساحل الذهبي وغيرها من الأحياء التابعة لشيكاغو على مدار أربعة أيام، وهي الأيام التي عرفت بعد ذلك باسم quot;أيام الغضبquot;.

واُعتُبِرت تلك التظاهرات التي اندلعت في تشرين الأول / أكتوبر عام 1969، التي تلتها حملة تفجير تحت الأرض لمدة ست سنوات، بمثابة البداية وفي بعض الطرق النهاية لتمرد شعبي عنيف في أميركا أواخر القرن العشرين. لكن يوم الغضب الذي شهدته مصر كان على النقيض، حيث تسبب في الإطاحة بنظام بأكمله خلال 18 يوماً. ومنذ ذلك الحين، بدأت تندلع أيام غضب أخرى على مدار الأسبوعين الأخيرين مثل القنابل العنقودية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لكنى حتى مع تشابه الكلمات والعبارات، فإن واحداً من ثوار شيكاغو الأصليين كان من بين هؤلاء الأشخاص الذين سخروا من فكرة أن أي إلهام للاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال الآونة الأخيرة كان مصدره أميركا. ونقلت الصحيفة عن ذلك الشخص الذي يدعى بيل آيرز، وهو الشريك المؤسسة لمجموعة شبان وفتيات شيكاغو الذين أطلقوا على أنفسهم حينها اسم خبراء الأرصاد الجوية، قوله :quot; أشك في أنهم يقصدون أي ارتباط حقيقي بنا. فهم يشعرون تماماً بهويتهم ، وأعتقد أنهم لا يُقدِّرون الإيحاء الذين حصلوا عليه من بعض النصوص الأميركيةquot;.

من جانبه، قال أسعد أبو خليل، الأستاذ الجامعي لبناني المولد، إن محاولة البحث عن التأثيرات الغربية في ثورات الشعوب الأصلية تحيد عن السياق. وتابع: quot;أتفهم أنه من الصعب للغاية على الرجال البيض أن ينظروا إلى المواطنين الأصليين وهم يتصرفون بطريقة مُلهِمة ومُسبِّبة لكثير من الاهتمام دون أن يأملوا في أن يُنسَب إليهم الفضلquot;.

وأكمل حديثه بالقول: quot;عندما يتظاهر المسلمون أو العرب بطرق تتسم بالعنف، وبطرق لا يحبذها الغرب، فإنهم يلامون، وأود أن أكون مخطئاً، على الإسلام أو بعض من الجوانب الغريبة للثقافة العربية. لكن عندما يتظاهر العرب بطريقة تكون ملهمة، وبطريقة تجعل الناس المقيمين حتى في ويسكونسن أن ينظروا إليهم على أنهم نموذج، فإن الغرب يعتقد حينها أنهم لم يقوموا بذلك بأنفسهم، ويعتقدون أنهم نجحوا في القيام بذلك بعد تلقي الدعم من جانب بعض الغربيين الذين لابد وأنهم قد ألهموهمquot;.

في حين رأى البعض ثمة ترابط بين ما حدث في مصر وما شهدته شيكاغو من قبل، حيث قال طالب جامعي يدعى أيمن شاهين، عمره 22 عاماً، سبق له أن نشأ في مصر ويعيش حالياً في هولندا، بعد أن أطلق صفحة على فايسبوك تحت اسم quot;يوم غضب مصرquot;، إنه كان مدركاً لتلك العلاقة بين أحداث مصر الأخيرة وتظاهرات شيكاغو.

وفي الختام، نقلت الصحيفة عن مارك رود، وهو أيضاً من ثوار مجموعة خبراء الأرصاد الجوية الأصلية، قوله إن المنظمين في شيكاغو خططوا في الأساس لكي يطلقوا على أعمال الشغب هناك quot;عمل شيكاغو الوطنيquot;، رافعين شعار quot;أعيدوا القوات المشاركة في الحربquot;. ولم يسبق لنا أن أطلقنا عليه quot;أيام الغضبquot;. بل جاء هذا الاسم من وسائل الإعلام. وأنا سعيد لاستخدام الشباب حول العالم ذلك المصطلحquot;.