عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه من أن يكون الزعيم الليبي لديه القدرة على التمسك بالسلطة وحث زعماء المنطقة على مواصلة الإصلاحات.


واشنطن: قال الرئيس الاميركي باراك أوباما الجمعة ان العالم quot;يضيق الخناقquot; على الزعيم الليبي معمر القذافي، الا انه اقر بانه quot;قلقquot; من ان يكون القذافي لديه القدرة على التمسك بالسلطة. وأعلن أوباما عن تعيين مبعوث سيتم إرساله الى قوات المعارضة الليبية في اطار جهود quot;لتغيير التوازنquot; العسكري في ليبيا، محذراً من أن على العالم واجب منع وقوع مجزرة في ليبيا مماثلة لتلك التي حدثت في رواندا او البوسنة.

ودافع أوباما كذلك عن الجهود التي قام بها حتى الان لزحزحة القذافي من السلطة، وسط انتقادات بانه تباطأ في الرد على ما يحدث في ليبيا، واكد انه يعمل على تقييم دعم دول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لفرض حظر جوي فوق ليبيا.

وقال quot;بشكل عام نحن نضيق الخناق تدريجيا على القذافيquot;. وكان أوباما يتحدث في مؤتمر صحافي في البيت الابيض كان مخصصا لمناقشة ارتفاع اسعار النفط ولكن هيمنت عليه الثورة الليبية وكارثة التسونامي في اليابان.

الا ان أوباما قدم فكرة عن السياسة الاميركية بشأن حملة القمع التي يقوم بها القذافي ضد قوات المعارضة الليبية وقدراته على التمسك بالسلطة. واضاف quot;انا قلق حيال ذلك. القذافي يملك مخازن للاسلحة، ولديه ليس فقط بعض القوات التي لا تزال موالية له، ولكن توجد كذلك تقارير بانه يوظف مرتزقةquot;.

وتابع quot;علينا ان نواصل ممارسة الضغطquot;، مضيفا ان على العالم ان يحاول quot;تغيير التوازنquot; عسكريا في ليبيا وكذلك في اوساط المقربين من القذافي. الا ان أوباما لم يكشف عن ما اذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها فكروا في تسليح قوات المعارضة الليبية.

واعلن الرئيس الاميركي عن طريقة جديدة للتواصل مع الثوار الليبيين المعارضين لحكم القذافي، وذلك غداة تصريح وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون انها ستلتقي شخصيات بارزة من المعارضة الليبية الاسبوع المقبل. وقال أوباما ان بلاده قررت انه quot;من المناسب تعيينquot; مبعوث يتعامل مع المعارضة الليبية ويساعدها على تحقيق اهدافها.

واضاف quot;قررنا انه من المناسب بالنسبة لنا تعيين ممثل تكون مهمته المحددة التفاعل مع المعارضة تحديد الطرق التي نستطيع من خلالها تقديمquot; مزيد من المساعدة لهم. ورغم التردد الاميركي لفرض حظر جوي فوق ليبيا، المح أوباما الى ان القوات الدولية يمكن ان تتحرك في حال اصبح خطر وقوع مجزرة بين المدنيين وشيكا.

واكد أوباما ان quot;الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عليهما واجب القيام بكل ما يقدرون عليه للحيلولة دون تكرار ما حدث في البلقان في التسعينات وما حدث في روانداquot;. واضاف ان وقف عمليات قتل المدنيين هي احد الاسباب التي دفعت الغرب الى القيام بمراقبة جوية متواصلة فوق ليبيا.

واعلنت الولايات المتحدة انها ستبدأ قريبا في ارسال فرق مساعدة انسانية الى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في شرق ليبيا، ولكنها قالت ان هذه الخطوة يجب ان لا تعتبر تدخلا عسكريا. كما دعا أوباما الزعماء العرب في الشرق الاوسط وشمال افريقيا الى تبني quot;عملية التغييرquot; التي وصفها بانها quot;فرصة عظيمةquot; للمنطقة لتطبيق الاصلاحات. وقال أوباما انه quot;من مصلحة المنطقة برمتها .. اصلاح نفسها سياسيا واقتصاديا حتى يمكن الاستفادة من الشباب الموهوب الرائع في تلك المنطقةquot;.

وفيما يشهد العالم العربي موجة من الاحتجاجات، قال أوباما quot;لقد كانت رسالتي الدائمة لقادة تلك المنطقة هي ان عملية التغيير هذه يمكن ان تكون فرصة عظيمة للشرق الاوسط .. لانهم لو استفادوا من الشباب الموهوبين، فبامكانهم البدء في رؤية نمو اقتصادي في تلك المنطقة مثل الذي نراه في مناطق اخرى من العالمquot;. واضاف quot;لا يوجد سبب يمنع دول الشرق الاوسط من تحقيق نفس معدلات النمو التي نشهدها في الصين والهندquot;.