رفض الفلسطينيون بشدة القرار الإسرائيلي القاضي باقتطاع جزء من مقبرة باب الرحمة في القدس وتحويله إلى حديقة توراتية.


قررت المحكمة العليا الإسرائيلية، اقتطاع جزء من مقبرة باب الرحمة، لتحويله إلى حديقة توراتية ومنع المسلمين من دفن موتاهم فيها ابتداء من بداية الشهر الجاري. جاء هذا القرار بعد العديد من الدعاوى المقدمة للمحكمة الإسرائيلية من قبل اليمين الإسرائيلي ومستوطني جمعيّتي (العاد) و(عطرات كوهنيم) ودائرة quot;منع المسّ بالآثار الإسرائيليةquot;.
ويأتي هذا القرار بعد قرارات إسرائيلية سابقة لمنع المقدسيين من دفن موتاهم فيها، كان آخرها القرار الذي أصدره وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، آفي ديختر في العام ‬2007، بمنع الدفن في الجزء الجنوبي من quot;باب الرحمةquot;.

أهمية المقبرة
تعدّ مقبرة باب الرحمة الواقعة عند السور الشرقي للمسجد الأقصى، والواقعة عند سور الحرم القدسي الشريف في الشرق من مدينة القدس، من أقدم الآثار الإسلامية في القدس حيث يمتدّ تاريخها لحوالى 1400 سنة. وتحوي رفات الصحابيين عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، كما دفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والقتلى، وهي تكتسب أهمية خاصة لدى المسلمين، خلافا لما ادعاه الإسرائيلي بأنها حديقة يهودية توراتية.
هذا ما أكد عليه الشيخ الخطيب، quot;لإيلافquot; قائلاً:quot; إن دعوة قضائية رفعت من قبل اليمني اريه كنغ، عضو حركة موليدت الاستيطانية، أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، مدعياً بأن جزءاً من مقبرة باب الرحمة الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، بمساحتها بدونم ونصف تقريباً، يعتبر حديقة يهودية توراتية يجب الحفاظ عليها لصالح دائرة الحدائق الوطنية وعدم السماح للمسلمين باستخدامها كمقبرة لدفن موتاهم فيهاquot;.
ويذكر أن تلك المنطقة تسمى مقبرة السلونة لقربها مباشرة من بلدة سلوان المستهدفة من قبل الجمعيات الاستيطانية والمستوطنين المتطرفين، وتبلغ مساحة مقبرة باب الرحمة نحو ٢٣ دونماً وتمتد من باب الأسباط، الباب الشمالي الشرقي، حتى نهاية جدار المسجد الأقصى المبارك بالقرب من القصور الأموية من الجهة الجنوبية الشرقية، مشيراًإلى أن هذه المقبرة من المقابر التاريخية في مدينة القدس.

سياسات إسرائيليةمشددة
الشرطة الإسرائيلية فرضت سياسات خاصة بحق المسلمين المقدسيين، إذ أفاد الشيخ عزام الخطيب، مدير الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، quot;لإيلافquot;، بأن الشرطة الإسرائيلية نصبت عدداً من الكاميرات على أسوار البلدة القديمة وخاصة على باب الأسباط مقابل مدخل مقبرتي الرحمة واليوسيفية، والتي تمكّنها من مراقبة عملية الدفن، والتدخل فوراً عند اقتراب أي جنازة من هذا الموقع، وتقوم بمنع أي عائلة من الحفر أو الدفن في هذه المنطقة.
وأكد الشيخ الخطيب أن المستوطنين يعترضون معظم مراسم تشييع وفيات الإسلام المتجهة إلى المقبرة، وذلك من خلال مراقبتها عبر الكاميرات المحيطة بالمنطقة، معتبرين المكان حديقة عامة ولا يجوز دفن الموتى فيها إلا بإذن من وزير الصحة، وهو إذن لا يمكن الحصول عليه طبعا لان هناك مخططا استيطانيا تم إقراره لجميع المنطقة .

ولم يكتف المستوطنون بذلك بل توجهوا إلى المحكمة العليا وطالبوا بإغلاق القبور التي تم حفرها ومنع أي مراسم دفن إضافي في المكان، الذين أفلحوا في الحصول على قرار جديد للمحكمة العليا، يمنع حفر القبور، إضافة إلى منعهم من دفن الموتى.


الأوقاف الإسلامية: لا نعترف بالقضاء الإسرائيلي
دائرة الأوقاف الإسلامية لم تكن طرفاً في مثل هذه القضايا ولا طرفا في القضايا التي تخص أماكن الوقف الإسلامي، لأنها وكما أردف الشيخ الخطيب quot;لا تعترف بالقضاء الإسرائيلي، خاصة وان الأمر يتعلق بمقدسات المسلمين من مقابر خاصة وأنها تعد جزءا أساسيا من مقبرة باب الرحمة، مؤكداً أن أي قرار يصدر عن المحكمة العليا الإسرائيلية هو من طرف واحد، وغير ملزم لدائرة الأوقاف خاصة، وان القدس حسب كافة الأعراف والقوانين الدولية مدينة محتلة لا تنطبق عليها القوانين الإسرائيليةquot;.
فمن جهته، أدان الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الذي يقضي باقتطاع جزء من مقبرة quot;باب الرحمةquot; ويمنع المسلمين المقدسيين من دفن موتاهم فيها ابتداء من 10 آذار الجاري رضوخاً لليمين الإسرائيلي ومستوطنيه.