الرئيس الأميركي باراك أوباما يوجّه الخميس خطاباً إلى العالم العربي |
يوجّه الرئيس أوباما الخميس خطابًا إلى العالم العربي يتناول فيه الثورات التي تشهدها المنطقة وقضية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واشنطن: يتوجه الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس بخطاب إلى العالم العربي، يتطرأ خلاله للثورات التي تشهدها المنطقة وقضية السلام المتعثرة بين إسرائيل وفلسطين.
وسيسعى أوباما إلى إعادة تعزيز صلته بالمنطقة بعد الاتهامات التي تعرضت لها إدارته بالتلكؤ وعدم تبني موقف موحد في دعم الثورات الشعبية، التي أحدثت انقلابًا في السياسة، التي ظلت الولايات المتحدة تتبعها منذ عقود عدة في الشرق الأوسط.
وقال البيت الأبيض إن الخطاب سيركز على الثورات المندلعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، غير أن مقربين من الرئيس أوباما قالوا إنهم لا يرجّحون اغتنامه هذه الفرصة السانحة لإعلان استراتيجية شاملة تحلّ محل الطريقة التي تعامل بها مع كل ثورة على حدة، كما فعل مع أصدقاء واشنطن في مصر واليمن وخصومها في ليبيا وسوريا.
وقالت صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; الإسرائيلية، إن اوباما سيدعو اسرائيل في سياق الخطاب إلى الانسحاب الى حدود عام 67 مع اجراء تعديلات حدودية سيتم الاتفاق عليها مع الجانب الفلسطيني.
وأضافت الصحيفة، الصادرة اليوم الثلاثاء، أنها حصلت على مسودات مختلفة لخطاب أوباما، وأن الرئيس الأميركي سيؤكد كذلك رفضه فكرة الاعلان عن دولة فلسطينية مستقلة quot;بشكل احادي الجانبquot;.
وحسب هذه المسودات، سيدعو أوباما في خطابه الفلسطينيين والإسرائيليين إلى العودة الى طاولة المفاوضات، مع تأكيده على ضرورة وقف البناء في المستوطنات، وعلى اعتبار القدس عاصمة للدولتين اللتين تعيشان جنبًا الى جنب بسلام .
عباس يستبعد السلام في ظل الاستيطان
بالنسبة إلى الموقف الفلسطيني من قضية السلام المتعثرة استبعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاثنين العودة للمفاوضات، في ظل الاستيطان الذي قال إن استمراره يعمّق الاحتلال.
وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي جورجيو نابوليتانو في مدينة بيت لحم quot;إن الاستيطان الإسرائيلي يعمّق الاحتلال، ومن العبث الحديث عن السلام مع استمرار الاستيطان، والاحتلال أسوأ ما يمكن أن يعانيه شعب من الشعوبquot;.
وقال quot;لا يوجد أي تبرير لاستمرار الاستيطان وسبق أن وافقنا على خارطة الطريق وبذلنا جهودنا بعد مؤتمر أنابوليس للتقدم ووصلنا إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية السابقة لكن الحكومة الحالية جمدت كل شيء.quot;
وأكد عباس quot;أن المصالحة الموقعة بين حركتي فتح وحماس لا تتناقض أبدًا مع السلام، ورغم أن الجانب الإسرائيلي كان يتذرع بالانقسام، إلا أنهم الآن يشنّون حملة إعلامية ضد المصالحةquot;.
وجدد التأكيد على quot;أن الحكومة المقبلة ستكون من المستقلين، وبرنامجها هو برنامج منظمة التحرير الفلسطينيةquot;. وقال عباس quot;بعد 63 عامًا من النكبة وتشرد الفلسطينيين واحتلال أرضنا، آن الأوان أن تدرك إسرائيل أن هذا الشعب لا يتلاشى ولا ينسى، وأن الفرصة لحلّ تاريخي ما زالت قائمةquot;، وشدد على أنه quot;إذا لم يتوقف الاستيطان لا نستطيع أن نعود للمفاوضاتquot;.
مطالبة واشنطن بدفع عملية السلام
وطالب عباس الولايات المتحدة quot;بدفع عملية السلام والمفاوضات إلى الأمام على أساس المرجعية الواضحة التي وردت في خطة خارطة الطريق، والمبادرة العربية للسلام، والبيان الخماسي الذي صدر أخيرًا باسم مجلس الأمنquot;.
وقال quot;هذه الأسس التي نتمنى على الرئيس باراك أوباما أن يتحدث عنها، والوقت قصير، لكن ما زال هناك وقت لاستئناف المفاوضات على أساس حل الدولتينquot;.
وأشار عباس إلى quot;أن حماس قوة سياسية موجودة على الأرض وجزء من الشعب الفلسطيني، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، والجامعة العربية، ومجلس الأمن وعبر إصداره القرار 1860، يدعو إلى إجراء المصالحة برعاية مصرية، كما أكد مؤتمر انابوليس أنه لا تطبيق لأي اتفاق من دون المصالحةquot;.
وقال إن quot;المصالحة الوطنية التي وقعت أخيرًا هي مصلحة فلسطينية عليا ستعزز فرص السلام، وتحقق هدف السلام المتمثل في إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقيةquot;.
وأكد quot;أن الحكومة التي ستشكل هي حكومة كفاءات تكنوقراط، مهامها محددة، وهي إعادة إعمار قطاع غزة، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، ويكون برنامجها هو برنامج الرئيسquot;.
ووقعت حركتا فتح وحماس أخيرًا اتفاق مصالحة في القاهرة، ينص على تشكيل حكومة مستقلين، مهمتها التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام.
الرئيس الإيطالي يعلن دعمه السلطة
من جانبه، أكد الرئيس الإيطالي quot;دعم إيطاليا السلطة الفلسطينية في جهودها من أجل إحلال السلام وإنهاء الصراع العربي الإسرائيليquot;.
وقال quot;نحن ملتزمون ببناء السلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني من أجل خلق دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب إسرائيل، وفق حل الدولتين، ونأمل أن تكون الأشهر المقبلة خصبة لإطلاق عملية التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق سلام، ولكن يجب أن لا ننتظر حتى سبتمبر/أيلول حتى نعيد الحوار بين الأطرافquot;، في إشارة إلى مساعي السلطة الفلسطينية إلى انتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف الرئيس الإيطالي quot;يجب الإصغاء إلى البيانات التي أصدرها الرئيس عباس، والتي تتناول قضية المصالحة وتشكيل الحكومة الفلسطينية الملتزمة ببرنامج الرئيس عباسquot;.
وتابع أن quot;الحكومة الجديدة يحفظ فيها الرئيس عباس اختصاصه بالقيام بالمفاوضات، وتتحرك وفق مبادئ اللجنة الرباعية، وهذه ضمانة لمن يريد التفاوض وقيام دولة فلسطينية مستقلةquot;.
التعليقات