لندن: أفادت تقارير أن المعارضة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد تواجه انقسامات داخلية وشعوراً متزايداً بالإحباط بعد ثلاثة أشهر، بدا أن حركة الاحتجاج وصلت في نهايتها الى طريق مسدود.

وبخلاف مصر وتونس، حيث تنازل الرئيس بطريقة سريعة وسلمية نسبيًا، فإن المحتجين السوريين أخذوا يدركون ان إسقاط النظام السوري، الذي لم يتورع عن قتل مئات بنيران قواه الأمنية واعتقال آلاف آخرين للبقاء في السلطة، مهمة اصعب.

ومع اقتراب عدد القتلى من 900 قتيل، بعد سقوط 76 شخصًا في نهاية الاسبوع الماضي، بدأ المحتجون يفكرون في خطواتهم التالية. ونقلت صحيفة الغارديان عن الطبيب المعارض وليد البني، الذي اضطر الى الاختفاء، ان ما يريده السوريون هو الكرامة والحرية، وان يكونوا قادرين على اختيار حكومتهم بحرية، quot;وعدا ذلك ليس هناك اتفاق يُذكرquot; بينهم، على حد تعبيره.

وتختلف اطراف حركة الاحتجاج حول التفاوض أو رفض الحوار مع الحكومة وحول التكتيكات التي يتعين اعتمادها في الشارع وحتى حول موعد انطلاق التظاهرات، وما إذا كانت قد بدأت قبل الأوان. وقال محتج في العشرينات من العمر في مدينة حمص quot;ربما كان علينا ان ننتظر، ونكون أحسن تنظيمًا قبل النزول الى الشارعquot;.

وقالت أم خرج ابنها للمشاركة في التظاهرات إنها اقترحت إرساله الى مصر ليتعلم من ناشطيها quot;ولكن الثورة في مصر وتونس ألهبت حماسته وحماسة رفاقه، حتى انهم لم يتمكنوا من الانتظارquot;. ولكن ناشطين آخرين قالوا إنهم لم يريدوا تفويت الفرصة التي اتاحتها الانتصارات الأولى للربيع العربي.

ونقلت صحيفة الغارديان عن دبلوماسي في دمشق ان كثيرين في المناطق الحضرية بعيدون عن الانتفاضة ذات الطابع الريفي أساسًا، وان للجماعات القبلية اعرافها الخاصة، التي تقضي بالثأر للقتيل من افرادها.

وحين اعلنت الحكومة في 13 ايار/مايو اجراء حوار وطني، يبدو الآن وعدًا فارغًا بصورة متزايدة، لاقى إعلانها ردود أفعال متباينة من اقطاب المعارضة. فإن معارضين مخضرمين مثل الكاتب العلوي لؤي حسين، الذي التقى مبعوثين من النظام، دعا الى التفاوض.

لكن آخرين، مثل الناشطة الحقوقية رزان زيتونة، رفضوا أي شكل من اشكال الاتصال. ونقلت صحيفة الغارديان عن زيتونة انها ترفض الحوار بشدة قبل وقف العنف واطلاق سراح جميع السجناء السياسيين.

ويرى مراقبون ان انعدام التنسيق، الذي يكشف عنه هذا التباين في المواقف، أبعد آخرين كانوا سينضمون الى حركة الاحتجاج في وضع من الاستقطاب الناجم من شهرين من التظاهرات.

ويضم دعاة التغيير فئات من كل الأعمار ومستويات التعليم والانتماءات الدينية، ولكن الشباب اساسًا هم الذي ينزلون الى الشوارع. وقالت امرأة متوسطة العمر إن آخرين حين يرون شبانًا يتظاهرون بالبدلات الرياضية أو ينظرون الى من يخرجون في المناطق الريفية لا يشعرون انها حركة يمكن ان يرتبطوا بها.

وقالت متخرجة جامعة ومهنية في دمشق انها تريد التغيير quot;ولكن هؤلاء الناس لا يعرفون ماذا يريدونquot;. ما بدأ هي مطالب متفرقة، من الغضب على تعذيب اطفال في درعا الى الاحتجاج على فساد المحافظ في حمص، اكتسبت شكلا محددا بوحدة المحتجين في السخط على عنف النظام. ولكن غياب الاستراتيجية الموحدة أخذ يتبدى على نحو أشد وضوحا في الآونة الأخيرة.