لندن: اتهمت بريطانيا اليوم الاثنين إيران بتقديم مساعدات لوجستية ومعدات إلى النظام السوري لمساعدته في قمع الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة ضد الرئيس بشار الأسد، فيما أكدت منظمات حقوقية أن حصيلة قتلى عمليات القمع الدامية في مختلف أنحاء سوريا تجاوزت 1300 قتيل.
وقال وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ في مقابلة مع صحيفة ديلي تيليغراف اليوم الاثنين إن quot;إيران تساعد سوريا على قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة عبر تقديم معدات ودعم لوجستي حول كيفية قمع المعارضةquot; متهمًا إيران بممارسة quot;النفاق في القضايا الدوليةquot;.
تأتي الانتقادات البريطانية الجديدة بعد أيام على قيام السلطات الإيرانية باستدعاء أعلى دبلوماسي بريطاني في الجمهورية الإسلامية للتعبير عن رفض طهران لتصريحات مماثلة من الحكومة البريطانية بشان الصلات المحتملة بين سوريا وإيران في التصدي للاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد.
يذكر أن الموقف الغربي المتشدد حيال تطورات الأوضاع في سوريا لم يفلح حتى الآن في تمرير مشروع قرار أوروبي بدعم أميركي في مجلس الأمن الدولي لإدانة القمع السوري للتظاهرات بسبب معارضة روسيا والصين لإصدار قرار ضد الأسد، الذي تعرض وعدد من كبار مساعديه لعقوبات مالية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لم تفلح في الحد من حملة القمع التي تمارسها قواته.
وعن فرص تمرير مشروع القرار الأوروبي في مجلس الأمن، قال هيغ في تصريحاته للديلي تيليغراف إنه quot;لا توجد فرصة لتمرير قرار مماثل للقرار رقم 1973 الصادر بحق ليبيا من مجلس الأمن الدولي والذي خول التحالف الدولي فرض منطقة حظر طيران فوق ليبياquot; لحماية المدنيين من هجمات القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وأضاف هيغ أنه لا توجد دعوة من الجامعة العربية إلى تخاذ إجراء ضد سوريا على غرار الدعوة التي أطلقتها الجامعة لاتخاذ إجراء في الأزمة الليبية.
تركيا تدعو الأسد إلى التضحية بماهر ومخلوف
إلى ذلك، أكدت مصادر تركية واسعة الاطلاع أن laquo;نقلة نوعيةraquo; في الأداء التركي حيال الأزمة السورية سوف تظهر تباشيرها مع انتهاء الانتخابات التركية وتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما تبددت آمال القيادة التركية في laquo;تغيير فعليraquo; في المقاربة السورية لملف الاحتجاجات والإصرار على ما سمته المصادر استخدام laquo;القمع بديلاً من الحوارraquo;.
وقالت المصادر لصحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo; لقد laquo;أعطيناه (الرئيس السوري بشار الأسد) كتيبًا كبيرًا يتضمن كل خبرتنا في مجال تأسيس الأحزاب والجمعيات وحل القضايا بالحوار، وكان رحّب الصدر دائمًا، لكننا لم نجد ترجمة فعلية لهذه الإيجابيةraquo;.
سيطرة عسكرية
في هذه الأثناء، عززت القوات السورية تدعمها طائرات هليكوبتر ودبابات من سيطرتها على بلدة جسر الشغور الواقعة في شمال غرب سوريا. يأتي هذا بينما فرّ الآلاف من سكان جسر الشغور البالغ عددهم 50 الف نسمة إلى تركيا التي تبعد نحو 20 كيلومترًا عن المدينة قبل هجوم القوات السورية أمس الأحد تاركين معظم البلدة مهجورة.
وقال رجل عرف نفسه بأنه منشق عن الجيش السوري يدعى المقدم حسين حرموش في تصريحات نشرتها شبكة سكاي نيوز التلفزيونية البريطانية إن القوات المناهضة للحكومة نصبت فخاخا لتعطيل تقدم القوات السورية لإتاحة فرصة أمام الناس للهرب.
وأضاف حرموش quot;لقد انتظرنا لإخراج نحو عشرة في المئة من السكان، والتسعين في المئة الباقية تمكنت بالفعل من المغادرة، وفي هذه اللحظة جسر الشغور خالية تمامًا من المدنيين، ونحن الأشخاص الوحيدون الباقون هناquot;.
من ناحيتها، قالت حركة النشطاء السورية الرئيسة التي تنظم الاحتجاجات إن قمع النشطاء المطالبين بالحريات الديمقراطية في سوريا قد أدى إلى مقتل 1300 مدني منذ فبراير/شباط الماضي.
مقبرة جماعية
في هذه الأثناء، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن القوات السورية اكتشفت مقبرة جماعية تضم جثث عشرة من قوات الأمن، قتلتهم جماعات مسلحة ودفنتهم في جسر الشغور، إلا أن معارضين قالوا إن الجثث تعود إلى جنود رفضوا إطلاق النار على السكان وقتلتهم قوات الأمن.
بدوره قال دبلوماسي غربي كبير في دمشق لرويترز إن quot;الرواية الرسمية غير محتملة، فمعظم الناس غادروا جسر الشغور بعدما رأوا سياسة الأرض المحروقة التي ينفذها النظام والقصف والاستخدام المكثف للمدرعات في الواديquot;.
وأضاف أن quot;توافد اللاجئين على تركيا يتواصل، والأعداد أعلى من التي تحصى رسميًا حتى الآنquot;. وقال شهود عيان إن وحدة الجيش التي تهاجم جسر الشغور يقودها ماهر الأسد شقيق بشار، وأنها تمارس الأساليب نفسهاالتي انتهجتها في مراكز أخرى لسحق المحتجين.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد اتهمت الحكومة السورية بخلق أزمة انسانية، وطالبتها بوقف هجومها، والسماح بدخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر فورًا لمساعدة اللاجئين والمعتقلين والجرحى.
التعليقات