بعد ثلاثة أشهر على بداية الاحتجاجات ضدّ نظام الرئيس السوريّ بشار الأسد، وفيما لا تزال الضغوط تتزايد على دمشق، احتشد مئات الآلاف من أنصار النظام الأربعاء في العاصمة. يأتي ذلك فيما يواصل الجيش عمليات التمشيط في محافظة إدلب وأريحا ومعرة النعمان في ضواحي جسر الشغور.


صور لما قالت دمشق إنها quot;مقبرة جماعية ثانيةquot; في مدينة جسر الشغور

جسر الشغور: قامت السلطات السورية برد إعلامي الأربعاء عرضت خلاله للصحافة quot;مقبرة جماعية ثانيةquot; في مدينة جسر الشغور في شمال غرب البلاد، وعمدت إلى تنظيم تظاهرة كبيرة مؤيدة للنظام في دمشق.

وبعد ثلاثة اشهر على بداية الاحتجاجات، وفيما لا تزال الضغوط تتزايد على الرئيس بشار الاسد، احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين الاربعاء في العاصمة حول quot;اكبر علم سوريquot; وضع على الارض ويبلغ طوله 2300 متر.

ورفع عدد كبير من المتظاهرين أعلامًا ولوّحوا بصور للرئيس، في اجواء احتفالية وعلى خلفية اناشيد وطنية، كما يتبين من الصور التي بثها التلفزيون. وردد المتظاهرون quot;بالروح بالدم نفديك يا بشارquot; و quot;الله وسوريا وبشارquot;.

في الوقت نفسه، نظمت دمشق رحلة صحافية الى مدينة جسر الشغور، التي هجرها سكانها البالغ عددهم 50 ألفًا، واستعادها الجيش الاحد بعد هجوم شنّه قبل ثلاثة ايام.

وبين جنود متمترسين خلف اكياس الرمل وبعض السكان الذين كانوا يشيدون بتدخل الجيش، ارادت السلطات تقديم صورة عن مدينة يسودها الهدوء بعد المعارك الاخيرة.

ودعا مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة سوريا من جديد الى السماح بدخول أراضيها لإجراء quot;تحقيق من دون عوائق لتحديد الظروف المحيطة بانتهاكات القانون الدولي على صعيد حقوق الانسانquot;.

وقالت مسؤولة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي في جنيف quot;على رغم تقديم عدد كبير من الطلبات الرسمية... لم اتلق اي رد من الحكومةquot;. ووصل خبراء من الامم المتحدة الى محافظة هاتاي التركية (جنوب)، حيث تدفق آلاف اللاجئين السوريين هربًا من القمع quot;لإجراء تحقيق حول التجاوزاتquot; في سوريا.

ولجأ اكثر من 8500 سوري الى تركيا، يضاف اليهم خمسة الاف اخرين لجأوا الى لبنان. ولدى اجتيازهم الحدود التركية، يتوجهون الى مخيمات اقامها الهلال الاحمر.

وتستمر انقرة ايضًا في الخط الامامي دبلوماسيا، ومن المقرر ان يستقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مبعوثا من الرئيس بشار الاسد.

وقد تحدث اردوغان هاتفيا الثلاثاء مع الاسد، وحضّه على وضع جدول زمني للاصلاحات ووقف اعمال القمع التي اسفرت عن مقتل 1200 شخص واعتقال حوالي 10 الاف، كما تقول منظمات غير حكومية والامم المتحدة.

في هذا الوقت، تواصل فرنسا السعي لدى الاعضاء الاربعة عشر الاخرين في مجلس الامن إلى تأمين اكثرية من 11 صوتًا للتصويت على مشروع قرار يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري، اذ لا تزال روسيا والصين تعارضانه. لكن هذه المبادرات لم تحدّ من القمع.

وتابع الجيش عمليات التمشيط في محافظة ادلب، التي تبعد 330 كلم شمال دمشق، وخصوصًا في اريحا ومعرة النعمان، في ضواحي جسر الشغور، كما ذكر ناشط في مجال حقوق الانسان.

وافاد شهود ان الجيش يمنع السكان من مغادرة محافظة ادلب، ويطلق النار على الذين يجازفون بالتحايل على نقاط المراقبة العسكرية. وتفيد وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش يلاحق quot;مجموعات مسلحةquot; جول جسر الشغور، وتدعو الحكومة quot;السكان إلى العودة الى قراهم التي اضطروا الى مغادرتهاquot;.

واكدت وكالة سانا ان quot;المجموعات المسلحة ترهب الناس في معرة النعمان، كما فعلت في جسر الشغورquot;.

الا ان استنفار الجيش لم يمنع المعارضين من الاستمرار في التظاهر. فقد نزل عشرات الاف الاشخاص الى شوارع حماه (وسط)، كما ذكر ناشط في حقوق الانسان.

بان كي مون يدعو سوريا الى تبني اصلاحات quot;قبل فوات الاوانquot;

من جهته، حضّ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء الرئيس السوري بشار الاسد على quot;اجراء اصلاحات الان قبل فوات الاوانquot;، وذلك بعد ثلاثة اشهر على بدء الاحتجاجات ضد النظام السوري.

وقال بان كي مون خلال زيارة الى الاوروغواي، المحطة ما قبل الاخيرة في جولة يقوم بها في اميركا الجنوبية، quot;ما زلت قلقا جدًا ازاء الوضع في سورياquot;.

واضاف quot;مرة جديدة، احثّ الرئيس السوري الاسد وسلطاته على حماية شعبهم واحترام حقوقه والاصغاء الى مطالبه وتطلعاته وتحدياته وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وتطبيق اصلاحات الآن قبل فوات الاوانquot;.

واسفرت عملية قمع المتظاهرين ضد النظام السوري عن مقتل 1200 شخص واعتقال حوالي عشرة الاف اخرين، حسب منظمات غير حكومية والامم المتحدة، إضافة الى نزوح اكثر من 8500 سوري الى تركيا وخمسة الاف اخرين الى لبنان.