مخيم للاجئين السوريين في تركيا وفي الإطار كبيرمستشاري الرئيس التركي

عبر أرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط عن إستغرابه من دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لبلاده إلى تغيير موقفها مما يجري في سوريا وقال إنهم يتحدثون عن إصلاحات وتركيا تدعو للإصلاح أيضاً وأشار إلى أن الرئيس بشار الأسد قدم في خطابه الأخير وعوداً إيجابية لكن المطلوب منه الان أفعالاً وليس أقوالاً.


قال أرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غول لشؤون الشرق الاوسط في اتصال هاتفي مع quot;ايلافquot; من انقرة اليوم ان تركيا لاتصمم بيوت الاخرين لكنها تقدم لهم نصائح تؤكد ضرورة عدم اراقة الدماء والبدء بالإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري.

وأشار الى ان الاسد قدم وعودا ايجابية بالإصلاح خلال خطابه الاخير الاثنين الماضي.. لكنه أكد ان تركيا تنتظر منه افعالا على الارض وليس اقوالا في خطابات.

واضاف ان تركيا ظلت تنتظر منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في اذار (مارس) الماضي اجراءات سريعة تستجيب لمطالب الشارع من خلال تعديل الدستور وإجراء استفتاء عاجل عليه والإقرار بالتعددية الحزبية ووقف العنف ضد المتظاهرين السلميين.

وحول دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتركيا بتغيير موقفها من الاحداث في بلاده قال هورموزلو quot;لم افهم هذه الدعوة لتغيير موقفنا من المطالبة بالإصلاحات في سوريا مع ان الرئيس الاسد وباقي المسؤولين هناك يتحدثون جميعهم ايضا عن وعود بالإصلاح. وشدد على ان تركيا تنتظر من الحكومة السورية اجراءات سريعة تلبي مطالب الشعب من دون ان تتدخل في شؤون السوريين.

وأكد كبير مستشاري الرئيس التركي قائلا quot;إننا لسنا واعظين وانما ناصحون نرغب في عودة الناس الى بيوتهم آمنين وأن يتوقف العنف واراقة الدماء لان الدم السوري عزيز عليناquot;. واضاف ان اي اجراء لخير الوطن تقدم عليه السلطات السورية فهو مرحب به لان الشعب السوري شقيق وعزيز على تركيا.

وحول اوضاع اللاجئين السوريين على الاراضي التركية والذين تجاوز عددهم 10 الاف نازح أشار هورموزلو الى ان تركيا تقدم لهم جميع التسهيلات التي تضمن لهم اقامة آمنة. وأشار الى ان الجهات التركية وفرت لهم اطباء للاطفال واخرين لمعالجة الحالات النفسية الناتجة من مشاهد العنف التي عاشوها. وقال انه تم تزويد المخيمات بدور عرض سينمائية صيفية وتلفزيونات وهواتف اضافة الى الاغذية والادوية وجميع الاحتياجات الضرورية الاخرى.

وكان الرئيس التركي عبدالله غول اعتبر الاثنين ان على الاسد ان يكون quot;اكثر وضوحا بكثيرquot; في كلامه عن التغيير الديمقرطي في سوريا. وقال في تصريح صحافي quot;علينا ان نقرأ بين السطور في خطابه بينما المطلوب منه ان يقول بشكل واضح وعال :سننتقل الى نظام تعددي وسننظم انتخابات ديمقراطية طبقا للمعايير الدولية quot;.

وجاء هذا الموقف اثر وعود اطلقها الاثنين بشار الاسد الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة بتنفيذ إصلاحات من شأنها إنهاء هيمنة حزب البعث الحاكم على السلطة.. داعيا الى quot;حوار وطنيquot; قد يفضي الى دستور جديد ويخرج سوريا من الازمة التي تواجهها. لكن معارضي الاسد اعتبروا ان خطابه quot;غير كافquot; ولا quot;يرقى الى مستوى الازمةquot; وسيؤدي الى تأجيج التظاهرات ضد نظامه.

وبدا الأسد مقتنعا بتلبية مطالب الشعب عبر إعلانه في نيسان (ابريل) الماضي العديد من الإصلاحات ابرزها إلغاء قانون الطوارئ لكن المعارضين واصلوا تظاهراتهم مطالبين بإسقاط النظام.

وكان وزير الخارجية السوري قال الاربعاء الماضي ان سوريا حريصة على افضل العلاقات مع تركيا داعيا المسؤولين الاتراك الى اعادة النظر بمواقفهم. واضاف في مؤتمر صحافي ان quot;الاصدقاء الذين سمعوا خطاب الرئيس (بشار الاسد) وأداروا ظهرهم له عليهم ان يعيدوا النظر في موقفهمquot;.

وقال المعلم quot;نحن حريصون على افضل العلاقات مع الجارة التركيةquot;. وأشار الى وجود quot;اكثر من 850 كلم من الحدود المشتركة يؤثرون فيها ونؤثر فيهاquot;. واضاف quot;لا نريد ان نهدم سنوات من الجهد الذي قاده الرئيس الاسد لاقامة علاقة مميزة استراتيجية مع تركياquot; وكرر quot;ارجو ان يعيدوا النظر في موقفهمquot;.

ولجأ الآلاف من السوريين إلى تركيا مؤخرا فارين من أعمال العنف في بلادهم حيث سقط مئات القتلى في المواجهات بين متظاهرين مناهضين لنظام الأسد وقوات الأمن. وامس أجرى وزير الخارجية التركي داود أوغلو اتصالا بنظيره السوري وليد المعلم تناول التحركات السورية على الحدود وأوضاع اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية.

كما بحث وزير الخارجية التركي في اتصال هاتفي آخر مع مسوؤلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون آخر التطورات في المنطقة وأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا. وقد أكدت وزارة الخارجية التركية اليوم أن الحدود مع سوريا ما زالت مفتوحة وما زال اللاجئون يتوافدون.