أحمد علي نجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح

خلقت التصريحات التي أدلى بها أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ونائب وزير الإعلام عبده الجندي إرباكاً حيث أعلن الأول أن صالح سيظهر أمام الإعلام خلال 48 ساعة بينما نفى الجندي ذلك ووصف الأمر بأنه مجرد quot;أمنياتquot;، فيما أعلن أحمد علي صالح أنه ينفذ توجيهات عبدربه منصور هادي.

قال أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح إن quot;الرئيس سيظهر خلال الساعات الـ48 المقبلة رغم القلق من أن الحروق على وجهه وأجزاء أخرى في جسمه ستكون عائقا أمام ظهوره بالشكل الذي تتوقعه وسائل الإعلامquot;.

وأضاف أن الرئيس في حالة صحية جيدة وما زال يدير الشؤون اليمنية من السعودية، وأن الترتيبات تجري حاليا لظهورهquot;. وفي سياق مضاد قال نائب وزير الإعلام عبده الجندي إن quot;تصريحات الأخ الصوفي quot;أمنيات كلنا نتمناهاquot;.

وأضاف: quot;من الصعب توقع وقت محدد لظهور الرئيس صالح على وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن هذا القرار يتخذه الأطباء وليس السياسيينquot;. واختفى أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي لصالح منذ فترة خصوصا بعد أن انتحل صفة أحد شباب الثورة وظهر في قناة quot;الجزيرةquot; ليقول إن المعتصمين استولوا على مبنى رئاسة الوزراء ومكتب رئيس الحكومة لكن الأمر انكشف واعترف به الصوفي، وقال إن quot;الجزيرةquot; لقنته ما يقول وإنه سيظهر تسجيل ذلك لكنه لم يفعل.

وتتلقى الأوساط السياسية تصريحات الصوفي بقليل من الثقة كما قال عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك حسن زيد quot; لا نأخذ تصريحات أحمد الصوفي على محمل الجدquot;. وقال زيد لـ إيلاف: quot;الصوفي أدلى أكثر من مرة بتصريحات وظهرت أنها غير صحيحة وقد سبق أن قال إن صالح سيعود إلى اليمن بعد أسبوع من مغادرتهquot;.

وأضاف زيد: quot;المؤكد أن الأخ احمد الصوفي والأخ عبده الجندي لا يعرفان عن الرئيس وحالته أي شيء، فالأخبار تؤكد أن لا أحد زار الرئيس أو شاهده، ومع هذا فان المهمة الوحيدة المتبقية على الرئيس لإنجازها إن تحسنت صحته هي إعلان تنحيه ونقل السلطة لنائبهquot;.

وأضاف: quot;أي حديث آخر لا معنى له إلا إشغال الشعب بغير ما يجب عليه أن ينشغل به وهو مواجهة من أعلنوا عليه حربا شاملة بتعريضه للموت جوعا من خلال منع وصول البترول والديزل للناسquot;.

نقل السلطات للبرلمان

ولا تزال الأنباء تتضارب حول موضوع إصابة صالح حيث أظهرت وكالة رويترز اليوم نقلا عن أحد المصابين المقربين من الرئيس علي عبدالله صالح إن quot;صالح ظل على معرفة وثيقة بالأحداث في اليمن وهو على فراشه في المستشفى وكان يجري اتصالات هاتفية بشكل منتظمquot;.

وقال إنه لدى عودته فانه يعتزم اقتراح حلين جديدين، quot;الأول هو نقل كل السلطات إلى البرلمان وأن يصبح رئيسا صورياquot;، مضيفا quot;الامر الثاني سيكون السماح بتشكيل حكومة ائتلافية ثم يجري انتخابات رئاسية مبكرة ويرحل في هدوء.quot;

وقال المصدر quot;المسألة المهمة هي أن صالح يريد ان يسلم السلطة بشكل سلمي وهذا لن يحدث بين يوم وليلة وتشكيل حكومة ائتلافية يستغرق وقتا.quot;

أما الأنباء الأخرى التي نسبت إلى عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس صالح فإنها تقول إن الإرياني quot;صرح لعدد من المقربين إليه عقب زيارته لصالح قبل يومين إلى المستشفى العسكري في الرياض بأن عودة الرئيس صالح إلى اليمن باتت مستبعدة لعدة عوامل في مقدمتها الحالة الصحية التي أصبح عليها، حيث على ما يبدو سيظل يعاني الإصابات لفترة غير قصيرةquot;.

وحسب تلك المصادر فإن الإرياني قال إن صالح انتهى سياسياً ولن يعود إلى اليمن قريباً كما يدعي البعض من مسؤولي الحكومة والحزب الحاكم في اليمن. وحسب بعض المصادر فإن مشاورات تجري حالياً بين أطراف الأزمة اليمنية لإدخال تعديلات على المبادرة الخليجية في ظل توقعات عن التوصل لحل قريب.

ويعد الإرياني مهندس السياسية اليمنية، وهو المسؤول الأبرز الذي زار صالح قبل يومين في مقر رقوده في المستشفى العسكري في الرياض، حيث يعتبر المراقبون زيارة الإرياني لصالح أنها تأتي لترتيب أمر نقل السلطة ولا يستبعد أن يجري الأمر وفقا للمبادرة الخليجية.

نجل الرئيس يتحدث

في سياق ثان ظهر العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني لأول مرة منذ سنوات على وسيلة إعلامية حيث ظهر هذه المرة بتصريح قال فيه إن quot;قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها تنفذ توجيهات عبدربه منصور هادي القائم بمهام الرئيسquot;.

وأضاف في تصريح لصحيفة الجيش quot;إن قوات الحرس الجمهوري شأنها شأن بقية وحدات القوات المسلحة والأمن تأتمر بأمر نائب الرئيس وتنفذ كل ما يصدره من تعليماتquot;. وقال إنه يؤيد quot;الجهود التي يبذلها عبد ربه منصور هادي، واللقاءات التي يجريها مع قادة المعارضة ومع ممثلي المجتمع الدولي بهدف الوصول إلى حل للأزمة التي تعيشها اليمنquot;.

وتابع إن الحرس الجمهوري quot;يدين بالولاء المطلق لله وللوطن والثورة والوحدة، متمسكة بالشرعية الدستورية وتنفذ توجيهات الأخ الفريق الركن عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهوريةquot;.

وأشار إلى أن quot;أبطال الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقيادتهم سيواصلون تنفيذ المهام الموكلة إليهم في التصدي لأي أعمال عدائية أو تخريبية تستهدف أمن الوطن واستقراره أو تهدد سلامة المواطنين وحياتهم أو المساس بالدولة والإضرار بمؤسساتها وسيادتها، بالإضافة إلى التصدي للعناصر الإرهابية في أبين وبعض المحافظات المجاورة لهاquot;.

ويأتي ذلك بعد أيام من ظهور العميد يحيى محمد عبدالله صالح قائد قوات الأمن المركزي وابن شقيق الرئيس اليمني متحدثا بالمنطق ذاته قائلا: quot;نحن ضباط ننفذ التوجيهات الصادرة إلينا من الجهات السياسيةquot;.

وقال لـ بي بي سي إن quot;المطالبين بتنحي الرئيس يريدون أن يقفزوا إلى السلطة فقط لا غيرquot;. ويتعقد معظم الشارع اليمني حاليا إن أبناء وأقارب الرئيس هم من يمسكون بزمام الأمور في البلاد في حين يعتبر نائب الرئيس والقائم بأعماله مجرد صورة واجهة دستورية من دون صلاحيات.