تظاهرات الجمعة الإحتجاجية بساحة التحرير في بغداد

لندن: ندد متظاهرون في بغداد اليوم بالقصف الإيراني للأراضي العراقيّة وما اسموها بالتجاوزات الكويتية وطالبوا الحكومة بتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين واطلاق سراح المعتقلين الابرياء... فيما نظم اتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مراسم خاصة لرفض المنشقين والمفسدين في التيار تحت شعار quot;جمعة الراغبينquot;.

وناشد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية في الشعارات التي رفعوها والهتافات التي رددوها الحكومة الى مواقف حاسمة وواضحة من القصف الإيراني لمناطق العراق الشمالية وضد مساعي الكويت لبناء ميناء مبارك على الخليج والذي يؤكد العراقيون انه سيخنق موائنهم الجنوبية ويلحق ببلادهم اضرارا اقتصادية كبيرة. كما طالب المتظاهرون بتوفير الخدمات الاساسية التي وعدت بها الحكومة وتوفير فرص العمل واطلاق سراح المعتقلين الابرياء.

وقال quot;ائتلاف ثورة 25 شباطquot; احد الحركات الشبابية التي تنظم هذه الاحتجاجات منذ ستة اشهر ان العراقيين ومن خلال اصرارهم وحرصهم على ارض بلادهم quot;ومع هتافات وشعارات (جمعة ورة جمعة.. والمالكي انطلعه) و(لن نكلّ... ولن نملّ) تستمر مسيرة ابناء الشعب الصابر نحو التغيير بالصدح بالحق والخروج إلى ساحات التحرير غير آبهين بكل ما يواجههم من حرّ شمس الصيف في تموز العراق.. فضلاً عن التضييق والتنكيل والتهديد والتخويف والاعتقال من قبل أجهزة المالكي الأمنيةquot;.

وأشار الائتلاف في بيان تلقته quot;إيلافquot; قائلا ان quot;فضائح الفساد في كل مفاصل العملية السياسية من عقود وزارة الكهرباء إلى تسمم المياه إلى ما لا نهاية لسرقات أموال الشعب وقوته.. كلها تصب في تقوية عزيمة وإصرار أبناء العراق على تطهير البلاد من هذه الطغمة الحاكمة الفاسدةquot;.

واضاف ان quot;مؤشر وعيَ الشعب في تصاعد مطّرد مقابل ظلام دامس يلف عقول وقلوب السياسيين... حيث الشعب يعلن من ساحات التحرير أنه راصد لتدخلات وتجاوزات واعتداءات بعض دول الجوار، على العراق وأمنه وهويته وثرواته ورمزه العلم العراقي.. وتتراكم قضايا الظلم من الداخل والخارج في وجدانه ويدخرها ليوم القصاص العادل وحكم الشعب على من باعوه وخانوه وسرقوه.. يقابل ذلك ارتماء السياسيين في أحضان الاحتلال ليحميهم ويبقوه ويبقيهم ولو لحينٍ على كراسيهمquot;.

وشدد الائتلاف بالقول quot;إننا إذ ننظر لهذه التطورات والبشائر فإننا نعلي الصوت لنقول للسياسيين قد خسرتم الشعب وفرطتم بما هو باق.. وتمسكتم بالاحتلال وخدمة مشاريع لا تحافظ على مصالح العراق ووحدته وثرواته.. لذا نبشركم بقرب زوالكم وبقاء شعب العراق الأبي الواحد ليختار من يحكمه بالعدل والمساواة وندعو أبناء شعبنا لزيادة الزخم والخروج في الجمعة المقبلة quot;جمعة رد الاعتبار العراقيquot; فزلزلة كلمات الحق تطيح بعروش الباطلquot;.

ومن جهتهم نظم اتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مراسم خاصة لرفض المنشقين والمفسدين في التيار تحت شعار quot;جمعة الراغبينquot;. ودعا الصدر لهذه المراسم من اجل quot;رفض المنشقين والمفسدين في التيار الصدري ورافضي الطاعة للتيار. وقد تم فتح مراكز خاصة في الأماكن التي اقيمت فيها صلوات الجمعة لجمع الأدلة ضد المفسدين حيث اعتبر الصدر أن quot;هذه الخطوة تأتي حفاظاً على وحدة وتماسك وقوة المنتمين إيماناً للخط الصدريquot;.

وكان الصدر أمر الجمعة الماضي بإغلاق ضريح قبر أبيه وشقيقيه في مقبرة وادي السلام بالنجف امام الزائرين كما أمر أتباعه بلبس الوشاح الأسود أثناء الصلاة للتعبير عن رفض للمنشقين والمفسدين في التيار الصدري. يذكر أن الصدر كان وصف في بيانين صدرا خلال الشهر الحالي أشخاصاً ضمن جيش المهدي شاركوا بالاعتداء على بعض المواطنين في بغداد بـquot;المجرمين والقتلة والعصاةquot; وفي حين اعتبر أن مثل هؤلاء منبوذون دعا إلى مقاطعتهم وطردهم من التيار.

وتشهد محافظات العراق منذ 25 شباط (فبراير) الماضي تظاهرات أحتجاج تطالب بتغيير الحكومة واتخاذ اجراءات حاسمة لمكافحة الفساد والبطالة والمحاصصة في ادارة الدولة وللمطالبة بالخدمات والأمن ومعاقبة المزورين وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء ينظمها ناشطون وشباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.

واثر ذلك اعلن المالكي في السابع والعشرين من شباط مهلة مائة يوم لتقييم عمل الوزراء في محاولة لامتصاص غضب الجماهير وتقديم وعود باصلاح الاوضاع العامة في البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تم بعدها وعبر شاشات التلفزيون عقد جلسات علنية لمجلس الوزراء قدم خلالها الوزراء عرضا عن الانجازات والاخفاقات التي شهدتها وزاراتهم خلال هذه الفترة تقرر بعدها اجراء ترشيق لوزارات الحكومة من خلال الغاء وزارات الدولة الثلاثة عشر من اجل تقليل عدد هذه الوزارات كمرحلة اولى من 42 الى 29 وزارة.

ومن المنتظر ان يستضيف مجلس النواب الخميس المقبل المالكي لشرح خطته للترشيق الحكومي وتنفيذ البرنامج الحكومي والتصويت عليه وذلك بعد مرور ثمانية أشهر على تشكيل الحكومة. وكان عدد من النواب اعتبروا تأخر المالكي في تقديم برنامجه الحكومي الى مجلس النواب بصيغة رسمية تهرباً من المحاسبة البرلمانية فيما كشف رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي عن تقديمه ثلاثة طلباًت رسمية الى المالكي لكي يقدم برنامج حكومته الى المجلس.