إقرأأيضاً |
ملف خاص: سوريا... الثورة |
غداة تقرير في الأمم المتحدة كشف عن انتهاكات quot;جسيمةquot; لحقوق الانسان في سوريا قتل 14 على الأقل اليوم الخميس في عمليات جديدة للقوات السورية. ويبدو أن العقوبات الاميركية الجديدة وزيارتي مبعوث تركي ووفد دولي لم تقنع النظام بالتراجع عن تصميمه على قمع الحركة الاحتجاجية.
دمشق: قتل سبعة مدنيين على الاقل واصيب عشرة اخرون الخميس في عمليات جديدة للقوات السورية على الرغم من الاحتجاجات الدولية وغداة تقرير في الامم المتحدة تحدث عن انتهاكات quot;جسيمةquot; لحقوق الانسان.
ويبدو ان العقوبات الاميركية الجديدة وزيارتي مبعوث تركي ووفد يضم ثلاث دول تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الامن الدولي لم تقنع نظام بشار الاسد في التراجع عن تصميمه على قمع الحركة الاحتجاجية وان كان اقر بوقوع quot;اخطاءquot;.
ويبدو الناشطون المطالبون بالحرية مصممين ايضا على مواصلة تحركاتهم بعد خمسة اشهر على بدء الاحتجاج. فقد دعوا على صفحتهم على فيسبوك الى تظاهرات حاشدة الجمعة تحت شعار quot;لن نركعquot; للقمع.
ودعا هؤلاء الناشطون على صفحة quot;الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011quot; الى التعبئة تحت شعار quot;لن نركع الا لله. نفوس اباة لن تركع للطغاةquot;. واضافوا ان quot;كل يوم هو يوم جمعة في رمضانquot;. وغداة خروج الجيش من حماة، افاد ناشطون حقوقيون ان القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح الخميس مدينتي سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب) والقصير في منطقة حمص (وسط).
وقتل 11 مدنياً وأصيب عشرات اخرون بجروح الخميس برصاص قوات الأمن السورية في مدينة القصير قرب حمص في وسط سوريا، فيما سقط ثلاثة قتلى في مدينة دير الزور في شرقي البلاد، حسبما افاد ناشطون حقوقيون.
وقال ناشط لوكالة الأنباء الفرنسية من مدينة حمص ان القوات السورية التي اقتحمت مدينة القصير صباح الخميس quot;قامت باطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب الى منطقة البساتينquot; وافاد ان عدد القتلى ارتفع الى 11 قتيلا.
واضاف ان عشرات اصيبوا بجروح فيما تم اعتقال مئة شخص. وكان الناشط افاد في وقت سابق عن سقوط سبعة قتلى على الاقل. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان quot;ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور واحرقت منازلquot;.
ويأتي ذلك غداة مقتل 19 مدنيا على الاقل في سوريا الاربعاء بينهم 18 في مدينة حمص في وسط البلاد بعد انسحاب الجيش السوري من حماة وادلب. وفي حمص ايضا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان quot;اطلاق رصاص كثيف سمع حتى الساعة التاسعة (7:00 تغ) من الخميس في حي بابا عمرو ترافق مع صوت رشاشات ثقيلةquot;.
وتحدث عن quot;حملة اعتقالات امنية كبيرة ما زالت مستمرةquot;، موضحا ان quot;تعزيزات امنية شوهدت تتوجه الى الحيquot;. من جهة اخرى، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان quot;دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر امنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب صباح اليوم الخميسquot;.
واضاف انه سمع اصوات اطلاق الرصاص quot;بشكل كثيفquot; في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام. واكد عبد الرحمن ان quot;الدبابات انتشرت في وسط المدينةquot; حيث بدأت quot;الاجهزة الامنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت اكثر من مئة شخص حتى الآن بينهم 35 طفلاquot;.
وتابع ان quot;قوات الجيش تقوم بتحطيم ابواب المحلات التجارية العائدة للنشطاء المتوارين بحثا عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينةquot; التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح للمطالبة برحيل النظام، حسبما ذكر الناشط نفسه.
وكان الجيش السوري اعلن انسحابه من منطقة ادلب امس. ولا تعترف السلطات السورية لحجم الحركة الاحتجاجية التي بدأت في 15 آذار/مارس ويبرر اللجوء الى القوة بمطاردة quot;مجموعات ارهابية مسلحةquot; تزرع الفوضى وتهاجم المدنيين.
وارسلت البرازيل والهند وجنوب افريقيا وفدا الى دمشق قابل الاسد وطالبه بـquot;الوقف الفوري لكافة اشكال العنفquot;. واعترف الرئيس السوري للوفد بأن قواته ارتكبت quot;بعض الاخطاءquot; في المراحل الاولى من قمع المتظاهرين لكنه اكد ان quot;الجهود تبذل للحيلولة دون تكرارهاquot;.
ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار/مارس قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية، بينما تتهم السلطات السورية عصابات مسلحة بتأجيج الاضطرابات والوقوف وراء اعمال العنف.
وكثفت الدول الغربية ضغوطها الاربعاء لمطالبة مجلس الامن الدولي باتخاذ quot;اجراءات اضافيةquot; ضد نظام الاسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله. ولكن الدعوة الغربية لم تلق آذانا صاغية لدى المندوب الروسي الذي اكد ان العقوبات لم تؤد الى وقف حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المحتجين.
وخلال عرضه امام مجلس الامن في جلسة مغلقة تقريرا عن تطورات الاحداث في سوريا قال مساعد الامين العام للامم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو ان عمليات القتل في سوريا لم تتوقف بعد اسبوع من اصدار المجلس بيانا يدين حملة القمع ويدعو الى وقفها quot;فوراquot;.
وقال دبلوماسي ان الخلاصة الاساسية لتقرير تارانكو هي ان سوريا quot;لم تستجبquot; لدعوات المجلس لها بوقف العنف. وفي مسعى منها لابقاء الملف السوري في اعلى سلم اولويات مجلس الامن، طالبت الدول الغربية بتقرير ثان يقدم الى مجلس الامن الاسبوع المقبل ويتم خلاله الاستماع الى كبار مسؤولي الامم المتحدة في مجالي حقوق الانسان والاغاثة الانسانية.
وبعد الاجتماع قال مندوبو كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال انه اذا لم تتحسن الاحوال في سوريا بحلول الجلسة المقبلة عندها يتعين على مجلس الامن ان يتخذ quot;اجراءات اضافيةquot;. وقال مساعد السفير البريطاني في الامم المتحدة فيليب بارهام للصحافيين ان التقرير الذي قدمه تارانكو رسم صورة للوضع في سوريا quot;محبطة وتقشعر لها الابدانquot;.
واضاف ان تارانكو قال ان quot;الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسانquot; اضحت سمة اساسية لحملة القمع، في حين ليست هناك اي مؤشرات على ان النظام السوري مستعد للانصات الى نداءات الاسرة الدولية مع استمرار العمليات العسكرية وتواصل حملات الاعتقال.
التعليقات