quot;فجر عروس البحرquot;.... هذا هو الاسم الذي توافق عليه ثوار ليبيا وأطلقوه على (أمّ معاركهم) ألا وهي تحرير العاصمة طرابلس من بقايا حكم القذافي المتشبث بالسلطة منذ أكثر من 40 عام. ملامح العملية بدأت تتضح صباح الأحد لتكشف عن تنسيق غير مسبوق بين ثوار العاصمة والشرق، وحلف الأطلسي.


المرحلة الأولى من خطة الثوار الليبيين لتحرير طرابلس قامت على تحريك انتفاضة من الداخل تساعد على إنهاك كتائب القذافي وهزيمتهم معنويا قبل وصول ثوار الشرق إلى العاصمة

طرابلس: انتفاضة مباغتة في أحياء وسط العاصمة طرابس، فقصف مُكثّف من حلف الناتو، ثم زحف كاسح للثوار المرابطين في ضواحي طرابلس إلى قلب العاصمة لتحريرها وتطهيرها نهائيًا من فلول القذافي.

تقريبًا، هذه هي الخطوط الكبرى لعملية quot;فجر عروس البحرquot;، التي أطلقها الثوار الليبيون للقضاء بشكل نهائيّ على حكم العقيد معمّر القذافي المستمر منذ أكثر من 42 سنة.

تقول المعارضة الليبية إنّ الثوار قاموا بتنظيم أنفسهم لدخول العاصمة والانتفاضة من داخلها لتطهيرها من كتائب القذافي وعائلته.

وصرّح أحمد جبريل المتحدث بلسان المتمردين الليبيين الأحد أن عملية جارية الآن في طرابلس بمشاركة حلف شمال الاطلسي، بهدف عزل العقيد معمّر القذافي حتى يستسلم او يرحل.

وانطلقت الحملة مساء السبت في العاصمة الليبية quot;بالتعاون بين المجلس الوطني الانتقالي والثوار في طرابلس وحولهاquot; حسب قول جبريل المتحدث بلسان المجلس، الهيئة السياسية للمعارضة المسلحة ضد القذافي التي تتخذ من بنغازي مقرًا لها.

وتابع جبريل quot;كما يشارك حلف شمال الاطلسي في العملية الجاريةquot;. وقال جبريل quot;نتوقع سيناريو من اثنين، إما ان يستسلم او ان يفرّ من المدينةquot; بحثًا عن ملاذ في الخارج او في مدينة اخرى في البلاد. واضاف quot;في حالة ابدى رغبته في الرحيل عن ليبيا، سنتجاوب مع هذا الطرح وسنقبلهquot;.

بدأت هذه العملية السبت بتحرير سجناء ابوسليم بعد قصف طائرات الحلف الدولي لبوابة السجن ومواقع عدة تابعة للقذافي في العاصمة طرابلس كغطاء جويّ لتسهيل عمل الثوار.

كما قام ثوار العاصمة أيضًا بعدد من العمليات النوعية المباغتة ضد كتائب وأتباع القذافي تمهيدًا لتحرير العاصمة من قبضتهم، وهي عمليات تأتي مصحوبة بتعليمات من quot;الجيش الوطني لتحرير ليبياquot; والحلف الأطلسي، موجهة لسكان المدينة حول سلامتهم والإجراءات اللازمة لتفادي النيران في عملية تحرير العاصمة.

ساعة الصفر كانت على ما يبدو موعد الإفطار أو الدقائق القليلة التي أعقبته، إذ بدأت عملية quot;تحريرquot; العاصمة طرابلس بانتفاضة من داخلها، انتهت بسرعة إلى تحرير بعض السجناء وتمترس الثوار في بعض الأحياء والمنشئات الحيوية والسيطرة على المتحف الإسلامي في منطقة سيدي خليفة في طرابلس.

كما أغلقوا طرقًا رئيسة عدةفي طرابلس، بالتزامن مع انطلاق صيحات التكبير من مساجدعدةفي العاصمة، في الوقت الذي دكّت فيه طائرات حلف شمال الأطلسي مواقع عسكرية تابعة لكتائب القذافي.

وعُلم أنّ طائرات الناتو قصفت مناطق في جنزور وتاجوراء بعدما قامت كتائب القذافي بقصف أحياء سكنية من تلك البؤر، ما أدى إلى توقف قصف الكتائب للمدنيين.

إلتحام ثوار الشرق بنظرائهم داخل العاصمة طرابلس سيكون محدّدا لمآل عملية quot;فجر عروس البحرquot;

وتنطلق الأحد المرحلة الثانية من عملية quot; فجر عروس البحرquot;، وتتمثل في بدء زحف الثوار من جبهات عدة إلى طرابلس لنصرة quot;ثوار العاصمةquot; الذين بدأوا الانتفاضة الداخلية في طرابلس، معتمدين على عنصر المباغتة واحتضان قطاع واسع من سكان طرابلس لهم.

وتعهد عدد من القادة الميدانيين للثوار في المدن التي سيطروا عليها أخيرًا أنهم سيتوجهون إلى طرابلس لدعم ثوارها، وفق خطة مرسومة لتحرير العاصمة، وأشاروا إلى أن لديهم القوة الكافية وكميات من الأسلحة سوف يتوجهون بها لتحرير طرابلس وتأمينها، وإنجاز المهام وفق الخطة الموضوعة لهذا الغرض.

مهمة quot;ثوار طرابلسquot; أو الآتين من خارجها لن تكون سهلة هذه المرة، فالعقيد الذي هاجمهم عبر تسجيل صوتي بثه التلفزيون الرسمي الليبي في وقت مبكر من فجر الأحد، وقال إنهم مصممون على تدمير الشعب الليبي ووصفهم بالجرذان، دليل على انه وأنصاره لن يرضخوا بسهولة.

ثوار ليبيا يتقدمون ولسان حالهم يقول:
GAME OVER
ولأنّ معركة طرابلس مازالت مفتوحة على احتمالات عدة، رغم قناعة المتابعين بأنّ معمّر القذافي يمضي أيامه الأخيرة في الحكم مع التطورات المتسارعة، فإنّ المرحلة الثالثة من عملية quot;فجر عروس البحرquot; ستكون الأصعب، لأنها تتعلق بتطهير طرابلس من جيوب كتائب القذافي والمرتزقة، الذين تشير تقارير عدةإلى أنهم سيخوضون حرب عصابات، وسينشرون الرهبة والخوف في صفوف المدنيين، حتى في حالة مقتل القذافي أو هروبه إلى خارج ليبيا.

ويرى كثيرون أنّ إحكام القذافي لقبضته على طرابلس طوال الأشهر الستّة الماضية من الاضطرابات والقتال، فسحت له المجال لنشر quot;فرق الموتquot; والسيارات المفخخة والانتحاريين كمحاولة أخيرة في حال هروبه أو هزيمته لتحريك فلوله بغية حسين شروط التفاوض حتى لا يحاكم.

لكنّ كثيرين يتوقعون تهاوي كتائب القذافي ومرتزقته فور علمهم بمصيره الذي بات منحصرًا في الاعتقال أو القتل أو الهروب إلى بلد إفريقي في آخر لحظة.

يشار إلى أنّ رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل دعا ثوار طرابلس -مع بدء معركة تحريرها- إلى حماية الممتلكات والتوافق من أجل الحسم، مؤكدا أن الثوار يحاولون التقليل من الخسائر في صفوف الليبيين.

كما تعهد عبد الجليل بعدم الملاحقة القانونية إلا لمن كان سببًا في قتل الليبيين أو من تورط في نهب الأموال. وقال إن الثوار يمدون أيديهم لكل من عمل مع القذافي ولم يتورط في تلك الجرائم، على حد تعبيره.

الخارجية البريطانية: الوضع في ليبيا في quot;نقطة حاسمةquot;

من جانبه، اكد سكرتير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر برت في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز الخاصة ان quot;انتفاضة طرابلسquot; بدأت، والوضع في ليبيا في quot;نقطة حاسمةquot;. وقال المسؤول البريطاني quot;نحن عند نقطة حاسمة في هذا السعي اليائس من اجل حرية الشعب الليبي.

واضاف quot;من الواضح ان هناك انتفاضة في طرابلس، وهذا ما يجب ان يحدث عندما يعتقد الاشخاص ان الجهود خارج العاصمة تسمح بالتمرد على النظام بدون خطر كبيرquot;. وتابع quot;لكن لا احد يعرف مدى صعوبة ذلك، والى اي درجة قوات القذافي مترسخة على الارض، او كم من الوقت سيحتاجونه ليدركوا انها نهاية اللعبة، وان عليهم الهرب مثل كثيرين من المسؤولين الآخرينquot;.

واكد ان التحالف وبالتنسيق مع المعارضة الليبية quot;يستعد لمختلف السيناريوهات، ويجري اعداد الكثير حسب الاوضاع على الارضquot;. وتابع برت ان quot;الامم المتحدة اشرفت على كل المفاوضات مع القذافي عن رحيله المحتمل (...) لكنني لا اعتقد ان مشاورات تجري في المرحلة الحاليةquot;. واضاف quot;لست على علم بأي مفاوضات حول رحيل القذافي او اي شيء آخر حاليًاquot;.

مظاهر الإحتفال تعمّ بنغازي بعد انتفاضة العاصمة طرابلس