السفير الأميركي تحدى قرارات دمشق وزار قرية جاسم السورية

شكلت زيارة السفير الاميركيفي سوريا روبرت فورد إلى قرية جاسم دليل تحد جديدًا لقرارات نظام الرئيس بشار الأسد الذي حظر على السفير الأميركي الخروج من دمشق بدون إذن مسبق.

وقد تناولت صحيفة الـ quot;فورين بوليسيquot; خروج روبرت فورد في رحلة أخرى خارج دمشق لمشاهدة الاحتجاجات المناهضة للحكومة يوم الثلاثاء، في انتهاك مباشر لقيود السفر المفروضة عليه من قبل نظام الأسد.

ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قولها إن quot;السفير فورد انتقل إلى قرية جاسم، التي تبعد نحو 70 كيلومترًا الى الجنوب من دمشق، ليرى بنفسه ما الذي يحدث هناكquot;.

وشهدت بلدة جاسم احتجاجات سلمية، تابعها السفير الأميركي لمدة أربع ساعات تقريباً، حيث رأى بعينه ما يحصل هناك، وتحدث مع السوريين المعارضين، وبعدها قاد سيارته عائداً إلى العاصمة دمشق.

واشارت الـ quot;فورين بوليسيquot; إلى أن زيارة فورد شكلت مثالاً آخر على التزام السفير الأميركي بتبرير استمرار وجوده في دمشق ndash; على الرغم من معارضة كثيرين من أعضاء الكونغرس ورجال السياسة الخارجية ndash; كما انها وسيلة مفيدة للتواصل مع المعارضة السورية.

لكن بعد رحلة فورد إلى مدينة حماه في الشهر الماضي لمتابعة الاحتجاجات هناك، فرضت الحكومة السورية قيودًا على سفر المبعوث الأميركي وفريقه، ومنعتهم من مغادرة دمشق. وبدورها، ردت وزارة الخارجية الاميركية بفرض قيود مماثلة على ديبلوماسيين سوريين، ومنعتهم من مغادرة واشنطن.

وأضافت الصحيفة: quot;بالطبع، كان بإمكان السفير فورد أن يطلب الإذن بمغادرة دمشق، لكنه اختار بدلاً من ذلك أن يبلغ الحكومة السورية برحلته بعدما عاد الى السفارة الاميركية في دمشقquot;.

وأوضحت نولاند أن فورد طلب الإذن ثلاث مرات على مدى الأسابيع الستة الماضية للذهاب إلى مدينة حلب، لكن طلبه قوبل بالرفض في الحالات الثلاث كافة.

ووجّهت صحافية سؤالاً لنولاند أثناء مؤتمرها الصحافي في وزارة الخارجية: quot;هل يحاول فورد أن يتسبب بطرده من سوريا؟quot; فكان رد المتحدثة باسم الوزارة ان quot;السفير يحاول القيام بوظيفته، وهو أن يكون قادراً على التواصل مع شريحة واسعة من السوريين، والتأكد من أنهم يعرفون موقف الولايات المتحدة إزاء الإحتجاجاتquot;، مضيفة أن فورد تلقى الدعم من قيادة وزارة الخارجية قبل زيارته بلدة جاسم.

واعتبرت الـ quot;فورين بوليسيquot; أن طَرد السفير الاميركي من سوريا يمثل حلاً لمشكلة صعبة تواجهها وزارة الخارجية بشأن التمديد لفورد هذا الخريف، مشيرة إلى أن فورد أُرسل إلى دمشق في العام الماضي وفقاً لطلب عطلة تنتهي في نهاية السنة، والطريقة الوحيدة لبقائه وقتًا أطول هو أن يمدد مجلس الشيوخ مدة تفويضه هناك.

وختمت الصحيفة بقولها: quot;نظرًا إلى هذه الاسباب، تعتبر زيارة فورد غير المصرح بها إلى بلدة جاسم السورية بمثابة السيناريو المربح لوزارة الخارجية. فهي تعزز جهود وزارة الخارجية لتظهر أن فورد يشكل ارتباطاً حيوياً للثورة السورية. وإذا تم طرده من سوريا، فيمكن أن تتجنب أميركا معركة في الكونغرس لتمديد مدة بقائه التي تبدو خاسرة منذ الآنquot;.