باريس: يتوقع ان تشارك وفود من نحو ستين بلدا الخميس في مؤتمر لاصدقاء ليبيا في باريس من اجل مواكبة السلطات الانتقالية الليبية التي باتت تسيطر على كافة ارجاء البلاد تقريبا في مسيرتها المنشودة نحو الديمقراطية.

وسيترأس هذا المؤتمر الذي ينعقد بمبادرة فرنسا، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الحليفان للثوار الليبيين منذ الساعات الاولى لانتفاضتهم.

وصرح ساركوزي الخميس عقب لقاء مع رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين محمود جبريل quot;قررنا بالتوافق التام مع ديفيد كاميرون الدعوة الى عقد مؤتمر دولي كبير لمساعدة ليبيا الغد الحرة، لنظهر اننا ننتقل الى المستقبلquot;.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مشاركته في المؤتمر ويتوقع ان يبحث مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل بشأن اقتراحه للمساعدة على تنظيم قوة شرطة وجمع الاسلحة من العيار الصغير المنتشرة بكثرة في البلاد بعد ستة اشهر من المعارك.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه سيتعين على المجلس الانتقالي ايضا quot;توضيح خارطة طريق سياسية وصياغة مطالبهquot; بغية بناء دولة قانون بعد 42 عاما من حكم مستبد للعقيد معمر القذافي، quot;42 عاما من الغيبوبةquot; بحسب تعبير احد الائمة في طرابلس.

وقد دعي كل من جبريل وعبد الجليل الى باريس. ويتوقع ان تتركز مطالبهما بالدرجة الاولى على قطاعات التعليم والصحة والامن.

ولدفع رواتب الموظفين واعادة تأهيل الجيش والشرطة دعا جبريل الى الافراج عن الارصدة الليبية المجمدة في اطار قرارات الامم المتحدة اواخر شباط/فبراير واذار/مارس الماضيين. وكررت هذه الدعوة جامعة الدول العربية في عطلة نهاية الاسبوع المنصرم.

وحتى الان افرج عن 1,5 مليار دولار من الارصدة الليبية المجمدة في المصارف الاميركية امام لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة حيث تجري مبادرات اخرى من بريطانيا وفرنسا.

وافادت مصادر دبلوماسية ان الصين عارضت طلبا بريطانيا في هذا المنحى وتقدمت فرنسا بدورها بطلب للافراج عن خمسة مليارات يورو من الاموال المجمدة.

وقدر الثوار حاجاتهم للمساعدة العاجلة بخمسة مليارات دولار.

واعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي تشارك بلاده في عضوية مجموعة الاتصال حول ليبيا مشاركته في مؤتمر باريس وكذلك المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وكانت المانيا قد امتنعت عن التصويت على القرار 1973 الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين الليبيين ورفضت المشاركة في العمليات العسكرية التي يقودها الحلف الاطلسي. لكن الصفحة قد طويت. وقال جوبيه الاثنين في برلين quot;نجد انفسنا جنبا الى جنب لمساعدة الليبيين على بناء ليبيا الغدquot;.

ويتوقع ان تتمثل معظم الدول المشاركة بوزراء خارجيتها، لا سيما الولايات المتحدة التي ستوفد وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون وتركيا التي ستتمثل بوزيرها احمد داود اوغلو.

كذلك ستكون قطر ودولة الامارات العربية المتحدة، الدولتان العربيتان الوحيدتان المشاركتان في عمليات التحالف في ليبيا، ممثلتين في مؤتمر اصدقاء ليبيا quot;وايضا جميع الدول العربية التي ترغب في المشاركة في اعادة اعمار ليبياquot; كما قالت وزارة الخارجية الفرنسية.

ولفت المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الى quot;ان البلدان المجاورة لليبيا، وبالاخص مصر، سيكون لها بالتأكيد دور هام لتلعبه في مواكبة ليبيا الجديدةquot;.

كذلك تمت ايضا دعوة الصين وروسيا والهند والبرازيل التي ابدت تحفظاتها ازاء تدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا.

اما الاتحاد الافريقي المنقسم فلم يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي. وعلق دبلوماسي فرنسي على ذلك بالقول quot;ان الاتحاد الافريقي لم يحسم امره باتخاذ الخطوة. انه امر مؤسف. نأمل الا يتأخر ذلكquot;.

ابرز اجتماعات مجموعة الاتصال حول ليبيا

وانشئت مجموعة الاتصال المكلفة quot;القيادة السياسيةquot; للعملية الدولية في ليبيا، في لندن في 29 اذار/مارس الماضي.

وتضم المجموعة دولا غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودولا عربية لا سيما قطر، اضافة الى منظمات دولية بينها الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي وجامعة الدول العربية.

واقترحت فرنسا التي كانت في طليعة الدول التي ساندت الانتفاضة الليبية على نظام معمر القذافي، استضافة مؤتمر لquot;اصدقاء ليبياquot; في الاول من ايلول/سبتمبر في باريس.

وفضلا عن مجموعة الاتصال دعيت الصين وروسيا والهند للمشاركة في المؤتمر. كذلك يتوقع ان يشارك فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

وفي ما يلي تذكير بابرز اجتماعات مجموعة الاتصال حول ليبيا:

- 29 اذار/مارس : مؤتمر دولي يوافق في لندن على تشكيل quot;مجموعة اتصالquot; سياسية حول ليبيا. وقد شاركت 36 دولة في الاجمال في ذلك الاجتماع اضافة الى الحلف الاطلسي والامم المتحدة.

- 13 نيسان/أبريل : اول اجتماع لمجموعة الاتصال في الدوحة على مستوى وزراء الخارجية. وقد ضم الاجتماع عشرين دولة ومنظمة برئاسة بريطانيا وقطر.

وقررت المجموعة تقديم مساعدة مالية للثوار وكذلك دعما ماديا. واعلنت ان المجلس الوطني الانتقالي هو الممثل quot;الشرعيquot; للشعب الليبي، واكدت مجددا على ضرورة رحيل العقيد القذافي من اجل انهاء الازمة.

- 5 ايار/مايو : مجموعة الاتصال تعقد اجتماعا في روما وتقرر اقامة صندوق خاص لمساعدة الثوار سمي quot;آلية التمويل الموقتةquot; تتم تغذيته بهبات وقروض ثم بالارصدة الليبية المجمدة حاليا في الولايات المتحدة واوروبا بوجه الخصوص.

وقد فرضت الامم المتحدة في شباط/فبراير عقوبات اقتصادية على نظام طرابلس تتضمن تجميد ارصدة عائلة القذافي وشخصيات قريبة منه. وطالب المجلس الوطني الانتقالي نقل هذه الارصدة الى الثوار.

- 9 حزيران/يونيو : مجموعة الاتصال تضع اللمسات الاخيرة في ابوظبي على الالية التي تسمح للمجلس الوطني الانتقالي بتلقي اموال تأتي خصوصا من ارصدة النظام المجمدة.

- 15 تموز/يوليو : مجموعة الاتصال تعترف في اسطنبول بالمجلس الوطني الانتقالي بصفته quot;السلطة الحكومية الشرعيةquot; للبلاد مما يسمح بالافراج عن بعض الارصدة التي تعود الى الدولة الليبية.

- 25 اب/اغسطس: مجموعة الاتصال قررت تسريع عملية الافراج عن الاموال المجمدة، غداة مطالبة المجلس الوطني الانتقالي اثناء اجتماع في الدوحة بالافراج عن خمسة مليارات دولار كمساعدة عاجلة من الارصدة المجمدة.