صنعاء: تظاهر آلالاف الثلاثاء في صنعاء تلبية لدعوة اللجنة التنظيمية لquot;شباب الثورةquot; في اليمن الى quot;مسيرات مليونيةquot; للمطالبة بنقل سلطات الرئيس علي عبد الله صالح فوراً وبدء ملاحقات ضده. وهتف المتظاهرون quot;الشعب يريد يمنا جديداquot; وquot;الشعب يريد نصر الثورةquot;.

واعرب المتظاهرون عن رفضهم قرار الرئيس اليمني تكليف نائبه التفاوض مع المعارضة حول نقل السلطة عملا بالمبادرة الخليحية التي رفضها قبلا. ونددت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة الذين كانوا وراء انطلاق الاحتجاجات الشعبية في كانون الثاني/يناير في بيان بقرار صالح واكدت ان quot;الشباب يرفضون رفضا قاطعا التسويف ويطالبون بالحسم الثوري واسقاط بقايا النظام فورا ومحاكمة صالح وكل مرتبكي الجرائم ضد الثورةquot;.

واستمرت التظاهرات في ساحة التغيير في صنعاء حيث يعتصم متظاهرون منذ شباط/فبراير للمطالبة برحيل صالح، تحت رقابة وحدات من الجيش انضمت الى الاحتجاجات لتجنب الصدامات مع القوات الموالية لصالح التي تسيطر على سائر انحاء العاصمة.

ولا يزال الرئيس اليمني الحاكم منذ 1978 في نقاهة في السعودية التي نقل اليها في الرابع من حزيران/يونيو لتلقي العلاج بعد اصابته في هجوم استهدف قصره في صنعاء في الثالث من حزيران/يونيو. وقد عارض صالح حتى الان التوقيع على المبادرة الخليجية بالرغم من الضغوط الدولية، كما رفض نقل صلاحياته الى نائب الرئيس عبد ربه منصور الهادي.

غير انه اعلن الاثنين انه يوكل الهادي بالتفاوض مع المعارضة البرلمانية حول نقل السلطات عملا بالمبادرة الخليجية التي تمنحه الحصانة. غير ان المعارضة البرلمانية اعتبرت ان قرار صالح ليس الا مناورة واتهمته بمواصلة التمسك بالحكم. ويحكم صالح منذ 1978 وتنتهي ولايته الحالية حتة 2013. ويهدد الشلل السياسي باثارة مواجهات مجددا بين قوات الرئيس اليمني ومعارضيه.

المفوضة العليا لحقوق الانسان تطالب بتحقيق حول الوضع في اليمن

من جانبها، دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الثلاثاء الى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة بعد الاضطرابات العنيفة التي اوقعت مئات القتلى والاف الجرحى في اليمن. وفي تقرير سيناقشه مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان طلبت بيلاي من المجتمع الدولي العمل من اجل quot;اجراء تحقيقات دولية مستقلة وحيادية بشأن الاحداث التي اسفرت عن خسارة ارواح بشرية عديدة وجرحىquot;.

واشار التقرير الذي تضمن نتائج مهمة بعثة ارسلتها بيلاي الى اليمن من 28 حزيران/يونيو الى 6 تموز/يوليو، الى quot;ان عددا كبيرا من انتهاكات حقوق الانسان والتجاوزات وقع على ما يبدو في سائر انحاء البلادquot;.

واضاف التقرير quot;ان الكثير من هذه الادعاءات تتعلق باستخدام مفرط للقوة ضد متظاهرين مسالمين بغالبيتهم من قبل قوات الامن وحلفائهاquot;. وشدد التقرير ايضا على quot;النزاعات بين انصار الحكومة ومعارضيها، افراد قبائل مسلحة، واسلاميين مسلحين وقوات الامن الحكوميةquot;.

ولا يذكر التقرير حصيلة مفصلة للقتلى بل يشير الى ان quot;مئات الاشخاص قتلوا والافا اصيبوا بجروحquot;. وقد استمع اعضاء بعثة الامم المتحدة خلال لقاءات في صنعاء وتعز وعدن الى شهود رووا لهم ان مسلحين بالزي العسكري او المدني كانوا يصوبون اسلحتهم على متظاهرين.

وعندما يطلق رجال باللباس المدني النار على متظاهرين لا تحرك الشرطة ساكنا بحسب التقرير. وحذر التقرير الذي دعا الطرفين الى الهدوء، quot;من خطر ان يصبح المتظاهرون عنيفين ردا على استخدام الحكومة بشكل مفرط للاسلحة الفتاكةquot;.

وقال هاني ميغالي الذي يترأس شعبة المفوضية العليا للامم المتحدة لاسيا-المحيط الهادىء والشرق الاوسط وشمال افريقيا الثلاثاء انه quot;من الواضح ان البلاد على شفير الحرب الاهليةquot;.

واضاف quot;على المجتمع الدولي ان يشدد ضغوطه لاننا امام وضع يموت فيه الناس او يصابون بجروح كل يوم فيما الاحباط يتزايد اكثر فاكثر والناس لا يرون نهاية النفق لان البلاد في مأزق ولا احد يريد القيام بخطوة الى الامامquot;. وتهز اليمن الذي يعد افقر دول الشرق الاوسط، انتفاضة شعبية تحولت الى مواجهة مسلحة.