لندن: كان الرئيس الاميركي باراك اوباما يتمنى لو ان الخطاب الذي القاه في الأمم المتحدة تضمن إعلاناً ظافراً بتحقيق خطوات على طريق السلام في الشرق الأوسط أو يتيح له أن يرفل في وهج صلح تحقق بعد عقود من النزاع.

لذا لم يكن الخطاب هو الذي كان يريد الرئيس الاميركي توجيهه الى العالم. فعندما تولى اوباما الرئاسة الاميركية قبل عامين توقع بثقة ان يحقق خلال هذه الفترة ما عجز عن تحقيقه عدد لا يحصى من الرؤساء الاميركيين الذين جاءوا من قبله. وكان من بين ما عقد العزم على تحقيقه السلام في الشرق الأوسط.

وبدت مهمة اوباما سهلة نسبيا وقتذاك. فبعد ثماني سنوات من ادارة جورج بوش الذي شن حرب العراق متجاهلا الأمم المتحدة، ودأب على الاستهانة بجدوى المنظمة الدولية، كان العالم جاهزا لاستقبال اوباما في الأحضان. وكتب ستيوارت باتريك الباحث في مجلس العلاقات الخارجية في حينه ان اوباما وعد بحقبة جديدة من التواصل وكان الجمهور كله آذانا صاغية.

وكانت المحادثات بين الاسرائيليين والفلسطينيين العام الماضي ما زالت تنبض بالحياة، ولو بصعوبة، واوباما قادرا على التباهي بأجواء التعاون الجديدة بين القوة العظمى الوحيدة وبقية العالم.

كما شهد العالم وجودا قويا للأمم المتحدة في ساحل العاج حيث تصدت لمحاولة لوران غباغبو تحدي نتائج الانتخابات، والاستفتاء الذي اشرفت عليه المنظمة الدولية ليسفر عن انبثاق دولة جنوب السودان من انقاض نزاع دام عشرين عاما، على حد تعبير صحيفة الديلي تلغراف.

وقبل اثني عشر شهرا بالتمام كانت تونس ومصر وليبيا ممثلة على منبر الأمم المتحدة بحكام دكتاتوريين رحلوا الآن. وكما قال اوباما في خطابه فان هذه العام كان عاما استثنائيا بامتياز إلا في القضية الفلسطينية.

وكل ما كان بمقدور اوباما ان يفعله هو تأكيد رغبته في تحقيق قيام الدولة الفلسطينية مع ضمان أمن اسرائيل.

وكما قال في احيان كثيرة من قبل فان التوصل الى اتفاق على القضايا التي يختلف الاسرائيليون والفلسطينيون بشأنها مسألة عائدة اليهم. وأعلن اوباما quot;ان السلام يعتمد على حلول وسط بين شعوب عليها ان تتعايش فيما بينها زمنا طويلا بعد الانتهاء من خطاباتنا وعدِّ اصواتناquot;. وهي كلمات نبيلة، لكنها كلمات كان يستطيع ان يتفوه بها حرفيا حين تناول القضية قبل عامين، كما تلاحظ الديلي تلغراف.