تحذر القيادة الفلسطينية من أن يوم الجمعة الثالث والعشرين من سبتمبر تاريخ سيكون له ما بعده من تطورات.


الفلسطينيون ينضمون تظاهرات داعمة للجهود قيادتهمفي الامم المتحدة

رام الله: يبدو جليًا أن القيادة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس حريصة على التأكيد بأن يوم الثالث والعشرين من سبتمبر الجاري يشكل يوما مفصليا في تاريخ شعبها الذي تطالب بحصوله على دولة مستقلة.

ويأتي هذا الحرص مع اصرار القيادة الفلسطينية على التمسك بالطلب من مجلس الامن الدولي يوم الجمعة القادم عبر رسالة سيقدمها الرئيس عباس للاسكرتير العام للامم المتحدة لمنح عضوية لدولة فلسطين في الامم المتحدة.

وخلال الايام الاخيرة عمل الكثير من اعضاء هذه القيادة على التأكيد المقرون بنوع من التحذير في كثير من الاحيان على ان هذا التاريخ سيشكل مرحلة جديدة بالنسبة للنضال الوطني الفلسطيني والصراع المتواصل مع اسرائيل منذ عشرات السنين.

وفي كل الاحوال يتحدث هؤلاء عن خيارات اخرى بديلة عن التوجه لمجلس الامن الدولى غير انه يتجنبون الدخول في تفاصيل وطبيعة هذه الخيارات قبل ان يشددوا على أن المفاوضات مع اسرائيل باتت جهدا يبذل بلا فائدة تقريبا.

ولا يعرف حتى الآن كما لا يمكن التأكيد فيما إذا كان هؤلاء قد يقدمون على تفجير انتفاضة ثالثة في وجه اسرائيل لدفعها للاعتراف بحقهم في اقامة دولة مستقلة رغم اعتراف الأخيرة أن الاوضاع في محيطها قد تغيرت خاصة بعد ما جرى في مصر وتركيا.

وينقسم الفلسطينيون في واقع الامر الى معسكرين تقود الاول فيه حركة (فتح) التي يتزعمها الرئيس عباس والتي تعطي كما يبدو الأولوية لخيار المفاوضات مع اسرائيل فيما تبرز حركة (حماس) كقائد للمعسكر الثاني الذي يتحدث عن quot;مقاومة الاحتلالquot;.

وحذر عدد قادة حركة (فتح) أخيرًا من أن quot;المرحلة القادمة يمكن أن تشهد زلزالاً كبيرًا في المنطقة يجب الاستعداد له خاصة في ظل ما تشهده بعض الدول العربية من تحركات شعبية ومظاهرات ابدت اهتماما متزيدا تجاه ما يحدث على جبهة صراع الفلسطينيين مع اسرائيلquot;.

ورأى المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة في تصريحات اطلقها من نيويورك حيث توجه الرئيس الفلسطيني قبل ايام الى هناك quot;من ان المرحلة القادمة ستحمل رسالة تنبيه وتحذير بالغة الاهمية بالنسبة لكل العالمquot;.

ودعا ابو ردينة في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الفلسطينية اليوم المجتمع الدولى الى quot;الاختيار بين السلام والاستقرار والأمن في الشرق الاوسط بدعم اقامة دولة فلسطين او ان يسمح لاسرائيل بالاستمرار بهذا العبث الامر الذي سيعرض مصالح الجميع في هذه المنطقة الى الخطرquot;.

وتتعرض السلطة الفلسطينية وفق ما يتردد الى ضغوط شديدة للتراجع عن خطتها التقدم بطلب لمجلس الامن الدولي لمنح دولة فلسطين العضوية في الامم المتحدة والتي ستصل اوجها اليوم بالاجتماع الذي سيعقده الرئيس عباس مع الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وتسعى الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الاوسط منذ عدة ايام للتوصل الى صيغة يقبلها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني تسمح باستئناف المفاوضات بينهما بما يحول دون التوجه الى مجلس الامن.

وتهدف هذه الجهود لمنع مواجهة في مجلس الامن بشأن الاعتراف بدولة فلسطين من خلال وضع خطة تسمح للرئيس عباس طلب الاعتراف بهذه الدولة من مجلس الامن على ان تؤجل عملية التصويت عليها الى وقت لاحق بينما يجري البدء بجولة مفاوضات جديدة.

ونقلت وسائل اعلام مختلفة عن مصادر مختلفة قوله ان quot;الحل الوسط المقترح الذي تسعى اللجنة الرباعية لوضعه يقضي كذلك بأن تصدر الاخيرة بيانا يحدد الاطار الخاص بالمفاوضات الجديدة والذي سيتضمن جدولا زمنيا لميلاد دولة فلسطينيةquot;.

واليوم كرر كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات دعوته لكل دول العالم quot;لان تتفهم ان المسعى الفلسطيني في مجلس الامن يهدف الى تثبيت خيار الدولتين على حدود العام 1967quot; والذي رأى quot;انه لا يتعارض لا مع القانون الدولي ولا مع الشرعية الدوليةquot;.

واكد عريقات في حديث مع اذاعة (صوت فلسطين) الرسمية ان quot;تاريخ الثالث والعشرين من سبتمبر القادم والذي سيقدم فيه الرئيس عباس طلب منح فلسطين عضوية في الامم المتحدة يشكل البداية لنضال الفلسطينيين للحصول على دولة مستقلةquot;.

وشدد على quot;انه لا يمكن للفلسطينيين بحال من الاحوال الموافقة على استمرار الاحتلال وابقاء الاوضاع في المناطق الفلسطينية على ما هي عليه الانquot; مؤكدا ان quot;اسرائيل والعالم باتوا امام خيارات محددة بالنسبة لناquot;.

وحذر عريقات من quot;انه لا يمكن لنا ان نوافق على استمرار اسرائيل بتنفيذ ما يحلو لها على ارضنهاquot; متعهدا في ذات الوقت quot;بمواصلة العمل حتى نتمكن من اعادة فلسطين وشعبها الى خارطة الجغرافيا اسوة بكل شعوب الاخرىquot;.

وتحاول الولايات المتحدة الاميركية ثني الفلسطينيين عن التوجه لمجلس الامن بالتهديد باجراءات عقابية ضدهم تشمل قطع المساعدة المالية المقدمة لهم والبالغة 500 مليون دولار اضافة الى اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

وزعمت وسائل اعلام اسرائيلية ان quot;الفلسطينيين يتعرضون للضغط كذلك بسب عدم تأكدهم من حصولهم على الاصوات التسعة اللازمة للفوز بالاعتراف في مجلس الامن الدولى والذي تهدد الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (فيتو) فيه ضد الطلب الفلسطيني.

واليوم توجه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الى الولايات المتحدة الاميركية للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وذلك بعد ساعات من الاعلان عن مشروع لبناء مئات المنازل للمستوطنين في القدس التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم.