الجنرال ميخائيل كلاشنيكوف مع اختراعه الجهنمي

لم يدخل سلاح ناري وجدان العالم - لأسباب عدة ومتضاربة - مثل مدفع الكلاشنيكوف. لكن الجيش الروسي قرر أن لديه ما يكفيه منه، وأنه بحاجة إلى آخر أكثر تطورًا فأوقف شراءه. وفرض في الوقت نفسه تعتيمًا على النبأ خوفًا على مخترعه العجوز من الصدمة.


فعل الجيش الروسي ما لم يكن يخطر على بال. فقد قرر التوقف عن إصدار أي طلبيات جديدة على مدافع laquo;كلاشنيكوفraquo; الرشاشة المعتبرة أشهر الأسلحة من هذا النوع في مختلف أرجاء العالم.

وكان اتخاذ هذا القرار حسّاسًا الى حد أن القائمين على شؤون الدفاع فرضوا حظرًا على وصول النبأ الى مخترع هذا السلاح الجهنمي الجنرال ميخائيل كلاشنيكوف.

وقالوا في معرض دفاعهم عن هذا التعتيم إن هذا الرجل، البالغ من العمر 91 عامًا الآن، يمكن أن يصاب بصدمة تؤدي إلى وفاته بسكتة قلبية فورية في حال سمع بمصير اختراعه الشهير في موطنه.

يذكر أن ميخائيل كلاشنيكوف ndash;المصنّف بطلاً قوميًا في التاريخ السوفياتي ndash; بدأ حياته العسكرية مجندًا في صفوف الجيش الروسي. وقد صمّم مدفعه الذي يحمل الاسم الرسمي laquo;ايه كيه ndash; 47raquo; في العام 1947، وبيع منه 100 مليون قطعة منذ ذلك الحين. ولاحقًا أصدر نسخة أخرى مطورة باسم laquo;كيه ايه ndash; 74raquo;. لكن كلا المدفعين ظل يعرف باسم laquo;كلاشنيكوفraquo; نسبة مباشرة اليه.

ونقلت الصحافة البريطانية تصريح مسؤول عسكري للصحافة الروسية جاء فيه: laquo;لا نريد ارتكاب الخطيئة المتمثلة في إخطار الجنرال ميخائيل كلاشنيكوف بقرارنا. فقد لا يحتمل قلبه الضعيف الآن ولا شك سماعه نبأ كهذا... نخشى أن يلفظ نفسه الأخير فور علمه بالأمرraquo;.

ونقلت الصحافة الروسية أيضا عن رئيس هيئة الأركان الروسية، نيكولاي مكاروف، قوله إن الجيش الروسي laquo;بحاجة الى مدفع رشاش أكثر تطورًا من الكلاشنيكوف التقليديraquo;. ولذا فقد أمر بتطويره في المصانع نفسها التي تنتج مدفع الكلاشنيكوف في إيزيفسك في أواسط روسيا. وسيكون المدفع الجديد جاهزًا بحلول العام 2014.

ووفقا لخبير الشؤون العسكرية الروسية، ايغور كوروتشينكو، فلن يأمر الجيش، حتى ذلك الحين، بشراء المزيد من الكلاشنيكوف، لأن لدى القوات المسلحة ما يكفي لسد احتياجاتها منه خلال 15 إلى 20 سنة المقبلة. وأضاف قوله إن مخازن السلاح الموروثة عن العهد السوفياتي laquo;تطفح بملايين القطع من ذلك المدفع، ولذا فستتجه البلاد الى التركيز على تصديره بانتظار بدء إنتاج المدفع الجديدraquo;.

وقالت الصحافة البريطانية إن مدفع كلاشنيكوف laquo;يظل حتى الآن السلاح المفضل لدى نحو 50 من جيوش العالم النظامية، إضافة الى زمرة هائلة من حركات التحرير والتمرد المسلحة، ولوردات حروب المخدرات في أميركا اللاتينية، والقراصنة الصوماليين، وعصابات السطو المسلح في لوس انجليس، والإرهابيين الإسلاميينraquo;.

وأشارت هذه الصحافة ايضًا الى laquo;المكانة الثقافيةraquo; التي تربّع عليها هذا المدفع في وجدان العديد من الشعوب والجماعات حتى صار رمزًا لمختلف أشكال الأنشطة المشروعة وغير المشروعة. ولهذا فقد أصبح جزءًا من المفردات الشعرية الثورية وأغاني الراب واللوحات التشكيلية، وصار عاديًا أن تزين صورته لافتات التظاهرات وقمصان الـlaquo;تي شيرتraquo; على سبيل المثال.