رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس

أثار اتهام رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس بالإساءة للدين الإسلامي، الكثير من ردود الفعل، وذلك على خلفية نشره رسوماً كاريكاتورية على صفحته على موقع تويتر ينظر إليها على أنها مسيئة للإسلام. وقال محاميه إن الهدف من إقامة الدعوى ضد ساويرس سياسية.


القاهرة: قال المستشار نجيب جبرائيل محامي ساويرس لـquot;إيلافquot; إن هناك اختلاطا في الأمور بشأن هذه القضية، وأوضح أن المحامي ممدوح اسماعيل قدم بلاغاً للنائب العام ضد ساويرس منذ نحو ثلاثة أشهر، وتحديداً بعد نشر هذا الأخير رسوم ميكي ماوس على صفحته في موقع تويتر، مشيراً إلى أن هذا البلاغ لم يتم التصرف فيه حتى الآن، وأضاف أن هذا الإجراء يعني أن النيابة تنظر إلى البلاغ بقليل من الإهتمام، وتعتبره غير ذي جدوى أو أن الإتهام لا يمثل جريمة، ولذلك لم تستدع ساويرس لسماع أقواله.

وأضاف جبرائيل أن المحامي ممدوح إسماعيل أقام دعوى مباشرة أمام المحكمة أمس الإثنين، وهي دعوى يمكن لأي شخص أن يقيمها ضد آخر وتكلفتها بسيطة لا تتجاوز 75 جنيهاً، ويتم تحديد جلسة فوراً، مؤكداً أن إقامة دعوى الجنحة المباشرة لا تعتبر إدانة للمدعى عليه، وأوضح أن مثل هذه الدعاوى تقام في قضايا القدح والذم، وقال إن تحديد جلسة لنظر الدعوى لا يعني أن ساويرس مدان، بل إن المحكمة هي من تقوم بالتحقيق في الشكوى بنفسها.

حملة سياسية

واعتبر جبرائيل أن الهدف من وراء إقامة المحامي ممدوح إسماعيل الدعوى ضد ساويرس سياسي بحت، ووصفها بـquot;محاولة اغتيال سياسيquot;. وأوضح أن إسماعيل مرشح للإنتخابات البرلمانية في دائرة الساحل في شبرا، ويتنافس معه هناك أعضاء من حزب المصريين الأحرار الذي أسسه ساويرس، وأضاف أن إسماعيل يبغي من وراء إقامة الدعوى، تشويه صورة ساويرس ومرشحي حزبه وإضعاف موقفهم وصرف الناخبين عنهم.

وأشار جبرائيل إلى أن ساويرس يتعرض لحملة تشويه متعمدة من قبل الإسلاميين، بعد أن خاض العمل السياسي بعد الثورة، لافتاً إلى أنه رغم تقديمه إعتذارات متعددة للمسلمين جميعاً عبر وسائل إعلام شتى، إلا أن المحامين الإسلاميين يصرون على استمرار الحملة ضده. وقال جبرائيل إن البراءة مضمونة في الدعوى التي أقامها ممدوح إسماعيل يتهمه فيها بازدراء الدين الإسلامي، لا سيما أن القصد الجنائي منتف منها، موضحاً أن ساويرس قدم اعتذاره عن نشر رسوم ميكي ماوس في صفحته على تويتر، بالتالي فإن القصد الجنائي غير موجود.

غضب قبطي

وقال جبرائيل إن هذه الدعوى أثارت غضب الأقباط في مصر، لا سيما أنها تعتبر الثالثة ضدهم خلال أقل من شهر. فالأولى كانت ضد الشاب أيمن يوسف والثانية ضد الشاب صغير السن مسعود عبد الله في أسيوط، وتمت إحالتهم جميعاً على المحاكمة، بل إن بيت الأخير تعرض للحرق والهدم، وأحرقت إلى جواره أربعة منازل لأقباط، وتابع: وبالمقابل هناك قيادات ورموز إسلامية تسب الدين المسيحي ليلاً نهاراً عبر وسائل الإعلام وفي المؤلفات، ولا أحد يردعهم، وقدمت أنا شخصياً نحو 20 بلاغاً للنائب العام ضد ياسر برهامي، زعيم السلفيين في الإسكندرية، والدكتور محمد عمارة الأستاذ في جامعة الأزهر، والدكتور سليم العوا مرشح رئاسة الجمهورية، ولكن لم يتم التحقيق فيها أو إحالة هؤلاء على المحاكمة، رغم أن التهم ثابتة بحقهم. ما يعني أن القانون في مصر يكيل بمكيالين وهذا يترك غصة في حلق الأقباط.
إغتيال سياسي وشعبي

إتهام ساويرس بالإساءة للإسلام اغتيال سياسي

اتصلت quot;إيلافquot; برجل الأعمال نجيب ساويرس، إلا أن هاتفه مقفل. وقال مصدر قريب منه إنه غاضب جداً من الدعوى، وأضاف المصدر لـquot;إيلافquot; إنه يشعر أنه مستهدف بسبب لعبه دورا سياسيا واضحا بعد نجاح الثورة في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وأن هناك من يسعون إلى اغتياله سياسياً، والتأثير على شعبيته لدى المصريين، لا سيما المسلمين منهم.

وأضاف المصدر أنه علم بالقضية من خلال وسائل الإعلام، وأنه كلف مستشاريه القانونيين بمتابعتها، معلناً استعداده للمثول أمام القضاء لتبرئة ساحته من تلك التهم غير المعقولة.

الدعوى جنائية

وعلى الجانب الآخر، قال المحامي ممدوح اسماعيل الذي أقام الدعوى ضد ساويرس لـquot;إيلافquot; إنه أقام بالفعل جنحة مباشرة أمام المحكمة، نافياً أن يكون وراء الدعوى أية أهداف سياسية، وأضاف أن الدعوى جنائية، ودعا إلى ضرورة إعمال القانون على الجميع من دون استثناء، مشيراً إلى أن القضاء هو صاحب الكلمة الفصل في القضية، فإذا قال إنه بريء فعلى الرحب السعة، وإذا قال إنه مدان فيجب أن ينال عقابه.

خسائر موبينيل

إلى جانب ذلك، أثرت الدعوى القضائية سلبيافي أسهم شركة موبينيل لخدمات الهاتف النقال في البورصة، وتراجعت تعاملاتها في منتصف يوم أمس بنسبة 1.14% لتصل إلى 76.39 جنيها مقابل 77.27 جنيها بنهاية تداولات الأسبوع السابق، بعد تداول 43.5 ألف سهم بقيمة 3.3 ملايين جنيه من خلال 106 صفقات. وتسببت حملة المقاطعة لشركات ساويرس، لا سيما على موبينيل التي أطلقت منذ عدة أشهر، على خلفية نشر الرسوم الكاريكاتورية بخسائر قدرت بنحو ثلاثة ملايين مشترك، وخسائر مالية وصلت إلى نحو 50 مليون جنيه خلال النصف الثاني من العام 2011.

وقال محمد نائل الخبير المالي بالبورصة إنه من المتوقع أن تزيد التأثيرات السلبية على شركة موبينيل في السوق، وأضاف لـquot;إيلافquot; أن ارتباط الشركة بإسم ساويرس، رغم أنها تضم شركاء آخرين بأسهم تفوق أسهمه يضر بها، لا سيما أنه يدفع ضريبة سياسية. ودعا نائل إلى ضرورة التفرقة ما بين ساويرس السياسي وساويرس رجل الأعمال، الذي لديه إستثماراته في مصر، مشيراً إلى أن الحملات التي تطلق ضده تضر بالإقتصاد المصري بالأساس لصالح شركات أخرى غير مصرية.