أمير ميرزائي حكمتي

تحولت محاكمة الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية امير ميرزائي حكمتي والحكم عليه بالإعدام إلى صفحة تشنج جديدة بين إيران وأميركا.


لندن: يرد إسم الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية امير ميرزائي حكمتي، الذي حُكم عليه بالإعدام في ايران بعد ادانته بتهمة التجسس لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، بوصفه أحد الأشخاص الرئيسيين الذين يمكن الاتصال بهم في عقد للتدريب اللغوي، وقّعته وزارة الدفاع الأميركية عام 2009 مع شركة كوما غيمز المتخصصة بتطوير ألعاب الكترونية حربية تستند إلى الواقع. وإحدى هذه الألعاب الالكترونية لعبة بإسم quot;هجوم على ايرانquot;.

ويرى مراقبون إن العقد البالغة قيمته 95920 دولاراً، وخدمة حكمتي في الجيش الأميركي وأصوله الإيرانية وبعض الأعمال اللغوية التي انجزها لوكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدمة، قد تساعد في فهم الأسباب التي دفعت السلطات الإيرانية المسكونة بهاجس التهديدات والمؤامرات الأميركية ضد ايران إلى اعتقاله في آب(اغسطس) الماضي خلال زيارة إلى ايران هي الأولى في حياته.

وأكدت عائلة حكمتي المصدومة، براءته قائلة إنه كان يزور اقارب، واعتبرت ان محاكمته ناجمة عن سوء فهم خطير. ولكن إدانة حكمتي البالغ من العمر 28 عاما، وإعلان الحكم عليه بالإعدام يوم الإثنين تحولا إلى صفحة أخرى في علاقة ايران المتشنجة مع الولايات المتحدة.

ورفضت عائلة حكمتي الذي يعمل والده علي ميرزائي استاذا في البيولوجيا الجرثومية، وتعمل والدته مهنية في دائرة الضرائب، طلبات وسائل الإعلام اجراء مقابلات مع افرادها وأحالت جميع الطلبات إلى شركة للعلاقات العامة. كما امتنعت شقيقاته الثلاث وشقيقه الأصغر عن التعليق.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مايكل كيلي الناطق بإسم كلية موت كوميونتي، التي يعمل فيها والد حكمتي مدرساً ان العائلة لا تريد أن تقول شيئا قد يؤثر سلباً مشيرا إلى ان quot;ما يبدو بريئا هنا يمكن ان يُفسّر تفسيرا مغايرا هناكquot;.

ولعل العائلة استمعت إلى نصيحة محاميها بيير ريتشارد بروسبر، وهو دبلوماسي سابق تفاوض بنجاح من أجل الإفراج عن أميركي آخر من أصل ايراني سُجن في ايران عام 2010.

ولكن سجل حكمتي الذي يتضمن خدمته في الجيش الأميركي، وتعاقده مع البنتاغون، وتقارير وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن محاكمته، وبث اعترافاته على التلفزيون، تعطي فكرة عن الطريق الذي أدى إلى تورطه في الأزمة الإيرانية.

وقال هادي قائمي، مدير الحملة الدولية لحقوق الإنسان في ايران، وهي منظمة حقوقية، إن حكمتي ربما كان شخصا بريئا ساذجا أراد زيارة ايران وتلقى تأكيدات بأن مكروها لن يحدث له. وأضاف إنه من الجائز ان السلطات الإيرانية quot;كانت تبحث عن شخص آخر تستطيع ان تعتقلهquot;.

وفي حين امتنعت وكالة المخابرات المركزية عن التعليق على اعتقال حكمتي، فان مصادر مطلعة على أساليب الوكالة في تجنيد الأشخاص للعمل في صفوفها، استبعدت ان توظف الوكالة شخصاً تاريخ خدمته في الجيش الأميركي معروفا للجميع. وخدم حكمتي في مشاة البحرية لمدة أربع سنوات وأمضى خمسة أشهر في العراق، وعمل مدرسا لتعليم اللغة العربية في المعهد اللغوي لوزارة الدفاع في مونتيري بولاية كاليفورنيا. كما كان يحمل هويته العسكرية السابقة حين أُلقي القبض عليه، وهو تصرف غير معهود لدى الجواسيس.

ولكن عمل حكمتي في المجال اللغوي بعد أن أنهى الخدمة العسكرية، ربما أثار اهتمام المحققين الإيرانيين. ففي عام 2006 أنشأ حكمتي شركة لترجمة الوثائق مختصة باللغات العربية والفارسية وquot;القضايا العسكريةquot;، كما يقول موقع الشركة.

ولعل ما استأثر حتى بقدر أكبر من اهتمام الإيرانيين، عمل حكمتي اللاحق في شركة كوما غيمز المتخصصة بإعادة تمثيل مواجهات عسكرية، تمكن اللاعبين من المشاركة في ألعاب تستند إلى أحداث حقيقية. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن رئيس الشركة كيث هالبر لم يرد على طلباتها التعليق على الموضوع.

وتبين وثيقة خاصة بمنحة مالية من النوع الذي يُقدم للمشاريع الصغيرة أن حكمتي كان مسؤولا عن الفوز بعقد للشركة مع وزارة الدفاع الأميركية لتطوير أدوات لغوية يمكن أن يستخدمها المدربون والجنود الأميركيون في أنحاء العالم.

وشركة كوما معروفة في إيران بسبب لعبتها التي تصور هجوما عسكريا أميركيا متخيلا على ايران. وقالت الشركة على موقعها بعد الإشارة إلى الإقبال الواسع الذي لاقته اللعبة انها تمرين quot;يحاكي هجوماً اميركياً على منشأة نووية حيوية ايرانيةquot;. وردت شركات ايرانية لإنتاج الألعاب الالكترونية بنسخة مضادة.

وعلى الرغم من أن لعبة quot;هجوم على ايرانquot; لا تمت بصلة إلى حكمتي، فإن تقارير وسائل الإعلام الإيرانية عن اعترافاته المفترضة، تضمنت رسالة يُنقل عنه فيها قوله بالفارسية إنه عمل في شركة كوما، وهي quot;شركة ألعاب الكترونية تلقت أموالاً من وكالة المخابرات المركزية لتصميم وإنتاج أفلام وألعاب الكترونية، هدفها تغيير ذهنية الرأي العام في الشرق الأوسط وتوزيعها بين سكان الشرق الأوسط مجاناquot;. وجاء في الإعترافات المفترضة إن هدف هذه الشركة هو quot;اقناع شعوب العالم والعراق بأن ما تفعله الولايات المتحدة في العراق وبلدان اخرى عمل صالح ومقبولquot;.