جاءت نتائج الإعادة من المرحلة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب المصري لتعزز قبضة الإسلاميين على البرلمان، هذا في وقت لم يتمكن جميع الفلول أو بقايا النظام السابق من إحراز أي مقعد.


مصرية تدلي بصوتها

القاهرة: حقق التيار الإسلامي في مصر إكتساحاً جديداً في جولة الإعادة من المرحلة الأخيرة في الإنتخابات البرلمانية، وحصد غالبية المقاعد الفردية. فيما خسر جميع الفلول أو بقايا النظام السابق، ولم يحصلوا على أية مقاعد، ويبقى الأمل الأخير لهم في دائرة نجع حمادي في محافظة قنا التي ينافس فيها عبد الرحيم الغول المعروف بـquot;زعيم الفلولquot;، حيث ستجري الإنتخابات فيها لاحقاً، بعد صدور حكم ببطلانها. وبذلك، ضمن الإخوان الأغلبية المطلقة في أول برلمان بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.

الإخوان ثم السلفيون

ووفقاً للنتائج، فإن 19 مرشحا لحزب الحرية والعدالة من بين 27 مرشحا فازوا في جولة الإعادة في المرحلة الثالثة للانتخابات، بينما لم تعلن نتيجة كل من الوادي الجديد وشمال سيناء، بالإضافة إلى تأجيل الانتخابات في الدائرة الأولى في القليوبية على المقاعد الفردية والدائرة الأولى في الدقهلية علي المقعد الفردي عمال والدائرة الثالثة في محافظة قنا ليومي 14 و15 من يناير الجاري. وبذلك يكون الإخوان قد حصدوا 26 مقعداً في المرحلة الثالثة للفردي، بينما حصل حزب النور السلفي على 8 مقاعد، ثم 7 للمستقلين، ومقعد واحد للوفد، ومقعد لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.

خسارة مرتضى منصور

مرتضى منصور

وكان مرتضى منصور أبرز الخاسرين في جولة الإعادة، لصالح مرشح حزب الحرية والعدالة خالد الديب بفارق 35 ألف صوت لصالح الأخير في دائرة ميت غمر في محافظة الدقهلية. وينظر المصريون إلى منصور على أنه من الفلول، حيث كان من أشد المدافعين عن الرئيس السابق حسني مبارك، ويواجه اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين فيما عرف لquot;موقعة الجملquot;، وكان يصف مبارك تارة بquot;الرجل الكبيرquot;، وتارة بquot;بابا أو أبوياquot;.

وفور ظهور النتائج خرجت الكثير من النوادر منها quot;الديب أكل مرتضىquot;، quot;الديب نهش لحم مرتضى منصورquot;، quot;مرتضى منصور بعد خسارته: لدي سي ديهات الإنتخابات سوف أفتحها أمام المحكمةquot;، في إشارة إلى أنه دائماً ما يدخل معارك، ويردد أنه يمتلك سي ديهات تتضمن مشاهد فاضحة لخصومه.

حرائق احتجاجاً على خسارة الفلول

كما خسر محمود نبيه عضو مجلس الشعب لدورتين متتاليتن عن الحزب الوطني المنحل في الدقهلية أيضاً. وفي أول فعل على خسارته لصالح الدكتور أبراهيم أبو عوف مرشح حزب الحرية والعدالة، أحرق أنصار نبيه مقر حزب الحرية والعدالة، وأحرقوا محال تجارية مملوكة للمرشح الفائز، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء بكثافة، ما أثار الرعب في قلوب الأهالي، وتدخلت قوات الشرطة، وألقت القبض عليهم.

فوز أشهر مقاوم للفساد

وكان المهندس حمدي الفخراني أبرز الفائزين من المستقلين في محافظة الغربية، وتأتي قوة وشهرة الفخراني من كونه أبرز المقاومين للفساد في عهد الرئيس السابق، حيث أقام الدعوى القضائية الشهيرة ضد رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المسجون في قضية قتل المغنية الللبنانية سوزان تميم. وذلك للمطالبة بسحب أراضي مشروع مدينتي، وهو أكبر مشروع إسكاني للنخبة في مصر.

حمدي الفخراني

وصدر حكم قضائي يؤكد وجود فساد في منح أراضي المشروع لشركة مصطفى، وطالبت المحكمة برد الأرض للدولة. وتعرضت شركات مصطفى لخسائر فادحة في البورصة.

وتدخل الرئيس السابق حسني مبارك شخصياً في القضية، وشكل لجنة لإعادة تسعير الأرض وبيعها مرة أخرة لمصطفى. كما أقام دعاوى قضائية أخرى ضد وقائع فساد كبيرة لصالح رجال أعمال آخرين. واقتنص الفخراني المقعد من مرشح حزب الحرية والعدالة عبد الحليم هلال.

ولا يزال هناك بعض النتائج لم تعلن، وأخرى صدرت أحكام ببطلان الإنتخابات فيها، وسوف تجرى الإعادة يومي 15 و16 يناير الجاري.

الإخوان لن ينفردوا بالسلطة

وقال الدكتور محسن راضي القيادي في حزب الحرية والعدالة إن نتائج الإنتخابات تؤكد ثقة المصريين في الإسلاميين عموماً وجماعة الإخوان خصوصاً، مشيراً إلى أن لديهم برامج واضحة للإصلاح والتنمية الإقتصادية، والسياسية. وأضاف لـquot;إيلافquot; أن الإخوان لا يسعون للإنفراد بالسلطة، بل يؤمنون أنهم لا يمكنهم النهوض بمصر من دون مشاركة كافة القوى السياسية الفاعلة في السلطة. ودعا الجميع في الداخل والخارج إلى ضرورة احترام إرادة المصريين في اختيارهم للإسلاميين، ومنحهم الفرصة لتنفيذ برامجهم الإنتخابية، وفي حالة عدم الوفاء بها فسيكون صندوق الإنتخابات حكماً بين الجميع.