طرابلس: اعلن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ في مقابلة مع وكالة فرانس برس الاثنين ان الاتحاد الافريق يريد quot;طي صفحةquot; معمر القذافي لبناء علاقات على اسس جديدة مع المسؤولين الليبيين الجدد.

وقال بينغ الذي يقوم باول زيارة له الى ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي، ان quot;ما قلته للسلطات هو اولا ان الماضي هو ماض، مهما حصل. ينبغي طي الصفحة والنظر الى المستقبلquot;.

ولم يعترف الاتحاد الافريقي بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا (المنبثق من الثوار) كممثل شرعي للشعب الليبي سوى في ايلول/سبتمبر بعد فشله في فرض نفسه وسيطا بين نظام القذافي والثوار.

وادى هذا الموقف من الاتحاد الافريقي الى برودة في العلاقات بينه وبين النظام الجديد في طرابلس.

وقد جاء بينغ الى طرابلس quot;ليبحث مع السلطات مستقبل ليبيا الجديدةquot;. وقال ان quot;النظام السابق كان له منهجه ووسائله ورؤيته الخاصة للعلاقات مع الاخرين. ويبدو لي ان النظام الجديد يامل في اقامة علاقات طبيعية وعادية مع اشقائه الافارقةquot;.

ولفت بينغ الى ان quot;علاقات ليبيا مع الدول (الافريقية) المجاورة كانت تتطور بسرعة في الاتجاه الصحيح. لقد اسهمنا في تطبيع هذه العلاقاتquot;.

واضاف بينغ ان رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب الذي تحادث معه الاثنين، سيشارك في قمة الاتحاد الافريقي المقررة في نهاية الشهر في اديس ابابا.

وquot;ملك ملوك افريقياquot; كما كان القذافي يحب ان ينادوه، يقف وراء انشاء الاتحاد الافريقي، وقام بحملة مثيرة لانشاء الولايات المتحدة الافريقية التي كان يحلم بحكمها.

واضاف بينغ quot;في الوقت الذي انشىء فيه الاتحاد الافريقي، كان هناك تياران يديران المناقشات: من جهة، رؤية معمر القذافي مع عدد من الدول الافريقية التي كانت تريد تسريع هذا الاتحاد، ومن جهة اخرى، بعض الدول التي كانت تريد الذهاب اليه تدريجياquot;.

وبعد معمر القذافي quot;اعتقد ان النقاش سيتواصل. والفارق ان النقاش لن يرى شخصا مثل القذافي يريد ان يفرض رؤيته للامورquot;.

وقلل رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي من شان تاثير النظام السابق في الاتحاد وخصوصا في ما يتعلق بالتمويلات. واوضح بذلك ان ليبيا لم تكن المصدر الوحيد لتمويل الاتحاد الافريقي.

وقال quot;انه خطأ فادح يرتكبه العالم اجمع وخصوصا الغربيونquot;. واضاف quot;هناك خمسة مساهمين كبار (في موازنة الاتحاد الافريقي) يدفعون المبلغ نفسه، حوالى 15%: وهم ليبيا وكذلك الجزائر ومصر ونيجيريا وجنوب افريقيا.

وتسهم هذه الدول الخمس بما يصل الى 75% من موازنة الاتحاد الافريقي، وتتوزع النسبة المتبقية (25%) في ما بين دول الاتحاد الاخرى.