نجحت وساطة يقوم بها رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي في نزع فتيل أزمة عسكرية متفجرة بين بغداد وأربيل وذلك بالإعلان عن موافقة المالكي وبارزاني على سحب قواتهما من المواقع التي دفعت إليها مؤخرًا في المناطق المتنازع عليها وتولي الشرطة للملف الأمني في هذه المناطق.. في حين أكد النجيفي تصميم بلاده على فتح صفحة جديدة مع الكويت وانهاء الملفات الخلافية بين البلدين.
خلال اجتماع عقده رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي مع رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد مساء اليوم بعد ساعات من لقائه مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في أربيل أعلن عن موافقة الطرفين على تشكيل سيطرات عسكرية مشتركة بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية. وتم البحث أيضًا في آلية تنفيذ الاتفاق وضرورة الوصول إلى اتفاق حول هذه الآلية حيث سيتم سحب قوات الجيش والبيشمركة من المناطق المختلف عليها واستبدالهما بقوات الشرطة المحلية.
وبذلك يكون النجيفي قد أنجز اتفاقا مع المالكي وبارزاني على أن تستلم قوات الشرطة مسؤولية الأمن في المناطق المختلف عليها وأن تنسحب البيشمركة والجيش العراقي إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة الاخيرة بين الطرفين لكنه لم تتم الإشارة إلى مطالب الأكراد بحل قوات دجلة التي شكلها المالكي لتولي الملف الأمني في تلك المناطق وخاصة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يطالب الأكراد بضمّها إلى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991 رغم معارضة المواطنين التركمان والعرب فيها.
ومن المنتظر أن يتمّ تنفيذ الاتفاق على سحب القوات بعد استئناف اللجنة الفنية بين وزارتي الدفاع والبيشمركة اجتماعاتها في بغداد للوصول إلى الصيغة النهائية ليتم التوقيع عليها من قبل الطرفين.
وقبيل ذلك، أعلن النجيفي عقب اجتماع مع بارزاني في أربيل انه quot;ضمن مساعيه المستمرة لتهدئة الأوضاع ونزع فتيل الأزمة بين حكومتي بغداد واقليم كردستان فقد بحث مع رئيس اقليم كردستان سبل إنهاء الأزمة الراهنة من خلال طرح الحلول والبدائل والخيارات المتاحة والممكنة لتهدئة الأوضاع بين الجانبين وتجاوز مرحلة المواجهة المسلحةquot;.
وقال النجيفي في تصريح صحافي مكتوب عقب الاجتماع تلقته quot;إيلافquot; في وقت متأخر الليلة الماضية انه quot; قدم مقترحا جديدا للرئيس البارزاني يتضمن انسحاب قوات الجيش والبيشمركة من نقاط التوتر واستبدالها بالشرطة المحلية وذلك من أجل تخفيف وطأة الأزمة وضمان عدم حدوث مواجهة عسكرية مباشرةquot;. وأشار إلى أنّ بارزاني رأى ان المقترح ايجابي على ان يطرح للنقاش في اجتماع اللجان المشكلة quot;الفنية والعسكريةquot; لطرفي الأزمة.
فتح صفحة جديدة مع الكويت
وفي وقت سابق اليوم حذر النجيفي من انهيار العملية السياسية واندلاع حرب لن تتوقف في حال حصول مواجهة عسكرية بين بغداد وأربيل. وأضاف النجيفي خلال اجتماع في مقر البرلمان العراقي في بغداد اليوم مع وفد إعلامي كويتي برئاسة الإعلامي احمد يوسف البهبهاني أن الوساطة مع اقليم كردستان جاءت بعد الشعور بخطر المواجهة العسكرية التي ان حصلت فستؤدي إلى انهيار العملية السياسية وحرب لن تتوقف مبينا ان quot;الحوار خيار الجميع حيث تم الاتفاق على صيغة محددة ستزيل الكثير من المخاوف وتساهم بحل الأزمة السياسية التي أدت إلى أزمة عسكريةquot;.
وأشار النجيفي إلى أن quot;التحول من نظام مغلق وقمعي إلى نظام ديمقراطي يحتاج إلى وقت فالاستقرار يحتاج إلى مجموعة عوامل من بينها الزمن ووعي الشعب ووجود نخب مؤمنة بنهج الديمقراطية quot; متوقعا أن quot;التغييرات في دول الربيع العربي ستؤدي في النهاية إلى استقرار الدول وبناء نظم سليمةquot;.
وكشف النجيفي عن ان المقترحات المطروحة تتمثل بسحب كل القوات إلى خارج المناطق المختلف عليها وإدارتها من قبل الشرطة المحلية التي ترتبط بالمحافظين بشكل مباشر مؤكدا ان الاتفاق اذا تم فسيكون إنجازا لحل مشكلة قديمة كما نقل عنه بيان لمكتبه الاعلامي تسلمته quot;إيلافquot;.
ولفت النجيفي إلى أهمية دور العراق في المنطقة وتأثير استقراره على استقرار المنطقة موضحًا ضرورة أن تشهد العلاقات بين العراق والكويت تعاونا لتجاوز الماضي وبدء مرحلة جديدة وتعاون كامل لحل المشاكل العالقة بشكل نهائي خاصة مع وجود توجهات لدى الحكومة لإغلاق كل الملفات والعودة إلى الوضع الطبيعي وخاصة بعد الخروج من الفصل السابع الذي من الممكن أن ينتهي خلال هذه السنة.
وفي معرض رده على الاسئلة، أكد النجيفي أن التوجه العام لمجلس النواب يتمثل ببناء علاقات متينة بين العراق والكويت وفتح صفحة جديدة تسهم في تحقيق الخير للبلدين كما ان التفاهم في حسم الملفات يحتاج إلى قرار شجاع وايجابي مشيرا إلى أنّ تصريحات بعض النواب بشأن العلاقة مع الكويت تمثل رأيهم الخاص حيث إن الحياة البرلمانية تتميّز بحرية الرأي والتعبير دون أي مس أو إساءة حيث لايمكن إلزام الجميع بمنهج واحد وفقا لما كفله الدستور.
وبشأن التحولات في بعض دول الربيع العربي أوضح النجيفي أنّ التحول من نظام ديمقراطي مغلق وقمعي يحتاج إلى وقت فالاستقرار يحتاج إلى مجموعة عوامل من بينها الزمن ووعي الشعب ووجود نخب مؤمنة بنهج الديمقراطية وطبيعة التأثيرات الخارجية لافتا إلى أنّ التغييرات في دول الربيع العربي ستؤدي في النهاية إلى استقرار الدول وبناء نظم سليمة في تلك الدول.
وأشار إلى أنّ الأوضاع الاقليمية تشهد تطورات متلاحقة خاصة في مصر وتونس و سوريا منوها بأنّ الوضع السوري مهم ويؤثر في الجميع خاصة أن الاحتجاجات تحولت من الحالة السلمية إلى العسكرية بسبب قمع النظام للمحتجين وتطورت الاوضاع إلى حرب بالوكالة مؤكدا أن الشعب السوري سيحقق التغيير في النهاية والوصول إلى نظام ديمقراطي.
التعليقات