لندن: حذر الرئيس العراقي جلال طالباني من ان بلاده تواجه ازمة خطيرة بسبب غياب الثقة بين الفرقاء وانعدام الرؤية الواضحة للغايات والمرامي الفعلية والاهم من ذلك إن هذه المخاطر تقترن أحيانا بحشد متبادل للقوات والتلويح بإمكانية استخدامها.

واضاف طالباني في كلمة الى الشعب العراقي الليلة قائلا quot;يملي علي موقعي كرئيس للدولة وصائن لدستورها، كما يملي علي ضميري الوطني، أن أقول لكم بكل صدق وصراحة، إن وطننا الذي ناضلنا جميعاً، سنوات طوالاً، في سبيل تحرره من نير الدكتاتورية ومن ثم عملنا ونعمل جاهدين لارساء وترسيخ أسس الديمقراطية والعدل والمساواة في أرجائه، يواجه أزمة ليست بالهينة تستدعي منا وقفة مراجعة وتفحص لما نحن فيه ولما ينبغي أن نتفاداه وما يجب أن نصبو إليهquot;.

وحذر من إن العملية السياسية التي مرت بمراحل خطرة كادت تودي بها إلى مهاوي الاحتراب الأهلي، تواجه اليوم مخاطر يسببها غياب الثقة بين الفرقاء وانعدام الرؤية الواضحة للغايات والمرامي الفعلية، والاهم من ذلك إن هذه المخاطر تقترن أحيانا بحشد متبادل للقوات والتلويح بإمكانية استخدامها في أشارة الى الازمة بين الحكومتين الاتحادية والكردستانية.

إن مثل هذا التطور ليس خطراً على العملية السياسية فحسب، بل انه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد صميم امن البلاد وسلامة أهلها، وهو ما يفاقمه الوضع الإقليمي المتأزم بوتائر متصاعدة من حول العراق.
وشدد بالقول quot;إن كل ذلك يستدعي منا، نحن قادة البلاد، أن نعي أبعاد التأزم الراهن ونسعى لتطويقه وإيجاد الحلول للمشاكل القائمة في إطار القانون الأساسي للبلاد.. لكن صوت العقل ينبغي أن يعلو ويطغى على الأهواء والاندفاعات والمصالح الفئوية، ولابد من أن يكون الحوار البناء في ظل الدستور، أداتنا الوحيدة لمواجهة المعضلات القائمة مهما بدت مستعصيةquot;.

وأشار إلى أنّه quot;في هذا السياق بدأت سلسلة من المشاورات والاتصالات مع الاخوة في القيادات السياسية ووجدت منهم تجاوبا وتفهما لطبيعة وحساسية الوضع الراهنquot;. واكد انه quot;لكي ينتظم الحوار ويأخذ مداه لابد من تهدئة حقيقية وضبط للنفس والمشاعر وتجنب كل ما يمكن أن يدفع نحو مزيد من التوتر الميداني والسياسي والإعلاميquot;.

وقال طالباني في الختام quot;إن العراق الجديد الذي طالما حلمنا به لا يمكن بناؤه إلا في أجواء الاستقرار والتعاضد والتآخي بين جميع أبنائه وبناته على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية، ويتطلب منا جميعا تفادي كل ما يمكن ان يؤدي الى مزيد من الاحتقان والتأزيم ونبذ لغة التهديد والوعيد، واعلاء صوت الحكمة والعقل وصون الاستقرار والسلم الاهلي، وتعزيز لحمة النسيج الوطني العراقيquot;.