واشنطن: نجح ميت رومني الذي حقق السبت في ولاية نيفادا ثالث فوز له بعد نيوهامشر وفلوريدا، في تعزيز موقعه كمرشح مرجح لتمثيل الحزب الجمهوري في السباق الى البيت الابيض بالرغم من شكوك المحافظين في قدرته على الدفاع عن القيم التقليدية للحزب.

ورومني هو ابن حاكم جمهوري سابق لولاية ميشيغن، خاض السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية عام 1968 بدون ان يحالفه الحظ. وهو الابن الاصغر لعائلة من اربعة اولاد. وقد خاض بنجاح مجال الاعمال قبل ان ينطلق في السياسة متأخرا.

وبعد حصوله على شهادة ماجستير في ادارة الاعمال واجازة في القانون من جامعة هارفرد، اسس في بوسطن شركة استثمار اسمها quot;باين كابيتالquot; سمحت له بجمع ثروة شخصية تقدر بمئات ملايين الدولارات.

ولم تكن تجربته الاولى في السياسة ناجحة حيث حاول بدون جدوى عام 1994 الفوز بمقعد ادوارد كينيدي في مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس (شمال شرق). تولى منصب حاكم ماساتشوستس بين 2002 و2006 غير انه عرف فشلا سياسيا ثانيا كبيرا عام 2008 حين هزمه جون ماكين في معركة الفوز بالترشيح الجمهوري للانتخابات الرئاسية.

غير ان هاتين الهزيمتين السياسيتين لم تنالا من تصميم هذا السياسي المورموني. عرف رومني بالمثابرة منذ 1966 عندما توجه الى فرنسا كمبشر لكنيسته. وقد قضى هناك ثلاثين شهرا درس خلالها الكتاب المقدس والفرنسية وجال على المنازل مع شركائه في المعتقد محاولا اقناع الفرنسيين باعتناق ديانته ولم تضعف عزيمته حين لم يلق اي تجاوب بل تعلم الاصرار والمتابعة.

وبعد اربعة عقود ترتب عليه اقناع الناخبين الاميركيين ولا سيما خصومه المحافظين الذين اخذوا عليه اقراره نظام ضمان صحي في ماساتشوستس يشبه تماما الاصلاح الذي فرضه باراك اوباما عام 2009 على الصعيد الوطني.

ودافع ميت رومني عن نفسه موضحا ان ما يناسب ولاية معينة لا ينطبق بالضرورة على مجمل البلاد، وان اول قرار يتخذه في حال وصوله الى سدة الرئاسة سيكون الغاء اصلاح اوباما. ويعتبر وصفه بالمعتدل عائقا امامه في حملة جمهورية تجنح الى اليمين. كما ان ايمانه المورموني لا يقنع المسيحيين الانجيليين الذين يشكلون شريحة كبيرة من الناخبين المحافظين.

ويتمتع رومني بمظهر جذاب بقامته الطويلة وقسماته المتناسقة وشعره الاشيب عند الصدغين، الا انه غالبا ما يواجه انتقادات لافتقاره الى العفوية في الكلام ما يجعله يظهر وكأنه يردد درسا حين يتكلم الى الناخبين.

وقد اطلق آلة انتخابية قوية تملك احتياطيا وافرا من الاموال وهو يتسلح بنجاحه كرجل اعمال بقي مساره المهني بعيدا عن اروقة السلطة في واشنطن التي يمقتها الناخبون الجمهوريون. وتؤكد سيرته الرسمية انه quot;لم يمتهن السياسة وقضى القسم الاكبر من حياته في القطاع الخاص، ما اكسبه معرفة وافية لمفاصل عمل اقتصادناquot;.

وهو يتذرع بخبرته ليطرح نفسه في موقع المرشح الوحيد القادر على هزم باراك اوباما الذي ينتقد سياسته الاقتصادية بشدة. وكان رومني حسن صورته بانقاذه دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (اوتا، غرب) بعدما كانت مهددة بالفشل نتيجة سلسلة من الاخطاء الادارية.

وحوله نجاح هذه الالعاب الى بطل سواء في اوتا حيث مقر الكنيسة المورمونية او في ولايات اخرى مثل ماساتشوستس. واثرت سلسلة هفوات سلبا على صورة رومني مؤخرا لا سيما بعدما اعلن في مقابلة مع شبكة quot;سي ان انquot; انه quot;ليس قلقا على الاكثر فقرا فلدينا نظام حماية هنا واذا كان بحاجة لاصلاح فساقوم باصلاحهquot;.

وحرص المرشح على تصويب مواقفه. وقال لشبكة تلفزيون محلية في نيفادا quot;اسأت التعبير عن رأي. حين نعطي الاف المقابلات يحصل في بعض الاحيان ان نخطىء وان نعبر خطأ، هكذا بكل بساطةquot;.