الفيتو الروسي والصيني يريح ايران |
قد يحمل التحدي الذي مثله استخدام كل من روسيا والصين لحق النقض للغرب، في مجلس الأمن حول مشروع قرار سوريا انعكاسات حول البرنامج النووي الايراني.
بيروت: الصدع الذي حدث بين أعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين وتمثل في تصويت يوم السبت بشأن الأزمة السورية التي تزداد دموية سيكون لها انعكاسات خطيرة على المستقبل السوري، لكنه أيضاً يدل على صعوبات في المستقبل تجاه الدبلوماسية الدولية بشأن إيران.
اجتمع مجلس الأمن بالرابع من فبراير (شباط) الجاري لمناقشة واعتماد مشروع القرار الأوروبي- العربي لدعم خطة الجامعة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف العنف والتخلي عن السلطة.
في هذا السياق، اشارت صحيفة الـ quot;تايمquot; الأميركية إلى أن الصراع على السلطة فى سوريا أصبح يشبه تماماً الحرب الأهلية في الأسابيع الأخيرة، تزامناً مع استعداد النظام لنشر قواته المسلحة لقمع التحديات التى تواجهاالسلطة.
وعلى الرغم من ذلك، فشل المجتمع الدولي فى الموافقة على بنود حل سياسي، ما يؤكد احتمالية حدوث المزيد من المواجهات الدموية وزمن أطول لتسوية الحسابات في سوريا.
أسفر موقف الصين وروسيا في مجلس الأمن عن ردود فعل غاضبة من جانب الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا، إضافة إلى الدول العربية على حد سواء.
ودفع الفيتو الدول الغربية والعربية للسعي وراء سبل دعم المعارضة السورية خارج إطار الأمم المتحدة. فيما اشتكت روسيا من القرار كونه quot;غير متوازنquot; لأنه لا يطلب من جماعات المعارضة بشكل كاف إنهاء الهجمات على النظام.
وأضافت الـ quot;تايمquot; أن روسيا المستمرة في تسليح نظام الأسد تبدو وكأنها تقوم بتحركات دبلوماسية من جانبها خاصة مع زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس جهاز الاستخبارات الروسية إلى دمشق لإجراء محادثات مع الأسد والتى تقول وزارة الخارجية الروسية إنه سيتم خلالها الضغط من أجل إصلاحات عاجلة تضمن استقرار الأوضاع.
وبينما أشارت الصحيفة إلى التحدي الصيني الروسي للغرب وللولايات المتحدة بشأن سوريا والنفوذ الغربي بالشرق الأوسط، أوضحت أن استخدام بكين وموسكو حق النقض في مجلس الأمن من شأنه أن يلقي بظلاله على جهود إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لعزل إيران وزيادة الضغط عليها بشأن برنامجها النووي.
بذلت إدارة أوباما جهوداً كبيرة لكسب تأييد كل من روسيا والصين بشأن مجموعة محدودة من عقوبات مجلس الأمن ضد إيران، لكن بكين وموسكو لطالما أعربتا عن أن موقفيهما إزاء الشأن الإيراني يختلف عن موقف كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ورفضت كلاً من روسيا والصين الامتثال لتدابير من جانب واحد ضد قطاع الطاقة بإيران، كتلك التي اعتمدتها واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون، الأمر الذي يمكن أن يطمئن طهران إزاء احتمال عدم اتفاق الدول الأعضاء بمجلس الأمن على فرض مزيد من العقوبات ضد إيران.
التصويت في مجلس الأمن على اقتراح يهدف إلى حل الأزمة السورية، كان بمثابة تذكير لأعضاء المجلس، حول ما ستكون عليه جلسة مجلس الأمن حيال فرض المزيد من العقوبات على ايران.
واعتبرت الصحيفة ان جلسة التصويت طمأنت ايران بأن هناك خلافات استراتيجية كبيرة بين القوى الغربية وموسكو وبكين. كما تنذر أيضاً إلى بذل جهد أكثر حزماً من قبل روسيا لإقناع القوى الغربية بنسختها الخاصة عن حل وسط بشأن برنامج ايران النووي، والتي حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها.
يشار إلى أن روسيا ليست الوحيدة التي ترفض اتخاذ المزيد من العقوبات القاسية تجاه طهران، إذ أن تركيا وقطر تشاركانها الرأي. ففي مؤتمر أمني في ميونيخ نهاية الأسبوع الماضي، رفض المسؤولون القطريونالحديث بشأن عمل عسكري محتمل ضد إيران أو حتى عن تشديد العقوبات ضدها.
بدلاً من ذلك، دعا المسؤولون القطريون إلى بذل الجهود لحل الأزمة عبر المفاوضات عوضاً عن العمل العسكري أو العقوبات ضد إيران، فيما أعرب وزير الخارجية التركي أحمد دواد أوغلو عن موقف بلاده المشابه للموقف القطري، منتقداً في الوقت ذاته موسكو وبكين لاستخدام حق النقض تجاه الموضوع السوري.
قد يشير هذا الموقف إلى نوع من العداء مع الغرب، لكن بما أن الحرب الباردة انتهت منذ أمد بعيد، فمن المرجح أن دول العالم مقبلة على عهد جديد من المنافسة الجيوسياسية قد تنعكس بعواقب كبيرة على منطقة الشرق الأوسط.
التعليقات